أثار إعلان رئيس بيلاروسيا، ألكسندر لوكاشينكو، عن عودة قائد فاغنر يفغيني بريغوجين، إلى بطرسبرغ الروسية، العديد من التساؤلات بشأن مستقبل المجموعة خلال الفترة المقبلة، بعد أيام من التمرد الذي قاده ضد الكرملين، في تحدٍ استثنائي لحكم الرئيس فلاديمير بوتين.
وبموجب اتفاق توسط فيه "لوكاشينكو"، تخلى بريغوجين عن تمرد قواته ووقف تقدمهم تجاه موسكو، مقابل ممر آمن إلى بيلاروسيا، كما جرى إسقاط التهم الجنائية ضده الأسبوع الماضي كجزء من الاتفاقية.
وتعليقاً على التطورات الجديدة لقائد فاغنر، أوضح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، أن الكرملين "لا يتابع" تحركات بريغوجين.
ولم يتضح بعد ما إذا كان السفر إلى روسيا سينتهك الاتفاق الذي سمح لرئيس فاغنر بالانتقال إلى بيلاروسيا مقابل إنهاء التمرد ووعد بالعفو عنه وعن قواته.
وقال "لوكاشينكو" إن مقاتلي فاغنر متمركزون في معسكراتهم شرق أوكرانيا، وأن عرضه لاستضافتهم في بيلاروسيا لا يزال قائما.
شدد على أن بوتين لن "يقضي" على بريغوجين لأن الرئيس الروسي لم يكن "حاقدا وانتقاميا"، مما يشير إلى أن رئيس فاغنر كان في مأمن من الأجهزة الأمنية بالبلاد.
يعتزم رئيس بيلاروسيا مناقشة مستقبل فاغنر خلال اجتماع قادم مع بوتين.
عرض لوكاشينكو على قائد فاغنر، استخدام معسكرات عسكرية بيلاروسية، لكن الشركة لم تتخذ قرارا نهائيا.
شوهد بريغوجين، البالغ من العمر 62 عاما، آخر مرة علنا عندما غادر روستوف، وهي مدينة في جنوب روسيا احتلتها قواته لفترة وجيزة.
وفق صحيفة "الغارديان"، لم يتم تصوير "أمير الحرب" في بيلاروسيا، وطارت طائرة بريغوجين بين بيلاروسيا وموسكو وسانت بطرسبرغ عدة مرات، مما أثار التكهنات حول مكان وجوده.
أوضح الكرملين أن الصفقة التي تم التوصل إليها والتي بموجبها ينتقل بريغوجين إلى بيلاروسيا "لا تزال ذات قائمة".
بث التلفزيون الروسي لقطات خلال حملة لجهاز الأمن الفيدرالي على عقارات بريغوجين الخاصة في سان بطرسبرغ، حيث قال إنه عثر على أسلحة وسبائك ذهبية وخزانة "شعر مستعار" مليئة في القصر.
في غضون ذلك، شنت وسائل الإعلام الرسمية الروسية أمس الأربعاء هجومًا حادًا على قائد فاغنر في إطار جهود الكرملين لتشويه سمعته في نظر الجمهور الروسي.
مصير غامض
واتفق خبيران متخصصان في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ"سكاي نيوز عربية"، أن مستقبل مجموعة فاغنر لا يزال غامضًا إلى الآن، على الرغم من الإعلان عن عودة بريغوجين إلى روسيا.
ويرى كبير محللي الشؤون الروسية في مجموعة الأزمات الدولية، والمقيم في موسكو، أوليغ إغناتوف، في تصريحات خاصة لموقع سكاي نيوز عربية، أن هناك الكثير من الغموض يكتنف موقف مجموعة فاغنر وقائدها حتى الآن.
وقال "إغناتوف" إنه "حتى الآن لا نعرف بالضبط ما حدث، ولماذا توقف بريغوجين وبعد ذلك عقد صفقة"، موضحًا أن هناك نظرية مفادها أنه جرى ممارسة الكثير من الضغوط ضد بريغوجين، إذ أن الكثير من الشائعات جرى تداولها في موسكو بأن أسرته وأسر أفراد آخرين من مجموعته قد احتجزوا كرهائن لكنها "تبقى شائعات ولم يتم التحقق منها بعد".
وأشار إلى أن هناك الكثير من المخاوف من تكرار تلك الأزمة مجددًا "إذا فشل بوتين في تغيير أي شيء"، وبالتالي فمن المتوقع أن تصدر بعض القرارات فيما يخص الشركات الأمنية أو العسكرية وفي القلب منها فاغنر.
من جانبه، حدد الخبير المختص في الشأن الروسي نبيل رشوان، في تصريحات لـ"سكاي نيوز عربية"، مصير مجموعة فاغنر في عدد من النقاط، قائلًا إن:
مستقبل فاغنر في روسيا سيتحدد خلال الأسابيع الماضية مع استقرار موضع بريغوجين، إذ أن الوضع الراهن به نوع من التضارب الكبير بشأن المعلومات الخاصة بفاغنر وقائدها.
المؤكد حتى الآن أن هناك معسكر تم إعداده بشكل خاص لمجموعة فاغنر، بيد أن هناك جانب من القوات غاضبون من الصفقة التي أبرمها بريغوجين لوقف التمرد.
لا يمكن الجزم حالياً بمصير فاغنر سواءً داخل روسيا أو خارج حدودها في أفريقيا الوسطى على سبيل المثال.
الحرب في أوكرانيا ستوضع في الاعتبار إزاء تحديد مصير فاغنر.
تعامل الحكومة الروسية مع فاغنر سينطوي على الشركات الأمنية والعسكرية الأخرى بالبلاد والتي اقترب عددها من 40 شركة تابعة لأفراد وكيانات كبرى.