• الساعة الآن 09:32 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

نص البزي من الخال

news-details

استطاع الخال أن يتسيد الموقف فجاء ابن الأخت (وباللهجة اليمنية البزي) إلى المشهد هو أيضا. فبين "حامد" و"راصع" قاعدة صهارة على وزن فاعل تجعل من الأول مهرجا والثاني بزياً للمهرج.

 وبين الخال والبزي علاقة تمتد من خشبة مسرح في إحدى مديريات صعدة إلى مكتب رئاسة جمهورية في صنعاء. قفزة هي عند أحمد حامد بلا شك. ومنذ تعيينه في ذلك المنصب، استطاع أن يثبت صحة نظرية الوثب العالي، ليس فقط بالنسبة له، بل وكذلك بالنسبة لأبزيائه وأقاربه. فنجله محفوظ مدير عام نظم المعلومات برئاسة الجمهورية، وبزيه حسين عامر جبل المدير العام التنفيذي لصندوق المعلم ورئيس مؤسسة مطابع الكتاب، وبزيه الآخر أحمد راصع رئيس مؤسسة الثورة للطباعة والنشر، وبزي ثالث في الهيئة العامة للطيران، ورابع وخامس وسادس هنا وهناك. وأقل واحد منهم في منصب مدير عام، وهو المنصب الذي لا يصل إليه الآخرون إلا وقد شابت قرونهم. أما أبزياء أحمد حامد، فتلك مجرد تسلية يجود بها عليهم حتى لا يظلوا يشغلونه بطلبات المصروف اليومي.

وليس ذلك فحسب، بل لقد أوجد نظرية جديدة في محاربة الازدواج الوظيفي، وذلك بأن تقلد، إلى جانب مدير مكتب رئاسة، ما يقرب من ثلاثين منصباً حتى الآن، والرقم قابل للزيادة. كما أنه حارب التدوير الوظيفي بأن نقل ابن أخته أحمد راصع من مكان إلى آخر.

ولأن الموضوع متعلق بالصحافة، فلا بأس من ترك بقية الأبزياء والتوقف عند البزي الأثير. فمن المؤسسة العامة للإذاعة والتلفزيون إلى مؤسسة الثورة للطباعة والنشر، تتنقل سنوات المنصب عند راصع من مدرس فاشل سابقاً في صعدة إلى إعلامي ناجح حالياً في صنعاء.

راصع البزي خرج من المؤسسة الأولى (الإذاعة والتلفزيون) بقضايا فساد كبرى، فعاقبه حامد الخال بنقله إلى المؤسسة الأخرى (الثورة) لأنه لا يقبل بالفساد ولا يرضاه. ولأنه بزي مخلص، فقد حاول أن يتنظف طيلة الأشهر الماضية، فخرج نظيفاً إلى الدرجة التي هدد فيها أمس عشرة صحفيين في مؤسسة الثورة بالاعتقال والزج بهم في سجن جهاز المخابرات والأمن التابع لسلطة خاله، فقط لأن أولئك المساكين طالبوا البزي راصع بشيء من مستحقاتهم وبتحسين أوضاعهم.

ويبدو أن الإشكالية ليست في التهديد بالاعتقال فقط، بل وكذلك بالتهم التي أشهرها راصع في وجوه الصحفيين، وهي "المساس بأمن الدولة والتشويش على عملها". فكان له أن يمعن في ترهيب الصحفيين ويستقدم عناصر من جهاز الأمن والمخابرات إلى صحيفة الثورة، التي يرأس تحريرها، مهدداً أنه سيقابل أي مطالب لموظفيه بفصلهم والاستغناء عنهم وإحلال موظفين جدد بدلاً عنهم، وإحالتهم إلى التحقيق بتلك التهم التي أصبحت ديدن البزي هو أيضا، مثلما هي ديدن الخال.

شارك الخبر: