• الساعة الآن 10:26 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ماذا صنعت أيها الشاعر والمثقف ليتم اعتقالك؟!

news-details

 

 

ماذا صنع عبد الوهاب الحراسي ليتم اعتقاله؟! بل وماذا صنع المثقف النبيل الأستاذ فؤاد النهاري وكل من تم اعتقالهم على خلفية الاحتفال بثورة 26 سبتمبر؟!.

عبدالوهاب شاعر له ثلاثة أعمال شعرية وكاتب ومفكر واحد الواجهات الثقافية في مدينة ذمار وموجه تربوي بلا راتب. يعرفه القاصي والداني بالنزاهة والصدق وطهارة اليد ونقاء الروح وزهد النفس، ومن القلائل ممن تثق باحكامهم ومواقفهم، ينظر في القضايا بموضوعية وحياد، ليس لأنه دارس الفلسفة المتمثل الحكمة فحسب، ولكن أيضا لأنه بعيد عن المصالح الذاتية متحرر من قيود الاصطفافات والانحيازات الا لما هو حق وعدل وربما كان من القلائل المتمردين على الأحزاب والجماعات غير منتم لأي منها، فلماذا سجنوه لا زلت غير مصدق ربما لأنه كل ما سبق وهو فن معهود من فنون الحكمة اليمانية، فلأنه بهكذا خصال كان قد تم اعتقاله في الماضي  على خلفية الوقوف مع ما يسمى بمظلومية سجانيه الان، بعد تحول المظلوم إلى سلطة تمارس الدور نفسه!!.

 

عام 2005 تقريبا، أثناء حرب صعدة الأولى ذهبنا لزيارته في بيته بسوق الربوع بعد إطلاق سراحه من الأمن السياسي، لم يكن اعتقالا طويلا، فهو بلا أي تهمة ولا جريمة أو شبهة انتماء للحوثيين حينها مثلما ليس هو الان مع سواهم. كنا، العزيزين المرحوم د. احمد النهمي تغشاه الرحمة، ود. عبدالله صلاح وأنا. أخذ يحدثنا كيف كان يشعر وهو في زنزانته بأقدام أطفاله يمشون على قلبه، عرفته حينها لأول مرة بسردية الشاعر الجريح هذه، يستوحش الوحشية، ضد سجانيه الحاليين، لم يكن يدري أنه سيؤول إلى سجين لاحق وان المظلوم حينها هو السجان الراهن، واحدة من مفارقات صدق الرجال ونزاهة مواقفهم، الانتصار للقضايا بتجرد وبمعزل مع من وضد من، يفعل الحر ذلك وأن قاده إلى أن يصبح ضحية بيد من كان له نصيرا بالأمس، مفارقات  زمن البورات والنكران!!

 

من باب التامل، وإيقاظ الذكرى بعد أن طغى النسيان وغشي النفوس غواية السلطة والنفوذ، تذكروا ظلمة الزنازين ومحنة الأقبية، ومعها تذكروا عبد الوهاب الذي يصارع الايقاع الجارح لأقدام أطفاله وأصواتهم اليوم في سجنكم مثلما صارعه بالأمس دفاعا عنكم! تذكروا أن هذا الرجل، وإن بدا مشاكسا جدير باستلطاف مشاكساته واستيعاب آرائه والأخذ بأحكامه، لا تضعوه في خانة الأعداء فهو وأمثاله صمام أمان لمجتمعه ووطنه، قوة اليمن وصموده بقوة أبنائه وعزتهم، واحترام كرامتهم فلا قوة لذليل ولا عزة لمستبد به في بلده وبين أهله، وهو أوجه الأسباب لتحرير عبدالوهاب وكل المعتقلين!

 

شارك المقال: