اقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على مقاتلي مجموعة فاغنر، فرصة لمواصلة القتال، لكن بشرط أن يقودهم الجنرال البارز في المجموعة، أندريه تروشيف، المعروف باسم "سيدوي"، بدلاً من يفغيني بريغوجين.
وقال بوتين في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت" الروسية نُشرت تفاصيلها، اليوم الجمعة، إنه عرض على مجموعة فاغنر، فرصة لمواصلة القتال بعد تمردهم الفاشل، لكن مع تنحية قائد المجموعة يفغيني بريغوجين.
ونقلت الصحيفة عن بوتين القول: "كان بإمكانهم جميعاً التجمع في مكان واحد ومواصلة خدمتهم، ولن يتغير شيء. كان سيقودهم نفس الشخص الذي كان قائدهم الفعلي طوال ذلك الوقت".
واقترح بوتين على المجموعة عدة خيارات لمواصلة القتال، منها تولي قائد كبير في المجموعة اسمه الحركي "سيدوي" أو "الأشيب" قيادة فاغنر، فمن هو؟.
الجنرال "الرمادي"
"سيدوي" ما يعني "الشعر الرمادي" باللغة الروسية، هو الاسم الحركي للقائد البارز في مجموعة فاغنر، أندريه تروشيف، وفقاً لما ورد في وثائق عقوبات صادرة عن الاتحاد الأوروبي ووثائق رسمية فرنسية ومصادر مطلعة وتقارير إعلامية روسية.
ويُعد تروشيف من المقاتلين المخضرمين في القوات الروسية وشارك في حروب روسيا في أفغانستان والشيشان، وينحدر من مدينة سان بطرسبرغ، مسقط رأس بوتين، والتقطت له عدة صور برفقة الرئيس.
وخدم تروشيف في أفغانستان خلال الحرب التي استمرت 10 سنوات، كما خدم في شمال القوقاز مع الجيش الروسي، ثم في وحدة SOBR التابعة لوزارة الداخلية الروسية، بحسب وسائل إعلام.
وذكر الاتحاد الأوروبي أن تروشيف شارك بشكل مباشر في العمليات العسكرية لمجموعة فاغنر في دير الزور بسوريا، وفقاً لوثائق العقوبات الخاصة بسوريا التي أصدرتها بريطانيا.
ونظراً لخدمته في أفغانستان، حصل تروشيف على وسام النجمة الحمراء مرتين، وحاز أعلى وسام روسي، وعرف كـ"بطل روسيا"، في عام 2016 بعد تدخله في تدمر بسوريا لمواجهة مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي، وفقاً لما أوردته وكالة "رويترز".
وتؤكد مصادر روسية أن تروشيف ولد في الخامس من أبريل (نيسان) عام 1962 في مدينة سان بطرسبرغ شمال غربي روسيا، بينما تشير وثائق عقوبات غربية إلى أن تاريخ ميلاده في الخامس من أبريل (نيسان) عام 1953.
القائد الحقيقي لفاغنر
ورددت قنوات إعلامية موالية لمجموعة فاغنر مراراً وتكراراً على مواقعها في تليغرام أن تروشيف هو واحد من كبار قادة المجموعة الموالية للكرملين.
ونقلت صحيفة "كوميرسانت" عن بوتين القول إن "سيدوي" هو القائد الحقيقي لفاغنر.
ووصف الاتحاد الأوروبي في وثيقة صادرة عام 2021 تروشيف بأنه "المدير التنفيذي" لمجموعة فاغنر، وأحد الأعضاء المؤسسين لها.
الوضع القانوني
وفي المقابلة مع "كومرسانت" تحدث بوتين أيضاً عن غياب وضع قانوني رسمي لمجموعة فاغنر في روسيا، حيث لا يسمح القانون بقيام مجموعات مسلحة خاصة.
وأكد بوتين للصحيفة "مجموعة فاغنر موجودة لكن لا وجود قانونياً لها، هذه مسألة أخرى مرتبطة بإضفاء طابع شرعي على وجودها. هذه مسألة يجب أن تناقش في مجلس الدوما وداخل الحكومة".
ويذكر أن تمرد فاغنر، هز أركان السلطة الروسية في خضم النزاع في أوكرانيا. فعلى مدى ساعات عدة احتل مقاتلو فاغنر مقر قيادة للجيش الروسي في منطقة روستوف في جنوب غرب البلاد، وتقدموا مئات الكيلومترات باتجاه موسكو.
وانتهى التمرد مساء 24 يونيو (حزيران) باتفاق ينص على انتقال بريغوجين إلى بيلاروسيا، بينما يحق لمقاتليه الانخراط في صفوف الجيش الروسي أو الانتقال إلى الحياة المدنية.