خاص | النقار
لا شيء جديدًا في ملحان سوى "35 مسيرة ووقفة في المحويت تضامنًا مع الشعب الفلسطيني وتنديدًا بجرائم العدو الصهيوني بحق أبناء غزة".
بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن الفيضانات التي اجتاحت مديرية ملحان تسببت بوفاة 24 شخصاً، فيما لا يزال 17 آخرين في عداد المفقودين، إضافة إلى تضرر 1,020 أسرة في المنطقة، وتضرر 270 منزلا، منها 40 دمرت بالكامل، و230 دمرت بشكل جزئي.
هذا في المحويت، حيث ملحان مديرية منكوبة بفعل السيول التي اجتاحت المنازل وطمرت البشر والحجر. أما في العاصمة صنعاء، فإلى جانب أحمد حامد، المظلل بالمظلة، يظهر "وكيل محافظة المحويت أبو مؤمن عبد الغني سند مع كبار قيادات الدولة اليوم بميدان السبعين في مسيرة (نُصرتنا لغزة والأقصى.. مسؤولية وجهاد)".
هكذا يكتب سند الابن مقدمًا نفسه وأباه في الصورة، كما لو كان فقط يريد القول: "انظروا أين أبي؛ مع أحمد حامد شخصيًا". لم تنسَ تغريدة سند بطبيعة الحال أن تضيف: "مسيرتنا لهذا اليوم دعمًا ومساندة لأبناء غزة، برغم ما تمر به بلادنا من كوارث جراء تدفق السيول في عدة محافظات كان آخرها في ملحان المحويت."
وبالتالي، ملحان هذه ليست غزة، كما أن تلك اليد التي أبقى عليها التراب والتقطتها كاميرا أحدهم ليست هناك أيضًا، وإلا لكانت الصورة قد تحولت إلى أيقونة ولوحات تباع وتعلق وتوزع، لكن لكونها في ملحان المحويت وفي داخل الوطن، فإن الأمر ليس مهمًا ولا هي بالصورة التي تستحق.
صفحة رئيس وكالة سبأ نصر الدين عامر ما زالت معلقة عند خبر تعذر الوصول منذ يوم أمس، مع أن مقطع الفيديو أظهره محتدمًا مع وزير النقل الجديد محمد عياش قحيم وهما يزوران منطقة ما، قال إنها ملحان، ثم لا جديد.
لكن ذلك لا يمنع صفحة عامر من التحديث المستمر بمشاركات مختلفة عن المسيرات الحاشدة التي خرجت في شتى المحافظات. أما تفاصيل زيارة عامر وقحيم فتشرحها وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية على صفحتها في إكس، وهي الوحدة التي تقدم نفسها في البروفايل على أنها منظمة غير حكومية ولا ربحية، وفي أخبارها اللامعة تظهر على أنها تابعة لوزارة المالية.
تبدأ وحدة الطوارئ خبرها هكذا: "اللجنة الرئاسية للطوارئ ممثلة بالأستاذ محمد عياش قحيم، وزير الأشغال والنقل، والأستاذ نصر عامر، رئيس صحيفة سبأ، والدكتور علي الزيكم، أمين عام محافظة المحويت، والأستاذ عمار الهارب، وكيل الإدارة والتنمية المحلية والريفية، ورئيس صندوق الطرق نبيل الحيفي، والمهندس شهاب أحمد الشامي، مدير عام وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة بوزارة المالية، يتفقدون المتضررين من انفجار السدود المائية وانقطاع الطرق في عزلة القبلة في مديرية ملحان محافظة المحويت، والاطلاع على سير العمل وإنجاز المحافظة في تخفيف معاناة المواطنين. وأيضًا تم الاطلاع على معدات وحدة التدخلات المركزية التي تعمل على فتح الطرقات بالمديرية. كما أكدت اللجنة الرئاسية للطوارئ أنه يتم حصر أسماء المتضررين وسيتم توفير المواد الإيوائية والغذائية الطارئة للأسر المتضررة بالتعاون مع الجهات المختصة وذات العلاقة."
يبدو الخبر بصيغته المتهالكة وأخطائه النحوية والإملائية لسان حال تلك اللجنة الرئاسية، وكذا لسان حال وحدة الطوارئ هذه، التي عند البحث عن طبيعة عملها ومتى وكيف ولماذا أنشئت، يتم العثور بصعوبة على خبر نشرته وكالة سبأ في 10 سبتمبر 2022 الموافق 14 صفر 1444هـ، مفاده أن "فخامة المشير الركن مهدي المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، التقى اليوم نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية وزير المالية الدكتور رشيد أبو لحوم، وأشار إلى أن إنشاء وحدة التدخلات المركزية التنموية الطارئة جاء لتلبية احتياجات المناطق الأكثر حرمانًا ودعم مبادرات المجتمع في تنفيذ مشاريع الخدمات الأساسية في مجالات الطرق والمياه وغيرها."
الهليكوبترات رابضة في مكانها، فهي لم تُخصص لعمليات إنقاذ أو إغاثة، وإنما لتقل المشاط أو جثمان أحدهم من صنعاء لكونه أوصى بأن يُقبر في صعدة.
إنما والحق يُقال، ها هو ذا المشاط لا يألو جهدًا في تعزية الضحايا والوعد بأن تبذل الدولة قصارى جهدها لإغاثة المتضررين، لولا أنه فقط انشغل كرئيس جمهورية بتدشين "عمليات زراعة صمامات القلب عن طريق القسطرة القلبية باليمن"، وكذا ببعث "برقية تهنئة إلى ملك ماليزيا السلطان إبراهيم بن إسكندر، بمناسبة احتفالات بلاده بالعيد الوطني."