• الساعة الآن 04:04 AM
  • 15℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ضد من كان خطاب الحوثي؟!

news-details

خاص | النقار

يكبر السؤال وتصغر الإجابة مع كل تصعيد لجماعة أنصار الله ضد السعودية. الغريب أن التصعيد الأخير من قبل زعيم الجماعة يأخذ طابعًا سورياليًا، باعتبار أن المسائل التي ربطها ليست وليدة أسبوع أو أسبوعين، وإنما مضت عليها أشهر، خصوصًا مسألة البنوك، وبالتالي كأن التصعيد هنا ليس ضد السعودية بقدر ما هو ضد أصحابه الذين عادوا من تطبيع العلاقات مع الرياض.
فقد جلب ظهور القيادي العسكري يحيى الرزامي مؤخرًا، عند عودته من الحج وهو يشيد بالمملكة وبحكومة الرياض، نقمة كبيرة من شريحة واسعة في الجماعة. وكان لا بد من تلافي الآثار السلبية التي خلفتها تصريحات الرزامي عند تلك الشريحة التي اتهمته بالخيانة والنفاق وبيع دماء القتلى.

الأمر لا يقف عند هذا الحد، بل إن ما تؤكده مصادر مقربة من جماعة أنصار الله هو ظهور تيار بقيادة الرزامي يدعو إلى التقارب مع السعودية. ثمة من أراد الدفع بالرزامي لقول مثل تلك التصريحات حتى تتشوه صورته لصالح قيادات أخرى. لكن الطعم الذي أكله الرزامي لم يكن كافيًا كما يبدو لكي يتم التخلص منه بسهولة، فالرجل ما زال قويًا ومتمسكًا بمنصبه كقائد عسكري للواء قبلي مهم هو لواء همدان، الذي يخضع له ولأبيه شخصيًا أكثر مما يخضع لزعيم أنصار الله.

كان الموقف الحاد الذي أظهره زعيم الجماعة أمس في خطابه بمناسبة رأس السنة الهجرية كأنه موجه للرزامي أولًا وللسلطة في صنعاء ثانيًا أكثر مما هو موجه للرياض. وكأنه محاولة لتلافي ما قد ترجم في أذهان شريحة واسعة من أتباع الجماعة والمنتمين إليها بأن قيادتهم وسلطتهم قد طبعت مع الرياض واستلمت المقابل. فحتى مسرحية مهلة الثلاثة أيام، التي تم إقحام الناطق العسكري يحيى سريع بها، لم تؤت أكلها وقد انتهت بعودة الحجيج من مطار جدة، بالرغم من الضجة الإعلامية التي حاولت سلطة صنعاء إثارتها وتصويرها على أنها رضوخ من قبل الرياض وحكومة العليمي وانتصار محسوب لسريع ولتغريدته المبهمة.

الملاحظ أن مسارعة القيادي أحمد حامد أكثر من غيره إلى التغريد بما تعنيه تهديدات زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي للسعودية لم تأت في سياق بريء أو من منطلق تماهيه مع خطاب قائده، بقدر ما كأنها نكاية بخصوم من داخل الجماعة قد يكون الرزامي أولهم. فصفحة حامد على منصة إكس شهدت أمس عددًا من التغريدات ما لم يكن ليحدث على مدى شهر أو أشهر. ولا أحد يعرف أين انتهى الرزامي بتكليف المشاط له مؤخرًا بمتابعة موضوع الحجيج العالقين في جدة. لكن الأمر انتهى بعودتهم كيفما اتفق.

تبقت عبارة ملفتة في خطاب أمس حول ما قاله زعيم الجماعة إنه طرح من قبل البعض بعدم إثارة المشاكل ومداراة الرياض قدر الإمكان، فجاء رده بالقول "فلتكن هناك ألف ألف مشكلة"، وهو ما اعتبرته المصادر تأكيدًا على ما ذهبت إليه من أن الخطاب كان موجهًا لتلك القيادات في الداخل أكثر مما هو موجه للسعودية، مشيرة إلى أن الأيام القادمة كفيلة بتقديم إجابة على ذلك السؤال الكبير: ضد من كان خطاب الأمس؟

شارك الخبر: