• الساعة الآن 06:36 PM
  • 24℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

بين الاعتقالات والاحتفالات .. حسابات الجماعة بين سبتمبرين

news-details

خاص | النقار

- "كم باقي لعيد الجن هؤلاء؟!"  
- "8 أيام يا ولي الله! لا تقلق، كل شيء تحت السيطرة!"  
- "سابر!"

قد يكون هذا الحوار الذي دار اليوم بين رئيس المجلس السياسي الأعلى في صنعاء مهدي المشاط ومسؤول جهاز الأمن والمخابرات، وهما يتحدثان عن السادس والعشرين من سبتمبر، ويحسبان الدقائق والثواني وعدد المعتقلين حتى الآن. فرداد الحذيفي وسحر الخولاني بالتأكيد لن يكونا الوحيدين اللذين يهددان ما تسميه الجماعة "الأمن القومي". حتى بائع البسباس الذي رفع العلم الجمهوري فوق عربته، معلنًا عزمه على الاحتفاء بذكرى ثورة سبتمبر، يمثل تهديدًا لذلك "الأمن القومي"، وبالتالي لا بد من اعتقاله.

تكتب فاطمة الخولاني في صفحتها على منصة "إكس" عن آخر مستجدات اعتقال شقيقتها سحر، التي أُخذت من بين أولادها الصغار وزُج بها في السجن. تقول فاطمة إنها ذهبت لزيارة أختها في السجن المركزي، لكن الجماعة "رفضوا ومنعوا زيارتها، وقالوا إنهم سيُخرجونها قريبًا، ولكن بشرط ألا تتحدث عن أنصار الله وحكومة صنعاء. قالوا: نحن نواجه عدوانًا أمريكيًا ونحن في مواجهة مع إسرائيل، وأختك تخدم العدوان"، وبالتالي، حسب فاطمة الخولاني "يطلبون ضمانة".

كان ذلك أمس الأربعاء. أما اليوم، فقد اختلفت اللهجة كما يبدو؛ حيث تكتب فاطمة: "نحن أمام بوابة السجن المركزي، ننتظر أن يفتحوا لنا لزيارة أختي سحر الخولاني. خرج حوثي وقال: اذهبن أو سأدخلكن معها".

تستغيث فاطمة قائلة: "يا عالم، يا مسلمين، أنقذوا أختي سحر الخولاني من السجون المظلمة. أختي تكلمت من قهر وجوع، لم تتكلم من أجل الشهرة. أطلقوا سراحها قبل أن تموت في السجن".

أما الناشط رداد الحذيفي، فإن الأسابيع التي مرت على اعتقاله حتى الآن لم تشفع لأسرته في معرفة مكان اعتقاله أو التهمة التي اعتُقل بسببها. كل ما في الأمر أن عليهم الانتظار.

ولعل الهجمة التي طالت منشور مجدي عقبة، الذي أعلن فيه عن وصوله مع زوجته إلى الولايات المتحدة، كانت تعبيرًا عن أسف عميق من قبل ناشطي الجماعة، لكونه أفلت من بين براثنهم واستطاع النجاة بنفسه. فهو بلا شك من الأسماء المطروحة في هذا الموسم لزيارة "بيت خاله".

على الجانب الآخر، تستعد الجماعة بسلطتها وأجهزتها للاحتفال بيومها السبتمبري. فبعد أن انتهت من المولد، ها هي تقر "الخطة الإعلامية للعيد العاشر لثورة 21 سبتمبر"، وفقًا لما جاء في اجتماع برئاسة وزير الإعلام في الحكومة الجديدة، هاشم شرف الدين، والذي ضم قيادات المؤسسات والوسائل الإعلامية، بهدف "تسليط الضوء على أهمية هذه الثورة التي حررت اليمن من الوصاية والهيمنة والتدخلات الإقليمية والدولية على السيادة والقرار اليمني، وتعزيز الثقافة المجتمعية بقيم ومبادئ وأهداف الثورة".

هو إذن بحث عن حالة مقابلة لثورة السادس والعشرين من سبتمبر، تحاول الجماعة من خلالها تعويض نقص في الأهلية الوطنية.

وبحسب الصحفي والناشط محمد العلائي، فإن هناك شعورًا عميقًا تعيشه الجماعة بعدم أهليتها وطنيًا، وتحاول تعويض هذا النقص بالمبالغة القصوى في الاحتفال بالمناسبات الدينية، مثل المولد النبوي.

يضيف العلائي موضحًا فكرته: "لأنهم متيقنون أن 21 سبتمبر لا يصلح إطلاقًا أن يكون نظيرًا وطنيًا مكافئًا لـ26 سبتمبر، فقد بحثوا عن بديل رمزي ذو طابع ديني ليعوضهم نفسيًا". ويضيف: "من هذه البدائل المولد النبوي، حيث تدل المبالغة القصوى في مظاهر الاحتفال به على شعور عميق بالنقص في الأهلية الوطنية".

شارك الخبر: