من يتأمل في واقع المذاهب والجماعات والأحزاب الإسلامية وما يحدث بين أتباعها من صراعات وعداوات يجد أن المشكله تكمن في أن المذاهب الإسلامية ليست مذاهب دينية بالمعنى الصحيح وإنما أحزاب سياسية طائفية ومشاريع صراع على السلطة لا علاقه لها بجوهر الدين أو إرشاد الفرد؛ ولذا تجد أتباع كل مذهب يحاولون إبراز أنفسهم أنهم أصحاب الحق المطلق وأن خصمهم على الباطل بما يحقق التفاف العامة حولهم.
ليس فقط على مستوى المذاهب وانما على مستوى المذهب الواحد تتكون طوائف وفرق متعددة لنفس الغرض.
والأخطر في الأمر أن أتباع كل مذهب يرفعون في خصوماتهم السياسيه شعارات دينية مقدسات ورموز اسلامية جامعة فتتولد ردة فعل لدى الطرف الآخر ضد المقدسات والرموز نفسها كون الطرف الأول لم يتبنها إلا ليصول بها ويزايد بها على خصمه فيتم جر تلك المقدسات سواء كانت رموزا دينية أو مقدسات إسلامية إلى محل صراع وردود أفعال بصبغة دينية وهو في الأساس صراع سياسي لا علاقة له بالدين من قبل كلا الطرفين.