• الساعة الآن 08:05 PM
  • 22℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

جولة جديدة من المفاوضات.. هل تنجح في إنهاء حرب غزة؟

news-details

انطلقت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، بين إسرائيل وحماس، هذا الأسبوع، لبحث إمكانية التوصل إلى اتفاق يفضي إلى وقف إطلاق النار والإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة، بعد أسابيع من توقفها.

وأجرى رئيس الموساد الإسرائيلي، ديفيد برنيع، الجمعة، محادثات في الدوحة مع الوسطاء القطريين.

وبحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، فإنه "لا تزال هناك فجوات بين الجانبين".

ويرى خبراء ومحللون تحدثوا لموقع "الحرة" أن الجولة الجديدة من المفاوضات قد توفر فرصة حقيقية لإنهاء الحرب، لكن هذا يتوقف على التوافق بشأن النقاط الخلافية بين الجانبين، والاعتبارات السياسية الداخلية في إسرائيل.

والأسبوع الماضي، تلقت إسرائيل، ردا جديدا من حماس على خارطة الطريق التي أعلنها الرئيس الأميركي، جو بايدن، في أواخر مايو الماضي، والتي تستند إلى مقترح إسرائيلي يتضمن الإفراج عن نحو 120 رهينة محتجزين في غزة ووقف إطلاق النار في القطاع الفلسطيني.

ويعتبر المحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن، أن "ما نراه الآن من استئناف المفاوضات هو أن الطرفين بحاجة إليها فعليا للخروج من الحرب".

ويضيف لموقع "الحرة": "يبدو أن هناك ليونة أكثر من حماس، كما أن الرد الإسرائيلي إيجابي. ولكن هناك حاجة للدخول في تفاصيل صغيرة وهنا تكمن المشكلة، لهذا أعتقد أن هناك حاجة إلى استمرار العمل على تفاصيل هذه الصفقة".

ومنذ أشهر، فشلت جهود تبذلها قطر ومصر، وتدعمها الولايات المتحدة، في التوصل إلى وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، اللتين تتهمان بعضهما بالتسبب في هذا الجمود.

وكانت حماس تقول إن أي اتفاق يجب أن ينص على إنهاء الحرب والانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، بينما تقول إسرائيل إنها لن تقبل سوى بوقف مؤقت للقتال لحين القضاء على حماس التي تحكم غزة منذ عام 2007.

ومع ذلك، فإن رد حماس هذا المرة مختلف، ويبدو أن الحركة المسلحة وجدت صيغة لتذليل العقبات فيما يتعلق بوقف إطلاق النار، وفقا للمحلل السياسي الفلسطيني، عصمت منصور، والذي يقول لموقع "الحرة" إن "الشرط المسبق لإنهاء الحرب الذي كانت تضعه الحركة، وترفضه إسرائيل، عطل بشكل كبير مسار المفاوضات على مدار الأشهر الماضية".

ويضيف: "أعتقد في الوقت الحالي تم تجاوز هذا الشرط، ما يفتح الباب أمام إمكانية إبرام صفقة، وهو تطور جديد يبعث الأمل في ظل وجود فرصة حقيقية لإنهاء هذه الحرب المدمرة".

والسبت، نقلت وكالة رويترز، عن مصدر كبير في حماس، قوله إن الحركة قبلت مقترحا أميركيا لبدء محادثات بشأن إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين، بما في ذلك الجنود والرجال، خلال 16 يوما بعد المرحلة الأولى من الاتفاق.

ويضيف المصدر، الذي اشترط عدم ذكر هويته نظرا لسرية المحادثات، أن الحركة وافقت على التخلي عن مطلب التزام إسرائيل أولا بوقف دائم لإطلاق النار قبل توقيع الاتفاق، وستسمح بتحقيق ذلك عبر المفاوضات خلال مرحلة أولى تستمر ستة أسابيع.

ويتضمن المقترح الإسرائيلي في مرحلته الأولى التي ستستمر لمدة 6 أسابيع، وقفا كاملا لإطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، وإطلاق سراح عدد من الرهائن الإسرائيليين، بمن فيهم النساء والمسنين والجرحى، مقابل إطلاق سراح مئات السجناء الفلسطينيين، وفقا لما أعلنه الرئيس الأميركي في يونيو الماضي.

وخلال هذه المرحلة ستتفاوض حماس وإسرائيل على الإجراءات الضرورية لتنفيذ المرحلة الثانية، والتي تتضمن خارطة طريق، "لإنهاء دائم للأعمال العدائية، وإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين، وحتى الجنود الذكور".

أما المرحلة الثالثة تتضمن خطة إعادة إعمار كبرى لغزة، وإعادة ما تبقى من رفات الرهائن الذين قتلوا إلى عائلاتهم.

ومع ذلك، تشير تقارير عدة إلى خلافات فيما يتعلق بالانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، حيث نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، الجمعة، عن شخص مطلع على المفاوضات، قوله إن هناك خلافا كبيرا بشأن الانتقال من المرحلة الأولى إلى المرحلة الثانية، وكذلك الضمانات المكتوبة من قبل الولايات المتحدة وقطر ومصر بأن الجانبين سوف يلتزمان بالاتفاق على إنهاء الحرب.

فيما يقول مسؤولون إسرائيليون لموقع "أكسيوس" الأميركي، إنه إذا تضمن الاتفاق الالتزام المكتوب الذي تطالب به حماس، فإن الحركة سوف تكون قادرة على تمديد المفاوضات حول المرحلة الثانية إلى أجل غير مسمى.

لهذا يرى شتيرن أنه "قد تكون هناك مشكلة في التخفيف من حدة المواقف الإسرائيلية بسبب حسابات رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الحزبية والسياسية".

ويقول خلال حديثه: "أي تقدم في الاتفاق مع حماس قد يعني نهاية الحكومة الحالية وانسحاب الوزراء المتشددين منها، بما في ذلك وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش".

بدوره، يعتبر منصور أن "الوصول إلى اتفاق، يتوقف على الكثير من التفاصيل التي لا زالت غير معروفة حتى الآن وهناك خلافات حولها".

ويضيف خلال حديثه: "بالرغم من العقبات، ورفض إسرائيل إعطاء تعهد مسبق بوقف إطلاق النار، إلا إن التوافق بشأن المرحلة الأولى في حد ذاته أمر جيد ويفتح الطريق أمام المفاوضات بشأن المرحلة الثانية".

ولكن مهما كانت الخلافات، فإن ما يميزها هذه المرة أنها "قابلة للحل ولا تشكل عائقا"، حسب منصور، والذي يقول إن "وقف إطلاق النار مؤقتا خلال المرحلة الأولى، يمنح أفقا نحو وقف طويل ومستدام، وربما يكون فعلا بداية إنهاء الحرب".

ويضيف: "مع ذلك، قد تستغرق المفاوضات المزيد من الوقت خلال الأسابيع المقبلة من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي".

يحذر تيار اليمين المتطرف في الائتلاف الحاكم لنتانياهو، من الانسحاب من الحكومة، حال "عقد صفقة بين إسرائيل وحماس تتضمن تقليص الأعمال القتالية أو وقفها مؤقتا"، وقد يؤدي رحيلهم إلى إنهاء رئاسة نتانياهو للوزراء.

والخميس، اتهم بن غفير، في اجتماع لمجلس الوزراء، كبار مسؤولي الأمن والدفاع بأنهم اتخذوا قرار استئناف المحادثات دون التشاور معه، حسب ما نقلت وكالة رويترز عن القناة السابعة الإخبارية الإسرائيلية.

لهذا يرى شتيرن أنه "في حال تكللت المفاوضات بالنجاح، فإن ذلك قد يؤدي إلى إجراء انتخابات مبكرة بإسرائيل".

ولا يستبعد شتيرن أن يقوم نتانياهو بالإعلان عن انتخابات مبكرة، "إذا أدرك أنه لا مفر من قبول الصفقة، وهو ما يعني أن الحكومة الحالية ستصبح حكومة انتقالية، مما يجعل خروج الوزراء المتطرفين منها أمرا صعبا على الأقل مؤقتا".

ويتفق مع هذا منصور، والذي يقول إن "الحديث عن وقف إطلاق النار وانسحاب إسرائيل من قطاع غزة، لا يمكن أن يضمن نجاح الاتفاق نظرا لاحتمالية وجود مشاكل داخلية في إسرائيل".

ويضيف: "التحدي الرئيسي أمام الوصول إلى اتفاق هو ائتلاف نتانياهو والضغوط المفروضة عليه".

ويتابع منصور: "إذا اكتفى شركاء نتانياهو المتطرفون بمعارضة الاتفاق والتصويت ضده في الكنيست (البرلمان)، فإن نتانياهو يمكنه الاعتماد على أغلبية من الليكود والأحزاب الأخرى. ولكن إذا هدد هؤلاء الشركاء بحل الائتلاف الحاكم، سيواجه نتانياهو خيارين: إما تعطيل الصفقة أو حل الائتلاف وتشكيل ائتلاف جديد".

ويحكم الائتلاف الحاكم في إسرائيل، بأغلبية ضئيلة تبلغ 64 من أصل 120 مقعدا في الكنيست ويعتمد على أصوات اليمين المتطرف، وفقا لوكالة فرانس برس.

ويختتم شتيرن حديثه بالقول إن "نتانياهو قد يحاول استغلال الصفقة لمصلحته، من أجل مواجهة التحديات وإعادة تشكيل معسكره السياسي قبل الانتخابات المقبلة".

 

شارك الخبر: