على الرغم من خروجها من معقل الذئاب «نادي روما»، إلا أن صدى اليونانية لينا سولوكو المديرة التنفيذية للنادي، لا يزال يتردد على لسان جماهير النادي العاصمي، والتي وصفتها بـ«الشريرة» لارتكابها الخطأ الأكبر في مسيرتها، عندما اصطدمت مع معشوقهم الثاني بعد الأول الأسطورة فرانشيسكو توتي، دانيلي دي روسي، الذي أقيل في الأيام الماضية من تدريب الفريق.
واتهمت الجماهير سولوكو بالوقوف خلف إقالة روسي، ما اضطرها إلى تقديم استقالتها لاحقاً، بعد أن وصل الحد ببعض الجماهير إلى تهديدها وابنها بالقتل.
من هي سولوكو؟ ولدت سولوكو عام 1983 في مدينة لاريسا، الواقعة شمال اليونان، وفي منزل يعيش أجواء الرياضة، بسبب والد الفتاة اليونانية، الذي كان حارس مرمى كرة قدم في أحد الفرق الصغيرة، ومن ثم تحول إلى عالم التدريب، نشأت الفتاة، التي قررت أن تصبح لاعبة كرة طائرة على عكس والدها، وجمعت بين ممارسة الرياضة ودراسة القانون في جامعة أثينا.
عام 2004، وخلال استضافة بلادها دورة الألعاب الأولمبية، عملت لينا في قسم مراقبة المنشطات بالدورة، قبل أن تقرر في العام التالي الابتعاد عن الرياضة التفرغ لدراسة القانون في إسبانيا، وحصلت على درجة الماجستير في قانون الرياضة وإدارتها من جامعة البوليتكنيك في مدريد.
بعد عودتها إلى بلادها، عينت عضواً في محكمة التحكيم التابعة للاتحاد اليوناني لكرة القدم لمدة خمسة أعوام. علاوة على ذلك، على مدار الـ 12 عامًا الماضية، تعاونت مع العديد من فرق كرة القدم والمؤسسات واللاعبين والمدربين، حيث مارست مهنة المحاماة «في قانون الرياضة»، قبل أن تعمل مستشارة عامة مستقلة، وتؤسس مكتب محاماة متخصص مع شقيقتها أسبا.
لم تغفل أعين فانجيليس ماريناكيس الملياردير اليوناني الشهير، ومالك نادي أولمبياكوس، عن صعود الفتاة الصاروخي وبراعتها في عملها، وقرر تعيينها رئيسة للشؤون القانونية في النادي عام 2016، وارتقت في التسلسل الهرمي للنادي حتى باتت الرئيس التنفيذي الفعلي بعد عامين بعمر 34 عاماً.
شغلت عام 2019 منصب عضو المجلس التنفيذي لرابطة الأندية الأوروبية، المنصب الذي تشغله حتى اليوم، وشكل العمل في رابطة الأندية الأوروبية ساحة حاسمة بالنسبة لسولوكو، التي انضمت إلى مجلس الإدارة مراقبة، وتعلمت بشكل مباشر من أصحاب النفوذ في كرة القدم الأوروبية، وهناك التقت دانييل فريدكين، الملياردير الأمريكي المقيم في هيوستن، مالك نادي روما.
قدم فريدكين عرضاً لا يمكن رفضه للفتاة اليونانية من أجل تولي منصب المدير التنفيذي للنادي العاصمي الكبير، بفضله باتت ثاني أغلى راتب بين المديرين التنفيذيين بالدوري الإيطالي، خلف كلاوديو لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، الذي يتقاضى 1.1 مليون يورو، بينما تتقاضى اليونانية 850 ألف يورو سنوياً شاملة بدل سكن «بحدود 125.000 يورو»، وستة تذاكر طائرة عائلية ذهابًا وإيابًا كل عام على طريق روماـ أثينا.
تقول سولوكو عن عرض روما: «أولمبياكوس هو أفضل نادٍ في اليونان بلا منازع، إنه لشرف عظيم أن أكون يونانية وعملت هناك، لكن مشاهدة الإنجازات التي تحققت في رابطة الأندية الأوروبية، والتحديات التي تواجه كرة القدم الأوروبية، جعلتني أرغب في خوض مغامرة جديدة خارج اليونان».
خلال منصبها الجديد في روما استهدفت سولوكو تحقيق الاستدامة المالية، وكرة القدم النخبوية محلياً وأوروبياً. وتضيف: «ترى عائلة فريدكين نفسها وصية على مؤسسة يحبها المشجعون، وتريد أن تجعلها مستدامة وأقوى. إنها أكثر من مجرد عمل تجاري».
ضحايا سولوكو يعتبر البرتغالي جوزيه مورينيو أول ضحايا المرأة الحديدية بعدما أقيل من تدريب روما، منتصف الموسم الماضي، وهو الذي قاد روما خلال عامين ونصف العام، تمكن خلالهما من الفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي، كما وصل لنهائي الدوري الأوروبي، لكنه خسره أمام إشبيلية، إذ لعب 138 مباراة، حقق خلالها 68 فوزاً، و30 تعادلاً، و40 خسارة.
وترك مورينيو وراءه رسالة وداع مريرة للغاية للاعبيه في روما بعد «الشعور بالخيانة»، بسبب طريقة إقالته من تدريب الفريق الإيطالي، حيث كشفت صحيفة «المسيجايرو» الإيطالية عن أن مورينيو بعث برسالة حزينة للاعبي روما، قال فيها: «عندما تكونون رجالًا أعيدوها لي»، في تلميح واضح من البرتغالي لشعوره بالخيانة من إدارة النادي.
تقبلت جماهير روما إقالة مورينيو على مضض، وذلك بسبب قرار الإدارة بتعيين دانيلي دي روسي، محبوب الجماهير وقائد النادي السابق، مدرباً خلفاً للبرتغالي، الأمر الذي أسعد العشاق وأطفأ قليلاً من غضبهم.
قدم دي روسي نتائج جيدة مع الفريق الموسم الماضي، على الرغم من خروجه خالي الوفاض دون تحقيق أي لقب، لكن مع مطلع الموسم الجاري لم تسر الأمور مع المدرب الشاب جيدًا، ولم يعرف الفوز في أول 4 جولات بالدوري، الأمر الذي أجبر الإدارة على إقالته.
يعتبر الثنائي فرانشيسكو توتي ودانيلي دي روسي، المعشوقين الأوليين لجماهير الذئاب، والتي جنت بعد إعلان النادي إقالة محبوبهم ورمزهم دي روسي بقرار تقف خلفه اليونانية، التي تعرضت لهجوم شرس لم تقو على تحمله، وتقدمت باستقالتها لاحقاً.
وتقول سولوكو عن العمل في مجال كرة القدم: «من الواضح أن هذه صناعة يهيمن عليها الرجال، ليس فقط كرة القدم، بل الرياضة بشكل عام. لكنني لم أفكر قط في ذلك بوصفه عائقاً أو شيئاً يمكن أن يشكل مشكلة».