• الساعة الآن 04:58 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مقتل هنية. يضرب أسواق الطاقة والذهب

news-details

ألقت التطورات الجيوسياسية المتسارعة بمنطقة الشرق الأوسط بظلالها على أسعار النفط والمعادن، على خلفية مقتل زعيم حركة حماس وقيادي بارز في جماعة حزب الله اللبناني.

وواصلت أسعار النفط العالمية الارتفاع للجلسة الثانية على التوالي، الخميس، فيما صعد الذهب لقمة أسبوعين بدعم من التوترات في منطقة الشرق الأوسط، وتلميح الاحتياطي الفدرالي (البنك المركزي الأميركي) لخفض الفائدة في سبتمبر المقبل، وفق ما قال خبراء ومحللون.

وبحسب وكالة "بلومبيرغ" الأميركية، تجاوز سعر خام برنت، الخميس، 81 دولارا للبرميل بعد أن قفز بنسبة 3.6 بالمئة في الجلسة السابقة، وتجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 78 دولارا بارتفاع 0.9 بالمئة.

وبحسب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، فإن إيران تستعد على ما يبدو لشن هجوم مباشر على إسرائيل بعد أن ألقت بالمسؤولية عليها في اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، في طهران.

وجاء اغتيال هنية، فجر الأربعاء، عقب حضوره حفل التنصيب الرسمي للرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، بعد وقت قصير من مقتل القائد العسكري الكبير في حزب الله، فؤاد شكر، في غارة إسرائيلية استهدفت مبنى يتواجد فيه بالضاحية الجنوبية لبيروت مع مستشار عسكري إيراني.

ونقلت "بلومبيرغ" عن المحلل في "كومنولث بنك أوف أستراليا"، فيفيك دار، قوله إن "أسواق النفط تشعر بالقلق بشكل مبرر من أن اغتيال هنية قد يدفع إيران بشكل مباشر إلى الحرب مع إسرائيل. وهذا من شأنه أن يعرض إمدادات النفط الإيرانية والبنية الأساسية المرتبطة بها للخطر".

فيما نقلت وكالة "رويترز" عن المحلل نفسه قوله إن الأسواق ستشعر بالقلق بشأن قدرة إيران على تصعيد التوتر عبر سيطرتها على مضيق هرمز.

وأضاف دار أن "إغلاق الممر المائي الرئيسي يهدد نقل ما بين 15 و20 بالمئة من إمدادات النفط العالمية. وفي ظل محدودية القدرة الاحتياطية لخطوط الأنابيب لتجاوز مثل هذا الحصار، فإن مضيق هرمز يشكل خطرا كبيرا محتملا لتعطيل أسواق النفط".

وكان للحرب في غزة التي اندلعت بعد هجوم شنته حركة حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر، تأثيرا مباشرا على الأسواق العالمية خلال الأشهر الماضية، فضلا عن تأثر اقتصادات المنطقة، حيث دفعت الهجمات التي يشنها  الحوثيون المدعمون من إيران في اليمن، على السفن بمنطقة البحر الأحمر إلى ارتفاع تكاليف الشحن وانخفاض حركة المرور في قناة السويس المصرية.

ومنذ اندلاع الصراع في الشرق الأوسط، المسؤول عن حوالي ثلث الخام العالمي، مرت أسعار النفط بمراحل شهدت ارتفاع مستوياتها، لكنها عادة ما تتراجع مع انخفاض مخاطر توسع الحرب، والتي كان أخرها في أبريل الماضي، حينما شنت إيران هجوما مباشرا على إسرائيل لأول مرة بالصواريخ والطائرات المسيّرة، على خلفية اتهامات باستهداف إسرائيل قنصلية طهران في دمشق.

وحينها ارتفعت أسعار النفط لتتجاوز 90 دولارا للبرميل قبل أن تهدأ قليلا وتتراوح بين نطاق 81.5 دولارا و86.6 دولار خلال يوليو الماضي، وفقا لبيانات رويترز.

إلى جانب ذلك، تدعمت أسعار النفط، الخميس، بمجموعة من البيانات الصادرة عن الولايات المتحدة، أكبر مستهلك للنفط في العالم، وتراجع الدولار، وفقا لوكالة رويترز.

وأظهرت بيانات من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، أن الطلب القوي على الصادرات دفع مخزونات النفط الخام الأميركية إلى الانخفاض 3.4 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 26 يوليو إلى 433 مليون برميل.

وانخفضت مخزونات النفط الأميركية في 5 أسابيع متتالية، وهي أطول سلسلة من نوعها منذ يناير 2021.

وأظهرت بيانات منفصلة صادرة من إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الأربعاء، أن الطلب على النفط في الولايات المتحدة في مايو الماضي كان عند مستوى غير مسبوق لهذه الفترة، إذ ارتفع استهلاك البنزين إلى أعلى مستوياته منذ أوقات ما قبل الجائحة.

وعلى صعيد المعادن النفيسة، ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوى في أسبوعين، الخميس، بدعم من المخاطر الجيوسياسية وإمكانية خفض محتمل لأسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفدرالي خلال سبتمبر المقبل.

وأبقى مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي سعر الفائدة دون تغيير، الأربعاء، لكنه فتح الباب أمام إمكانية خفض تكاليف الاقتراض بحلول اجتماعه المقبل في سبتمبر، مع استمرار التضخم في التحرك نحو هدف البنك البالغ 2 في المئة.

وبحلول الساعة 4:19 بتوقيت غرينتش، الخميس، استقر الذهب في المعاملات الفورية عند 2444.88 دولار للأوقية (الأونصة) بعد أن سجل أعلى مستوياته منذ 18 يوليو الماضي خلال وقت سابق من الجلسة، وفق رويترز.

وظلت الأسعار أقل بنحو 39 دولارا فقط عن أعلى مستوى قياسي بلغ 2483.60 دولار للأوقية الذي سجل في 17 يوليو الماضي.

وقال الخبير الاقتصادي، ريان ليماند، لموقع "الحرة" إن التحديات الجيوسياسية بمنطقة الشرق الأوسط إلى جانب التلميحات بخفض وشيك من قبل الفدرالي الأميركي، تدفع أسعار المعادن نحو الارتفاع وفي مقدمتها الذهب.

وأضاف: "في ضوء المشاكل الجيوسياسية الأخطر التي تشهدها المنطقة منذ سنوات، اتجه المستثمرون نحو الاستثمارات والملاذات الآمنة مثل الذهب والفضة. كما يشجع الخفض المحتمل لأسعار الفائدة الاستثمارات في المعادن الثمينة".

ومع ذلك، هناك سبب آخر يرتبط بابتعاد المستثمرين عن أسهم التكنولوجيا والاستثمار في الذهب وأسهم الشركات الصغيرة، وفقا ليماند، الذي توقع أن تواصل أسعار الذهب والمعادن الأخرى الارتفاعات خلال الأشهر المقبلة.

وقال رئيس استراتيجية المعادن في شركة "إم كيه إس بامب"، نيكي شيلز، لوكالة رويترز، إن الأوضاع الجيوسياسية تدعم الذهب بشكل متزايد على المدى المتوسط ​​والطويل.

بدوره، رجح رئيس التعاملات في شركة "وينغ فونغ" للمعادن النفيسة، بيتر فونغ، أن "يظل اتجاه الذهب صعوديا وأن تصل الأسعار إلى 2500 دولار هذا العام مع خفض بنك الاحتياطي الفدرالي لأسعار الفائدة".

شارك الخبر: