• الساعة الآن 02:25 AM
  • 8℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

عبده بشر في حوار مع شبكة النقار: 26 سبتمبر يُواجه بالقمع في صنعاء ويُعجِل بزوال السلطة

news-details

خاص | حوار | النقار

يقف النائب في برلمان صنعاء عبده بشر صوتًا متميزًا بالانحياز إلى شعبه في زمن لا يبدو أنه مازال يتمتع بالتعافي.  

في حوار خاص لشبكة النقار، يتحدث النائب بشر مع اقتراب ذكرى السادس والعشرين من سبتمبر، عن تعامل السلطة مع هذه المناسبة الوطنية الهامة. حيث أشار إلى أن الممارسات غير المنطقية التي تقوم بها سلطة صنعاء تزيد من حدة الاحتقان الشعبي، ولن تكون إلا سببًا في تعجيل سقوطها. وذكر أن الاعتقالات والاتهامات الباطلة قد بلغت حدًا غير معقول، وأن النصيحة قُدمت لهم سرًا وعلانية، لكنهم لا يستمعون للنصح.

تحدث النائب بشر ايضا عن كواليس ما يحدث للمجلس النيابي في صنعاء تحت سلطة جماعة لم يعجبها حتى أن عضوًا يتم انتخابه نائبًا لرئيس المجلس فتقرر إجباره على تقديم استقالته من نيابة رئاسة المجلس، فيقدم استقالته من كونه عضوًا في البرلمان.  

بحسب بشر، فإن المجلس أصبح مشلولًا ومستلبًا لدرجة أن سلطة صنعاء تمرر ما تشاء من تعديلات للقانون بما يوافق هواها ومصالحها كجماعة حاكمة بلغت حالة من الغرور الجنوني، بحيث أصبح منطق فرعون هو لسان حالها (لا أريكم إلا ما أرى).  

 

 

٢٦ سبتمبر

 النقار : مع اقتراب ذكرى عيد السادس والعشرين من سبتمبر، كيف تقيمون تعامل سلطة صنعاء مع هذا الحدث الوطني؟ وبما تفسرون الممارسات التي تستهدف الصحفيين والنشطاء والشخصيات الاجتماعية الذين عبروا عن رغبتهم في الاحتفال بهذه المناسبة؟  

 بشر : تعامل سلطة صنعاء مع ذكرى ٢٦ سبتمبر غير منطقي ولا عقلاني، ويزيد الطين بلة، ويزيد الاحتقان، ويسرع من سقوط السلطة. الاعتقالات بسبب ودون سبب، واتهام الناس بالباطل نهايته وخيمة. نصحنا سراً وعلناً، لكنهم لا يحبون الناصحين. لكنها إرادة الله، دعها فإنها مأمورة حتى يفتح الله بيننا وبينهم بالحق، وهو خير الفاتحين.

 

 النقار : كيف تفسرون استمرار جماعة أنصار الله في الاحتفال بعيد السادس والعشرين من سبتمبر، رغم سجلها في قمع كل من يتحدث عن هذه المناسبة، واستمرار الصدام بينها وبين مبادئ الثورة التي يرمز إليها هذا العيد؟  

 بشر : هذه خطوة قام بها رئيس اللجنة الثورية العليا وعضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي لخلط الأوراق وتخفيف الاحتقان في الشارع بسبب التعسفات والاعتقالات وتكميم الأفواه. الـ 21 من سبتمبر كان ميثاق شرفها واضحًا، لكنه تم الانقلاب عليه، وتم تحويلها إلى طائفية ومذهبية وإقطاعية بعيدة عن الشراكة الحقيقية والحرية والمساواة، تسودها التسلط وعدم رفع الظلم والمعاناة عن كاهل المواطن، وعدم صرف المرتبات، والاستهداف الممنهج لأصحاب الرأي والمعارضين، مما أفقدها بريقها وصدقها، وكان المعول عليها أن تتحول إلى نهج وسلوك يلمسه المواطن في حياته ومعيشته، والمعول عليها تحولها الى منقذ لهذا الشعب الصابر المجاهد، الواثق بفرج الله، وليس العكس

 

 النقار : كيف تقيمون تعامل المجتمع اليمني في المناطق التي تسيطر عليها أنصار الله مع ذكرى 26 سبتمبر؟  

 بشر : 26 سبتمبر ذكرى أمة وشعب أخرج من الظلمات إلى النور. ورغم التآمر على الثورة من الداخل والخارج، إلا أنها محفورة في قلوب ووجدان وواقع وتاريخ كل يمني. لا ينكرها إلا جاحد، ومن يريد التخفيف من ذلك الحب عليه أن يعمل ويقدم للوطن والمواطن أكثر مما قدمته ثورة 26 سبتمبر، وليس العكس.

 

تعديل قانون السلطة القضائية 

 النقار : أجرت أنصار الله مؤخراً تعديلات على قانون السلطة القضائية، كيف ستؤثر هذه التعديلات على استقلال القضاء في اليمن؟ وهل تعتقدون أن هناك أي فرصة لاستعادة العدالة في ظل هذه التغييرات التي وصفت بالجذرية؟  

 بشر : كلنا يعلم أن هناك فسادًا كبيرًا في القضاء، لكن هذه التعديلات المخالفة لنصوص الدستور لم تكن لإجراء إصلاحات حقيقية، وإنما تدخل وسيطرة واضحة على القضاء وسيف في يد السلطة وتابع للسلطة التنفيذية. والله لا يمحو السيء بالسيء، وإنما يمحو السيء بالحسن، وما بني على باطل فهو باطل.

 

 النقار : هناك من يشير إلى أن قرار تشكيل أعضاء مجلس القضاء الأعلى حمل تسميات أثارت استياء بعض السياسيين والمتابعين، بل ذهب البعض لاعتبار هذا التشكيل بمثابة احتكار مؤسسة القضاء لصالح فئة معينة من المجتمع اليمني. ما هو تعليقكم على ذلك؟ وهل ترون أن هناك توجهات تُعتبر إقصائية داخل المؤسسة القضائية؟  

 بشر : تشكيل مجلس القضاء ليس مشكلة إذا ما تم وفقًا للدستور، ودون النيل من استقلال القضاء، لكن تم إدخال أشخاص ليسوا قضاة ومن توجه معين، ويؤكد ذلك كلامنا السابق. البعض يريد السيطرة على كل شيء، رغم أنهم لم يقدموا أي شيء يلمسه المواطن. قلناها أكثر من مرة: الفاشلون لا يبنون وطنًا.

 

 النقار : ما هو تقييمكم لأهم البنود التي وردت في التعديلات الأخيرة لقانون السلطة القضائية في صنعاء؟ وكيف يمكن أن تؤثر هذه التعديلات سلباً على استقلال القضاء وعمل المحامين؟ وما هي أبرز التغيرات التي ستواجهها السلطة القضائية والمجتمع اليمني نتيجة لهذه التعديلات؟  

 بشر : أهم البنود:  

1. المخالفة الصريحة لنصوص الدستور.  

2. التعيين من خارج السلطة القضائية ودون اشتراط المؤهلات العلمية والخبرة، وسلب القضاء استقلاليته والتدخل في شؤونه.  

3. جعل مجلس القضاء تابعاً للسلطة التنفيذية.  

4. تشكيل محاكم شبيهة بالمحاكم العسكرية بيد السلطة.  

5. استحداث نصوص لتقييد وحبس المحامين والحد من حريتهم في الدفاع عن موكليهم.  

6. إدخال محاكم للصلح ومحاكم للنظر في قبول الدعوى.  

7. تجسيد قانون انفصالي.  

هذه الأمور مرفوضة وسلبية، ولن تؤدي إلا إلى استمرار الفساد والعبث. المتضرر الأكبر من هذه التعديلات هو الوطن والمواطن.

 

 

مجلس النواب

 النقار : استقالتكم من البرلمان جاءت بعد ضغوط وتهديدات من أنصار الله. كيف تصف الأجواء السياسية داخل البرلمان اليمني في صنعاء؟  

 بشر : نوضح لكم أن قانون مجلس النواب حدد إعادة انتخاب هيئة رئاسة المجلس بسنتين، وحدد أنه لا يجوز بأي حال من الأحوال الانتخاب العلني أو التزكية، وإنما بالانتخاب الحر عبر صندوق الاقتراع. وهذا ما تم بتاريخ الأول من 1442هـ الموافق 7 نوفمبر 2020م، حيث تم انتخاب رئيس وأعضاء هيئة رئاسة جديدة للمجلس بطريقة ديمقراطية حرة وشفافة.  

جرى انتخاب رئيس المجلس أولاً، حسب قانون المجلس، ثم جرت بعد ذلك مباشرة الإجراءات المتعلقة بانتخاب أعضاء هيئة رئاسة المجلس (نواب رئيس المجلس)، حسب ما يقتضيه الدستور واللائحة المنظمة لذلك. وقد باشر رئيس مجلس النواب، الأخ يحيى علي الراعي، مهامه من على منصة رئاسة المجلس، ثم تم تشكيل لجنة الاقتراع من أعضاء المجلس، برئاسة الأخ الفريق سلطان السامعي، عضو المجلس السياسي الأعلى، وعضوية كل من الدكتور علي عبدالله أبو حليقة، والدكتور علي الزنم.  

تنافس على مقاعد نواب رئيس المجلس ثمانية من أعضاء المجلس، وهم: أكرم عبدالله عطية، عبدالسلام صالح هشول زابية، عبده محمد بشر، الدكتور عبد الباري دغيش، عبد الرحمن الجماعي، مرتضى عبد الكريم جدبان، خالد مجود الصعدي، وبسام الشاطر. فيما انسحب النائب بسام الشاطر.  

تشكلت لجنة فرز الأصوات من أعضاء مجلس النواب، برئاسة محمد عبد الوهاب الزبيري، وعضوية كل من علي غالب الكبودي، عمر صالح هندي دغسان، والدكتور أحمد نصار.  

بعد فرز الأصوات، تم إعلان النتائج، حيث فاز بالمقاعد الثلاثة نواباً لرئيس المجلس كل من: عبدالسلام صالح هشول زابية، وأكرم عبدالله عطية، وعبده محمد بشر.  

في الجلسة، هنأ رئيس مجلس النواب، الشيخ يحيى علي الراعي، أعضاء الهيئة بنيلهم ثقة أعضاء المجلس، متمنياً لهم التوفيق في مهامهم الجديدة.  

توجه نائب رئيس المجلس، عبده محمد بشر، بالشكر والتقدير لرئيس وأعضاء المجلس على روح الانسجام التي تجسدت في هذا العرس الديمقراطي الحر والمباشر والنزيه، الذي لا يمكن لأحد التشكيك فيه، وما قام به مجلس النواب من دور تاريخي.  

خلال الجلسة، بارك أعضاء المجلس للأخوة رئيس وأعضاء هيئة الرئاسة انتخابهم وحصولهم على ثقة المجلس، متمنين لهم التوفيق والسداد في مهامهم المناطة بهم في إدارة أعمال المجلس ولجانه الدائمة وكافة مكوناته، وفقاً للائحة الداخلية المنظمة لعمل مجلس النواب.  

عندما فاز الفقير إلى الله، عبده بشر، بأصوات النواب نائباً لرئيس مجلس النواب وبطريقة ديمقراطية ووفقاً للدستور والقانون وبالانتخاب السري عبر صندوق الاقتراع، لم يعجب ذلك البعض من الحوثيين. وتم توجيه إغلاق مجلس النواب، واشتراط عودة انعقاد المجلس باستقالتنا من هيئة رئاسة المجلس.  

فقدمنا استقالتنا من مجلس النواب، وليس من هيئة رئاسته، استقالة مكتوبة ومسببة، وذكرنا فيها معظم ما تعرضنا له. رفض المجلس الاستقالة بالإجماع، وتم الإعلان عن ذلك عبر قناة اليمن الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى.  

الأجواء السياسية والقانونية والدستورية لا تسر عدو ولا حبيب؛ المجلس سُلبت صلاحياته، وتملى عليه التوجيهات ويدار من خارجه، وتُمرر القوانين بالمخالفة للدستور والقانون وضد رغبة أو قناعة معظم أعضاء المجلس، وخير دليل على ذلك، على سبيل المثال لا الحصر، قانون الربا وقانون التعديلات القضائية، تم تمريرهما رغم مخالفتهما للدستور وإجراءات قانون مجلس النواب. أقل ما يمكن وصف هذه الحالة بأن المجلس يقبع تحت الإقامة الجبرية.

 

 النقار : تحدثتم سابقاً عن عدم إمكانية العمل في برلمان "لا يحترم الدستور ويستخدمه حسب هواه". كيف ترون مستقبل السلطة التشريعية في اليمن تحت سيطرة أنصار الله؟  

 بشر : من يخترق الدستور ويخالف القانون ويصر على ذلك ويتعمد العمل بقانون الغاب، ومن منطلق فرعون (وما أريكم إلا ما أرى)، فالجواب واضح، وهذا ما نراه ونلمسه في الواقع، من سيء إلى أسوأ. البعض لا يؤمنون بالدستور والقانون أو صندوق الاقتراع أو الشراكة.

 

 النقار : ما التحديات التي تواجه النواب المستقلين في التعامل مع أنصار الله داخل البرلمان؟  

 بشر : التحديات تواجه معظم أو جميع أعضاء مجلس النواب، وهي الإملاءات والتدخل في اختصاصات المجلس وتمرير ما يريدون خلافاً للدستور والقانون وقناعات أعضاء المجلس.

 

 النقار : هل هناك نواب آخرون يشاركونكم في مواقفكم الرافضة في صمت؟  

 بشر : نعم، هناك الكثير من النواب الذين يشاطروننا مواقفنا الرافضة، سواء بصمت أو بالعلن.

 

 النقار : ألا يضع مجلس النواب، رئاسة وكتلاً وأعضاء، اعتباراً للمستقبل الذي قد يدينهم بأنهم ساهموا كسلطة تشريعية ديمقراطية في تمرير أجندة جماعة أو فئة؟  

 بشر : "كل شاة تعلق برجلها". وحتى نكون منصفين، من يتحمل العبء الكبير أو كامل المسؤولية عن ذلك هم هيئة رئاسة المجلس وليس الأعضاء، والتاريخ لا ولم ولن يرحم أحداً.

 

 النقار : كلمة أخيرة؟  

 بشر : إلى إخواننا، سواء في الداخل أو الخارج، ومن بغوا على هذا الشعب: عليكم أن تراجعوا حساباتكم قبل فوات الأوان وأن تتقوا الله، فالمواطن لم يعد يحتمل. الفقر والجوع والمرض يفتك بالناس في جميع ربوع اليمن، والظلم والجور استفحلا، والصبر على الباطل لن يطول. يكفي عبثًا واستهتارًا ومتاجرة باليمن، الأرض والإنسان.  

إما أن تعتدلوا وإما أن تعتزلوا. إخراج اليمن، الأرض والإنسان، إلى بر الأمان واجب على الجميع دون استثناء. اليمن يتسع للجميع، والتاريخ سيدون هذه الحقبة المظلمة من تاريخ اليمن، الذي كان يسمى بالسعيد. ونسأل الله أن يعجل بالفرج العام على البلاد والعباد.

شارك الخبر: