قال مصدر أمني لبناني كبير ومصدر آخر لرويترز إن جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) زرع متفجرات داخل خمسة آلاف جهاز اتصال لاسلكي (بيجر) استوردها حزب الله قبل أشهر من تفجيرات أمس الثلاثاء 17\9\2024.
وتعد العملية خرقا أمنيا لم يسبق له مثيل يستهدف حزب الله تم خلاله تفجير آلاف الأجهزة في أنحاء لبنان مما أدى إلى مقتل تسعة وإصابة ما يقرب من ثلاثة آلاف بينهم مقاتلون والسفير الإيراني في بيروت.
وذكر المصدر الأمني اللبناني أن أجهزة البيجر من إنتاج شركة جولد أبوللو ومقرها تايوان.
إلا أن جولد أبوللو قالت في بيان إنها لم تصنع الأجهزة موضحة أنها من إنتاج شركة بي.إيه.سي التي لديها ترخيص لاستخدام علامتها التجارية، ولم تذكر المزيد من التفاصيل.
وتوعد حزب الله بالرد على إسرائيل. ورفض الجيش الإسرائيلي التعليق على الانفجارات.
وقال حزب الله في بيان له اليوم الأربعاء 18\9\2024 “ستواصل المقاومة الإسلامية في لبنان اليوم كما في كل الأيام الماضية عملياتها المباركة لإسناد غزة وأهلها ومقاومتها وللدفاع عن لبنان وشعبه وسيادته”.
وتابع “هذا المسار متواصل ومنفصل عن الحساب العسير الذي يجب أن ينتظره العدو المجرم على مجزرته يوم الثلاثاء التي ارتكبها بحق شعبنا وأهلنا ومجاهدينا في لبنان”.
وقالت عدة مصادر لرويترز إن المخطط استغرق تحضيره على ما يبدو عدة أشهر.
وأوضح المصدر الأمني اللبناني الكبير أن حزب الله طلب خمسة آلاف جهاز اتصال من إنتاج شركة جولد أبوللو، وتقول عدة مصادر إنها وصلت إلى البلاد في وقت سابق من العام.
وأكد مؤسس شركة جولد أبوللو هسو تشينج كوانج أن أجهزة الاتصال المستخدمة في الانفجار صنعتها شركة في المجر لها الحق في استخدام العلامة التجارية لجولد أبوللو، ولم يتمكن من تأكيد اسمها على الفور.
وفي بيان لها، ذكرت جولد أبوللو أن اسم الشركة بي.إيه.سي.
وصرح هسو للصحفيين في مقر الشركة بمدينة نيو تايبه شمال تايوان اليوم الأربعاء قائلا “المنتج ليس تابعا لنا. إنه فقط يحمل علامتنا التجارية”.
وعرض المصدر الأمني اللبناني الكبير صورة للجهاز، وهو من طراز إيه.بي924، وهو مثل أجهزة البيجر الأخرى التي تستقبل وتعرض الرسائل النصية لاسلكيا، لكنها لا تستطيع إجراء مكالمات هاتفية.
وقالت جولد أبوللو في بيان إن هذا الطراز أنتجته وباعته شركة إيه.بي.سي.
وجاء في البيان “نمنح فقط ترخيص العلامة التجارية وليس لدينا أي تدخل في تصميم أو تصنيع هذا المنتج”.
وقال مصدران مطلعان على عمليات حزب الله لرويترز هذا العام إن مقاتلي حزب الله يستخدمون الأجهزة كوسيلة اتصال منخفضة التكنولوجيا في محاولة للتهرب من أنظمة تعقب المواقع الإسرائيلية.
لكن المصدر اللبناني الكبير قال إن الأجهزة تم تعديلها “في مرحلة الإنتاج” من قبل جهاز المخابرات الإسرائيلي.
وأضاف المصدر أن “الموساد قام بوضع لوحة داخل الأجهزة تحوي مادة متفجرة تتلقى شفرة من الصعب جدا اكتشافها بأي وسيلة، حتى باستخدام أي جهاز أو ماسح ضوئي”.