• الساعة الآن 09:17 PM
  • 23℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

للمرة الأولى.. اليمين المتطرف في ألمانيا يفوز في الانتخابات

news-details

 

كشفت الاستطلاعات الأولية عن فوز حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المتطرف للمرة الأولى في انتخابات إقليمية. ففي ولاية تورينغن، حصل الحزب اليميني المتطرف على ما بين 30,5 و33,5 في المئة من الأصوات.

هذا، وأظهرت الاستطلاعات أيضا تقاربا بين نتيجة الحزب وتلك التي يحققها "حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي" في ولاية ساكسونيا حيث جرت انتخابات إقليمية الأحد أيضا. ويبدو أن حزب المستشار أولاف شولتز الإشتراكي الديمقراطي حقق نتيجة مخيّبة للآمال في الولايتين حيث حصل على ما بين 6,5 و8,5 في المئة من الأصوات.

وكانت قد أظهرت استطلاعات الرأي تربع حزب "البديل من أجل ألمانيا" في الطليعة في تورينغن وحلوله في المركز الثاني بفارق بسيط في ساكسونيا، فيما توقعت نتيجة قوية لحزب "بي إس في" اليساري المتطرف الجديد.

ويشار إلى أن الحزبين لقيا قبولا شعبيا في المقاطعتين الواقعتين شرقا على خلفية انتقادهما للحكومة في برلين وللمساعدات العسكرية لأوكرانيا.

وإلى ذلك، سيكون فوز حزب البديل من أجل ألمانيا منعطفا مهما للبلاد في حقبة ما بعد الحرب، وبمثابة توبيخ لشولتز قبل انتخابات عامة في 2025.

وكانت قد أظهرت الاستطلاعات في المقاطعتين أن الحزب الاشتراكي الديمقراطي بزعامة شولتز سيحصل على نحو 6 بالمئة من الأصوات، وخلفه بفارق كبير شريكاه في الائتلاف حزب الخضر والحزب الليبرالي.

هذا، وعلى الرغم من فوز حزب "البديل من أجل ألمانيا"، من غير المرجح أن يتولى السلطة الإقليمية لأن أحزابا أخرى استبعدت العمل مع اليمين المتطرف لتشكيل حكومة.

أكبر قوة في شرق ألمانيا

وقد تأسس حزب البديل من أجل ألمانيا في 2013 كمجموعة مناهضة لليورو قبل أن يتحول إلى حزب معاد للهجرة. واستفاد من تشرذم التحالف الثلاثي في برلين ليكتسب شعبية في استطلاعات الرأي.

هذا، وقد حقق الحزب نتيجة قياسية في الانتخابات الأوروبية في حزيران/يونيو الماضي، بحصوله على 15,9 بالمئة من الأصوات، ونتيجة جيدة بشكل خاص في شرق ألمانيا حيث خرج كأكبر قوة.

أما تورينغن الريفية فهي المقاطعة الوحيدة حيث يتقدم حزب دي لينكه اليساري المتشدد، خليفة الحزب الشيوعي الحاكم في ألمانيا الشرقية سابقا.

ويذكر أنه من المقرر أن تجرى في أيلول/سبتمبر الجاري، انتخابات في مقاطعة ثالثة بألمانيا الشرقية سابقا وهي براندنبورغ، حيث تظهر الاستطلاعات تقدم حزب البديل من أجل ألمانيا مع 24 بالمئة من الأصوات.

ومن جانبها، اعتبرت ماريانه نوير أستاذة السياسة في جامعة دريسدن للتكنولوجيا أنه على رغم اختلاف الصورة في كل مقاطعة، لكن "في كل الحالات، من الواضح بأن حزب البديل من أجل ألمانيا سيحشد عددا مهما جدا من الأصوات لصالحه".

"الحلم بأغلبية مطلقة"

وقد وجد هذا الحزب دعما أقوى في الشرق حيث المزيد من الناخبين "يتعاطفون مع مواقفه القومية والاستبدادية" والعديد منهم غير راضين عن الأحزاب التقليدية، وفق نوير.

وفي آخر اجتماع للحملة الانتخابية لـ"البديل من أجل ألمانيا" السبت في إرفورت عاصمة تورينغن، قال تورستن هنتسشه الناخب البالغ 52 عاما، إنه "يحلم بأغلبية مطلقة" لصالح الحزب.

وأضاف "لكننا واقعيون. إن الحصول على 33 بالمئة على الأقل سيكون أمرا رائعا لأنه سيمنحنا أقلية معطِّلة في البرلمان (الإقليمي)".

هذا، وقد هيمن على الفترة التي سبقت التصويت في ساكسونيا وتورينغن استياء من الهجرة عقب هجوم بسكين أوقع قتلى في زولينغن (غرب).

وكان من المقرر في مراحل سابقة أن يتمّ ترحيل المهاجم المفترض، وهو سوري يبلغ 26 عاما ويشتبه بارتباطه بتنظيم "الدولة الإسلامية"، لكنه أفلت من السلطات إلى حين قيامه بتسليم نفسه بعد تنفيذه عملية الطعن.

وسعت الحكومة إلى الاستجابة للإنذار بالإعلان عن ضوابط وقواعد أكثر صرامة بشأن حيازة السكاكين للمهاجرين غير الشرعيين في ألمانيا.

"غالبية الناس... يريدون العيش معا بسلام"

من جانبه، وفي إحياء ذكرى ضحايا الهجوم الأحد، شدد الرئيس فرانك فالتر شتاينماير على أن "غالبية الناس في بلدنا يريدون العيش معا بسلام في مجتمع يسترشد بالإنسانية وليس بالكراهية".

وقال "يريد الإسلاميون المتطرفون تدمير ما نحبه: مجتمعنا المنفتح وطريقة حياتنا ومجتمعنا وحريتنا".

وإلى جانب "البديل من أجل ألمانيا"، وجد "حزب بي إس في"  قبولا من الجمهور في الولايات الشرقية لانتقاده الحكومة في برلين والمساعدات العسكرية التي تقدمها لأوكرانيا.

وقد أسست السياسية اليسارية زهرا فاغنكنخت هذا الحزب في كانون الثاني/يناير بعد استقالتها من حزب دي لينكه. وهي تدعو إلى إحلال السلام مع روسيا والتشدد حيال الهجرة.

وقد حقق هذا الحزب نجاحا في الانتخابات الأوروبية في حزيران/يونيو الماضي وحصل على حو ستة بالمئة من أصوات الألمان. وحل ثالثا في استطلاعات الرأي في ساكسونيا وتورينغن.

ويذكر أن رفض الأحزاب الأخرى العمل مع حزب البديل من أجل ألمانيا يجعل "حزب بي إس في" صانع ملوك محتمل في تورينغن وساكسونيا، رغم خلافات سياسة مهمة مع شركاء محتملين، وخاصة بشأن أوكرانيا.

 

 

شارك الخبر: