• الساعة الآن 07:27 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سلطتا العليمي والمشاط.. مشهدية سريالية أم احتضار وشيك؟

news-details

خاص | النقار

شيء ما يحدث، أو هي أشياء وليست شيئًا واحدًا. مستجدات المبعوث الأمريكي إلى #اليمن وتوجهه إلى العاصمة العمانية #مسقط قد تكون مدخلًا جيدًا لفهم ولملمة خيوط المشهد، خصوصًا وأن ليندركينغ يأتي حاملًا معه "عرضًا" جديدًا لجماعة #أنصارالله بخصوص #البحرالأحمر، وذلك قبيل يوم واحد، حسب المتوقع، من انطلاق جولة جديدة من المفاوضات بين الأطراف اليمنية. لكن إذا كان أحد طرفي تلك المفاوضات، وهو جماعة أنصار الله، يعرف ما الذي يريده بالضبط ويعرف ما الذي سيفاوض حوله، فإن الطرف الآخر، حكومة العليمي، هو الأطرش في الزفة، أو هو الزفة الطرشاء نفسها، وقد جُرد من كل أوراقه وراح يفاوض لا يدري على ماذا. كانت فضيحة احتجاز الطائرات تباعًا في مطار صنعاء هي الترجمة الواضحة لحالة التيه واللا مسؤولية التي تعيشها حكومة العليمي.

إن سلطة العليمي بكل تشظياتها أشبه بحالة من السوريالية اللغوية التي يصعب التكهن معها أي نوع من الضعف يمكن أن تصل إليه بعد، وهل سيكون بوسع اللغة أن تستمر في توصيفاتها معها أم أنها ستتوقف عاجزة تمامًا في لحظة من اللحظات، تاركة مكانها للرسم أو لموسيقى عدمية تقوم بدورها.

في المقابل، تعتقد سلطة صنعاء أنها قد ربحت موضعًا في الأجندة السعودية بعد رحلة الحج التي كلفها وفدًا رسميًا إلى جدة برئاسة قيادي عسكري كان يتوعد بدخول مكة بالبنادق والشعار، فاكتفى بالذهاب مُحْرِمًا من داخل مطار صنعاء ومشيدًا بمتانة العلاقة بين حكومتين شقيقتين واحدة في #الرياض وأخرى في #صنعاء. والبيانات المتسارعة للمتحدث العسكري باسم قوات صنعاء يحيى سريع أصبحت كأنها فقط لدرء حالة السخط الشعبية التي لم يعد بالإمكان إخفاؤها. ومن رأى باصات الجهات الرسمية تتجه بموظفيها إلى ميدان السبعين، بعد إلزام كل جهة موظفيها بالحضور عقب صلاة الجمعة وبعد الغداء مباشرة إلى مقرها والتتميم بالاسم على كل موظف، سيعرف أن تحشيدات ميدان السبعين الأسبوعية أصبحت تكلف سلطة صنعاء ما لا تطيق.

ثمة حالة تذمر وعدم ثقة وشعور بالخذلان. فلم يكن أحد من نشطاء أنصار الله ليجرؤ على انتقاد القيادي العسكري يحيى #الرزامي علنًا، بل واتهامه مع سلطته بالعمالة وقبض الثمن وارتكاب جريمة بحق الذين قتلوا وسفكت دماؤهم على مدى سنوات. مثل هذه الانتقادات لم يكن لها أن تحدث لو لم يكن هناك تصدعات داخل جسد السلطة نفسها وأجنحتها في صنعاء. فالقليل فقط هم الذين ما زالوا لا يعرفون حجم الصراعات والتكتلات داخل الجماعة والتي قد تنفجر في أي لحظة. وربما أن الذي يمنع ذلك الانفجار هو ما يعلن عنه يحيى سريع تباعًا من انفجارات داخل البحر.

ثمة حديث الآن عن تعيين حكومة جديدة سيتم قريبًا ومع مطلع السنة الهجرية، ومعلومات عن استدعاء قيادات في أنصار الله إلى صعدة، المقر الرئيسي للرئاسة، وفرض إقامة جبرية عليها منعًا من عودتها إلى صنعاء حتى يتم الإعلان عن تلك الحكومة التي يبدو أنها لن تكون سوى إنقاذ لسلطة صنعاء نفسها ولحالة الشلل التي يعيشها بنكها المركزي.

وإذا كانت سلطة العليمي في حالة موت سريري سياسيًا وشعبيًا وداخليًا وخارجيًا، فإنه يمكن القول بأن سلطة صنعاء بدأت تعاني هي الأخرى من حالة احتضار داخلي وشعبي تحاول التغطية عليه بما تعتقد أنها تحققه لنفسها من مكاسب سياسية في المشهد السريالي الذي ترسمه السلطتان معًا.

 

شارك الخبر: