خاص | النقار
جاء عبد ربه منصور هادي إلى سدة الرئاسة، ربما ليس كرئيس بقدر ما جاء فقط لنقض مسألة أن الصلع حكر على الرؤوس الذكية. ثم مضى واليمن يمنان برأسين أصلعين: واحد في صنعاء والآخر في عدن (مجازا) باعتبار أن صلعة العليمي زئبقية يستطيع من خلالها البقاء بلا عاصمة أساسا.
تتحدث جوقة العليمي عن ذكاء خارق للرجل، فيبحث المتابع عن ذلك الذكاء لعله يجده منعكسا على أرض الواقع في مشاريع تنموية وخطط اقتصادية تنهض بالوطن. ثم عندما لا يجد شيئا من ذلك تذهب به الظنون بعيدا. ولأن بعض الظن إثم، يكتفي المتابع بربط ذكاء العليمي بما يظهر عليه من أناقة تنسجم مع صلعته، مقارنة بطبيعة الحال مع مظهر المشاط، حيث الأخير في طور اليرقة الخارجة من شرنقتها وما زال بحاجة إلى وقت للتشكل في كائن ما ستفصح عنه الأعمار.
في مكان ما من الرياض، يبحث الريال العليمي هو الآخر عن فيزا يخرج بها من ضنك التردي والتهاوي المستمر. وإن لم يجد، فسيحث العليمي على كتابة توصية للسفير الأمريكي باعتماده في اليانصيب السنوي الذي تقدمه سفارة بلاده لليمنيين كمنحة أمريكية سخية كان ترامب قد ألغاها فجاء بايدن لاعتمادها، وقد يأتي ترامب مرة أخرى فيلغيها من جديد لا سمح الله. يجد العليمي منشغلا بكوفية المعبقي التي تحولت إلى أيقونة فيسبوكية وتويترية. فالقرارات الأخيرة التي أصدرتها تلك الكوفية كانت من القوة بحيث طارت بفعل الرياح العاتية وارتداد الهزة التي أحدثتها في صنعاء.
يعود الريال هو والمعبقي إلى عدن، عاصمة العليمي المفترضة، واحدا بلا رأس والآخر بلا كوفية، بينما هو سيبقى هناك لترتيب المزيد من اللقاءات في الرياض. فالعليمي خُلق ليلتقي، وفي الرياض على وجه التحديد؛ حيث وكالته الإخبارية وطاقمه الإعلامي من الصعب أن يظلوا هناك بلا عمل، وقد كُتب على فيزاتهم "غير مصرح له بالعمل"، تماما كما كُتب على صلعة العليمي: غير صالحة لأي كوفية.