• الساعة الآن 05:19 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما كلمة السر في علاقة حماس وحزب الله؟

news-details

 

اعتبر رئيس الوزراء الصهيوني، بنيامين نتنياهو أن الضغط على حزب الله، يدفع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار نحو التفاوض.

وقال نتنياهو خلال جلسة مغلقة للجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست إن "الضغط على حزب الله في الشمال يمكن أن يساعد على إجبار السنوار على الجلوس إلى طاولة المفاوضات"، وفقًا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل".

تصريح نتنياهو يعيد إلى الأذهان طبيعة العلاقة القائمة بين "حماس" وحزب الله، فكيف يمكن لنتنياهو أن يدفع السنوار إلى الاستسلام أو الجلوس على طاولة المفاوضات، عبر تشديد الهجمات على حزب الله؟

 

خلافات قديمة

لا شك في أن الحرب المستمرة منذ عام على غزة ومؤازرة حزب الله لحماس عبر فتح جبهة مساندة في الشمال، لا يخفي الخلافات القديمة بين الطرفين، والتي وصلت إلى مرحلة المواجهة المباشرة بينهما في سوريا.

 يعترف ممثل حماس في لبنان علي بركة في تصريحات سابقة، بتراجع العلاقة مع حزب الله قبل الحرب على غزة، بسبب الخلاف حول ما أسماه "معالجة الأزمة السورية" لكنه يصر على أن "الاتصالات لم تنقطع واللقاءات كانت دائمة والتنسيق والتشاور والتعاون قائم في ملفات كثيرة متفقين عليها".

ويضيف: الخلاف حول سوريا لا يعني أن نختلف معهم على بقية الملفات: "نحن نتفق في مواجهة العدو، والصراع العربي الإسرائيلي، ودعم القضية الفلسطينية، وتحييد المخيمات الفلسطينية عن التورط في الأزمات الداخلية اللبنانية، ومنع الفتنة المذهبية؛ لأن أي معركة مذهبية لا تخدم سوى العدو" وفقًا لما قاله بركة.

 

حملة ثلاثية

سبق أن انخرط حزب الله في حملة سياسية وإعلامية شنتها دمشق وطهران، ضد حركة حماس التي ارتبطت بحلف وثيق معهما لأكثر من عقدين، واتُهمت بأنها "تخلت عن مشروع المقاومة، وأصبحت تدور بالفلك الأمريكي – التركي - القطري وتخلت عن حلفائها في محور المقاومة"، وصولًا إلى اتهامها بالتورط في القتال في سوريا والمشاركة في معركة القصير.

بعد ذلك، استعادت حماس علاقاتها مع إيران، حيث أشادت قيادات في الحركة بطهران لمساهماتها في إمداد غزة بالصواريخ ذات المدى الأبعد، والتي استخدمت في قتال إسرائيل. إلا أنها تمهلت في المصالحة مع سوريا خشية مواجهة رد فعل عنيف من داعميها في قطر وتركيا.

ولاحقًا، عادت المياه إلى مجاريها بين حماس وسوريا بوساطة من إيران وحزب الله، حيث التقى الرئيس السوري بشار الأسد، في (19 أكتوبر/ تشرين أول 2022)، وفدًا من "حركة حماس"، في تطور أملت الحركة (جناح السنوار) بأن "يطوي صفحة الماضي". وحصلت المصالحة ولكن، دون أن تتحول إلى حلف وثيق مع دمشق، كما كانت قبل انطلاق الأزمة السورية.

 مصدر لبناني مقرب من حزب الله قال إن "الحزب استقرأ منذ أكثر من عام التحضيرات لعمل عسكري تستعد له إسرائيل في فلسطين، أو في لبنان، لذلك ارتأى الحزب إعادة التفاهم بين أطراف المقاومة في المنطقة بوصفها ضرورة للمرحلة المقبلة".

المصدر يؤكد أن إعادة "حزب الله" النظر في علاقته مع حركة "حماس" بعد كل ما حصل، ليس غزلًا بها أو عشقًا مستجدًا، بل نتاج تطورات سياسية كبيرة حصلت في المنطقة، و"دفعته إلى التصرف بعقلانية ورؤية إستراتيجية جوهرية"، وترسخت بعد اندلاع الحرب بحكم "وحدة المصير".

 

إيران.. كلمة السر

الخبير العسكري والإستراتيجي السوري الدكتور كمال الجفا، يقول إن حزب الله وحماس افترقا في بداية الحرب السورية، وقد قاتلا بعضهما البعض في سوريا، وكانت علاقتهما تتسم بالنفور، ثم استطاعت إيران إعادتهما إلى طاولة المفاوضات وتهدئة الأجواء بين حليفيها.

ويذكر الخبير أن العلاقة عادت وكذلك عمليات التنسيق بعد انسحاب حماس من الملف السوري ووقف دعمها للفصائل المسلحة المعارضة للجيش والدولة.

وفيما يتعلق بطبيعة العلاقة بين حماس وحزب الله، والدوافع التي تقف وراء إسناد الحزب لحماس طيلة عام كامل رغم البعد "الأيديولوجي" بينهما، يرى الخبير أن ثمة افتراقًا أيديولوجيًا حقيقيًا بين حماس وحزب الله، ولكنهما يجتمعان "مؤقتًا" على مبدأ أن هناك عدوًا مشتركًا "حاليًا" هو إسرائيل.

ولكن الجفا يلفت إلى أن جزءًا مهمًا من مقاتلي حماس اختاروا البقاء في سوريا، رغم المصالحة بين قيادة حماس في غزة ودمشق، حيث استمروا في القتال إلى جانب التنظيمات المسلحة، بما فيها الإرهابية (هيئة تحرير الشام وداعش) وفضلوا قتال سوريا على قتال إسرائيل استنادًا إلى فتوى "قتال القريب" أي الجيش السوري، وليس البعيد (الجيش الإسرائيلي).

وبالتالي، يمكن وفقًا لهذه المعطيات، أن تعود حماس وحزب الله إلى القتال مجددًا على الأراضي السورية، فيما لو خسر الجناح الذي يقود حركة حماس في غزة حاليًا، وهو الجناح المقرب من إيران وحزب الله.

 

نتنياهو والسنوار وحزب الله

بالعودة إلى الإسناد العسكري الذي أعلن عنه حزب الله منذ الثامن من سبتمبر أيلول الماضي لدعم حماس في غزة، يرى مصدر لبناني أن كلمة الفصل في هذا القرار كانت لطهران، التي حاولت عبره ممارسة ضغط متعدد الجبهات والأوجه على نتنياهو لإبعاده عن جبهتها الداخلية. خاصة في مرحلة تعاني منها من مشكلات داخلية جمة واحتجاجات شعبية هي كالنار تحت الرماد، ويمكن أن تندلع في أي لحظة.

ولكن، مع هذا الهجوم الإسرائيلي العنيف على حزب الله، كيف ينوي نتنياهو الضغط على حزب الله بما يقود إلى استسلام السنوار؟

يجيب الخبير العسكري السوري أن هذا التصعيد وتكثيف الغارات على حزب الله قد يدفع السنوار إلى مرحلة يقول فيها "أنا أقبل بالشروط الحالية للهدنة".

ويرى أن مخطط نتنياهو مستمر ومتواصل، وقد وصل إلى مرحلة متقدمة في "استنزاف حماس عسكريًا، وما نراه اليوم ليس سوى عملية قتل مجاني وحرب إبادة للشعب الفلسطيني".

ويعتقد الخبير العسكري أن نتنياهو لا يريد أن يصل إلى اتفاق مع السنوار أو الوصول إلى هدنة في غزة، إلا إذا كان هناك مخطط للضفة الغربية، فتصبح على أساسه غزة هي البديل، وتتحول أنظار العالم نحو إعادة إعمارها وإدخال المساعدات إليها، بعد الوصول إلى اتفاق تهدئة مع السنوار، ليتفرغ بالتوازي لقضم الضفة وسحق الفصائل الفلسطينية فيها.

وبالتالي يرى الجفا أن مشروع إسرائيل الأساسي هو في الضفة؛ لأنها تشكل الخطر الأكبر على إسرائيل. ويشير إلى أن نتنياهو ربما يحاول إنهاء الحرب على غزة باتفاق "مذل" ولكنه سيكمل مشروعه في الضفة الغربية.

وبشأن حزب الله، يخلص الخبير الجفا إلى أنه لا قرار اليوم بحرب إقليمية أو إنهاء لحزب الله أو حتى اجتياح جنوب لبنان، وما يحدث من ضربات عنيفة وغارات كثيفة يندرج ضمن إطار السيطرة والاستنزاف الذي يسير فيه الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الوضع في جنوب لبنان يختلف عن غزة، فهنا ثمة عمق إستراتيجي لحزب الله وبنية تحتية محصنة ومئات أو آلاف المواقع والمقرات، وبالتالي فإن عملية إنهاء الحزب تحتاج لعملية طويلة وضخمة، وتحتاج إلى دعم أمريكي غربي لا يبدو متوفرًا حاليًا.

شارك الخبر: