أعلنت هيئة "الخدمات الصحية الوطنية" في إنجلترا أن المئات من مرضى سرطان الدم سيتمكنون من الحصول على دواء "مهم جداً" سيمنحهم المجال للحصول على العلاج في البيت.
والدواء عبارة عن أول دواء "أقراص تؤخذ في المنزل" وتمت الموافقة عليها لعلاج مرضى سرطان الدم.
ويمكن تقديم الدواء الذي يسمى "زانوبروتينيب" zanubrutinib للمرضى في إنجلترا المصابين بسرطان الغدد الليمفاوية في المنطقة الهامشية marginal zone lymphoma (MZL) الذين لم يستجيبوا جيداً للعلاجات السابقة.
وأوصى المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية National Institute for Health and Care Excellence ببدء توافر العقار من خلال هيئة الخدمات الصحية البريطانية اعتباراً من الأول من أغسطس (آب) الجاري.
ووفقاً لهيئة الخدمات الصحية الوطنية في إنجلترا أظهرت التجارب السريرية أن نحو 80 في المئة من الأورام السرطانية للمرضى استجابت للعلاج بواسطة "زانوبروتينيب".
وأكدت المنظمات المعنية أنه من المتوقع أن يستفيد نحو 470 مريضاً من هذا الدواء خلال الأعوام الثلاثة المقبلة. ويمكن تناولها مرتين يومياً في المنزل، مما يساعد المرضى على تجنب بعض الآثار الجانبية للعلاج الكيماوي من طريق الوريد.
وقال المدير الطبي الوطني لقسم السرطان في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البروفيسور بيتر جونسون "يمثل زانوبروتينيب خطوة نوعية في علاج سرطان الدم، وبخاصة للمرضى الذين لم يستجيبوا للعلاجات السابقة".
وأضاف "هذا هو أحدث مثال على جهودنا لتحسين حياة أولئك الذين يواجهون السرطان وسوف يوفر للمرضى خيار علاج آخر، والذي يمكن تناوله في راحة منازلهم ومساعدتهم على عيش حياة أكثر ’طبيعية‘، بعيداً من الآثار الجانبية القاسية للعلاج الكيماوي".
ويتم تشخيص نحو 2600 شخص سنوياً في المملكة المتحدة بسرطان الغدد الليمفاوية في المنطقة الهامشية، وهي حال تتميز بظهور كتل صغيرة غير مؤلمة في العقد الليمفاوية، وغالباً ما تكتشف في مراحل متقدمة من المرض.
ويعد زانوبروتينيب أحد الأدوية التي تعرف بمثبطات التيروزين كيناز tyrosine kinase inhibitor (TKI) وهي بروتينات في الجسم تسهم في نمو وانقسام الخلايا السرطانية. ويعمل الدواء على منع هذه البروتينات من إرسال الإشارات التي تحفز نمو الخلايا السرطانية. ومنع الإشارات يسهم في موت الخلايا مما يساعد على وقف أو تقليص تقدم المرض.
وقال فرانك بوروز البالغ من العمر 66 سنة من نورث سومرست والذي شخص من ستة أعوام إصابته بسرطان الغدد الليمفاوية في المنطقة الهامشية "وجود دواء مثل زانوبروتينيب يعد تحولاً كبيراً لمرضى بسرطان الغدد الليمفاوية في المنطقة الهامشية. كما أنني ممتن لإتاحة هذا الخيار عبر هيئة الخدمات الصحية البريطانية، مما يساعدنا في مواجهة هذا المرض بخيار جديد".
وأضاف "وكان يمكن للعلاج الكيماوي الذي تلقيته أن يقلص السرطان لكنه غير قادر على القضاء عليه تماماً. ويمكن لمصابي السرطان الخضوع للعلاج الكيماوي مرات عدة، لكن بعد ذلك يصبح الجسم غير قادر على تحمله، مما يتركك من دون خيارات علاجية أخرى. إضافة إلى ذلك يضعف العلاج الكيماوي جهاز المناعة بصورة كبيرة، مما يجعلك عرضة للإصابة بالأمراض بسهولة".