• الساعة الآن 03:17 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

محمود ياسين يكتب: عندما نحدثكم عن هاشم الهمداني

news-details

 

 

عندما نحدثكم عن هاشم الهمداني ليس من باب النكاية. هذا مواطن مظلوم مسجون انفرادي لتسعة أشهر تريدون منه التوقيع على أن أملاكه هي أصلا من ممتلكات عفاش، وستطلقونه مقابل التنازل عنها.

لو كان لديكم إثبات أنها لعفاش كنتم استحوذتم عليها دون سجن الرجل ومعه سجنتم ابنه وزوج ابنته وتسعة من أقاربه.

خوضوها معه نيابة ومحاكم ومحامين وإثباتات أوراق وبصائر والقضاء يقول كلمته ، رغم أن الناس يعرفون أن الهمداني رجل اعمال وكان مديرا لفندق رمادة ثم مديرا اقليميا للبنك العربي.

جهده وتعب السنين، وكأي رجل اعمال في عهد عفاش كانت له علاقة بعفاش وأقاربه وحتى مصالح كما هو حال كثير من التجار.

ولو اتبعتم هذا المنهج والاشتباه فسيخضع كثير من رجال الأعمال الباقين في صنعاء لذات الإجراءات، هم كانوا يجاملون أقاربه ويقدمون لهم خدمات واشترك البعض من التجار مع بعض من أبناء أخوة عفاش في بعض المشروعات، ولا يعني هذا أن أيا من رجال الأعمال كان فقط واجهة لشركة أو مصالح تخص الرئيس الراحل، والهمداني ربما بادلهم بعض المجاملات واستفاد من نفوذهم لكنه لم يكن واجهة لرأسمالهم أو أن ماله الذي جمعه هو مالهم، ثم إنها فيلا وعمارة وأرض محظوظة بمكان مهم وتقدر قيمتها بالمليارات.

اتقوا الله واجبروا ضرر الناس وطمنوهم بدل اخافتهم هكذا.

هذه الإجراءات بحق الهمداني ظالمة وجائرة وتشير لمحاولة بعض النافذين استخدام شبهة علاقة سابقة بعفاش في عملية استحواذ جائرة وقد تكون قطعة الأرض الكبيرة الثمينة هي الهدف الحقيقي والغنيمة المغوية في قضية تبدو واضحة من خلال الإجراءات، والا ما شأأن "أمن الدولة" بقضية كهذه لتسجنوه وأقاربه تسعة أشهر في سجن الامن والمخابرات؟

هناك قضايا واضحة للأعمى وتبدو مسألة الجشع هي الدافع الفعلي، وهي أيضا مبعث اثارة وتكريس مبدأ التعامل مع كل صاحب ثروة على أن ثروته غنيمة.

تدركون أنها املاكه وحقه ،ووالله لو كنتم واثقين أنها أملاك عفاش لصادرتموها خلال دقائق، ولم تكونوا مضطرين لتسعة اشهر من الضغط والمماوتة وإماتة امل العدل ودور القضاء وقهر عائلة زججتم برجالها في السجن وروعتم مكالفها إلى البيت.

يفترض بهذه الرسالة أن تصل إلى حيث ينبغي، إلى حيث يفتح الملف بجدية ومسؤولية وإطلاق سراح رجل اعمال كل تهمته انه ربما استفاد كأي صائد فرص استفاد من النافذين حول رئيس سابق ،ليأتي نافذون جدد محاولين اغتنام كل ما راكمه مجتهدو النظام السابق واستفادوا من علاقاتهم بمراكز القرار ، كل أو أغلب رجال الأعمال استفادوا من علاقاتهم تلك وجاملوا شخصيات تلك المرحلة ، يحدث هذا مع كل نظام وفي كل حقبة.

وكأنكم لم تكتفوا باحتكار فرص الحاضر ورحتم تنتزعون ثمار فرص الماضي.

هذا أمر لا يخلو من تلك المنهجية المرعبة وهي تلجم كل طامح وصاحب مشروع، وهو يشاهد ما يحدث للهمداني فيشعر أنه التالي.

قلناها ألف مرة: في الأزمات والنزاعات الداخلية فإن القوة التي تتصرف كدولة ستكون هي الدولة ولو كانت في الاصل عصابة، والقوة التي تتصرف كعصابة ستنتهي نهاية عصابة ولو كانت في الأصل هي الدولة.

شارك المقال: