• الساعة الآن 09:47 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

إسرائيل وحزب الله يقتربان من حرب شاملة

news-details

قال الأمين العام للأمم المتحدة إن الحرب الشاملة بين إسرائيل وحزب الله ستكون "كارثة". لكن بالنسبة لديفيد كماري، الذي يعيش تحت نيران شبه يومية على الجانب الإسرائيلي من الحدود، فإن ذلك سيكون حلا.

ففي الشهر الماضي، سقط صاروخ أطلقه حزب الله من لبنان في حديقته الأمامية في بلدة كريات شمونة الحدودية، ما أدى إلى تصدع منزله في عدة أماكن وامتلائه بالركام.

وفي زيارتنا لمنزله أشار ديفيد إلى الثقوب الواسعة التي احدثتها الشظايا التي اخترقت الجدران، وأخطأته ببضع بوصات. ومن ثم أشار إلى التلال فوقنا، حيث تبدأ الأراضي التي يسيطر عليها حزب الله.

وقال لبي بي سي: "كل يوم، وكل ليلة قنابل، إنها مشكلة، أنا ولدت في هذا المنزل، إذا عشتِ ليلة واحدة هنا، فسوف تصابين بالجنون".

ولا يزال ديفيد يعيش في منزله المليء بالأنقاض، وقد تشابكت شظاياه مع بقايا جهاز التلفزيون الخاص به. وفي الخارج يوجد بقايا سيارته السوداء التي احترقت بفعل النيران التي اجتاحت فناء منزله الأمامي بعد سقوط الصاروخ.

أجلت السلطات الإسرائيلية معظم سكان كريات شمونة بعد هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وإطلاق حزب الله وابلا من الصواريخدعما لحليفتهمحركة حماس الفلسطينية.

ديفيد هو واحد من القلائل الذين بقوا في هذا المكان، وقال: "عشت هنا 71 عاما، لن أغادر، خدمت في الجيش الإسرائيلي، وأنا لست خائفا".

الحل من وجهة نظره؟ "الحرب مع حزب الله، اقضوا على حزب الله"، هكذا يقول.

وقد ردت إسرائيل بقوة على هجمات حزب الله، ما أسفر عن مقتل قادة كبار في الحزب وضرب أهداف داخل لبنان.

وقد استخدم حزب الله كميات أكبر من الطائرات بدون طيار والصواريخ عبر الحدود هذا الشهر، وتزايدت التهديدات على الجانبين. وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، نشر حزب الله لقطات بطائرة بدون طيار لمنشآت عسكرية وبنية تحتية مدنية في مدينة حيفا الإسرائيلية.

ولطالما كان الحديث الصارم جزءا من استراتيجية الردع المتبادلة، حيث يُنظر إلى الجانبين على أنهما حذران من حرب شاملة.

ولكن مع استمرار الضربات المتبادلة، ووجود أكثر من 60 ألف إسرائيلي تعمل إسرائيل على إجلائهم من منازلهم في الشمال، هناك دلائل تشير إلى أن قادة إسرائيل ومواطنيها على استعداد لدعم الخيارات العسكرية لطرد حزب الله من الحدود بالقوة.

وقد عرض رئيس بلدية كريات شمونة، أفيخاي شتيرن، لبي بي سي الموقع الذي سقط فيه صاروخ على شارع بالقرب من مكتبه الأسبوع الماضي.

وقال شتيرن: "لا أعتقد أن هناك أي دولة في العالم تقبل بإطلاق النار يوميا على مواطنيها.. الجلوس هنا مثل خروف ينتظر الذبح، (نحن) نترقب اليوم الذي سيهاجموننا فيه كما رأينا في الجنوب، هذا غير مقبول. الجميع يفهم أن الاختيار هو بين الحرب الآن أو الحرب لاحقا".

ويعتمد الموقف الخطير هنا إلى حد كبير على الحرب التي تخوضها إسرائيل على بعد أكثر من 100 ميل (160 كيلومترا) إلى الجنوب في غزة.

ومن شأن وقف إطلاق النار هناك أن يساعد في تهدئة التوترات في الشمال أيضا، لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو لا يزال يحافظ على موقفه من الجبهتين المشتعلتين، مثقلا بوعده لحلفاء الحكومة اليمينية المتطرفة بتدمير حماس قبل إنهاء حرب غزة.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قال المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن هذا الهدف قد لا يكون واقعيا.

وأضاف هاغاري في حديث للتلفزيون الإسرائيلي: "فكرة أننا نستطيع تدمير حماس أو جعل حماس تختفي، فكرة مضللة للجمهور".

وعلى الجانب اللبناني من الحدود، حيث أجلت السلطات اللبنانية أكثر من 90 ألف شخص، فإن المزاج السائد بين أولئك الذين بقوا قاتم بالمثل.

تعيش فاطمة بلحص على بعد بضعة أميال (7 كيلومترات) من الحدود الإسرائيلية، بالقرب من جبال البطم.

وتقول إنها في الأيام الأولى كانت ترتعش من الخوف عندما تقصف إسرائيل المنطقة، لكنها تأقلمت منذ ذلك الحين مع القصف ولم تعد تفكر في المغادرة.

وتضيف متسائلة "أين سأذهب؟ الآخرون لديهم أقارب في أماكن أخرى، لكن كيف يمكنني أن أفرض على شخص قريب لي وضعا مثل هذا؟ إلى جانب عدم امتلاكنا المال".

وتقول: "ربما من الأفضل أن أموت في منزلي بكرامة، لقد نشأنا ونحن نقاوم، ولن نكرر مع حصل مع الفلسطينيين بالطرد من من أرضنا".

لكن حسين عبلان من قرية ميس الجبل، على بعد حوالي 6 أميال (10 كيلومترات) من كريات شمونة،على الجانب اللبناني من الحدود، غادر قريته مؤخرا.

وقال إن الحياة هناك أصبحت مستحيلة، مع عدم انتظام الاتصالات والكهرباء، وعدم وجود متاجر تعمل بشكل دائم تقريبا.

وأضاف لبي بي سي أن العشرات من العائلات التي غادرت معظمها من كبار السن الذين يرفضون مغادرة منازلهم ومزارعهم.

لكنه يؤيد هجوم حزب الله على إسرائيل.

وقال: "الجميع في جنوب لبنان عاش سنوات من العدوان، لكنه خرج أقوى، فقط من خلال المقاومة نحن أقوياء".

وعلى الرغم من صعوبة هذا الصراع الحدودي بالنسبة للناس على كلا الجانبين، فإن حربا واسعة النطاق من شأنها أن تنقل الأزمة إلى نطاق مختلف.

ويحتفظ بعض سكان بيروت بحقائب سفرهم وجوازات سفرهم جاهزة، في حالة نشوب حرب شاملة.

وقال زعيم حزب الله، حسن نصر الله، هذا الأسبوع إنه لن يستثني أي مكان أو بقعة في إسرائيل، حال اشتعال حرب شاملة.

فحزب الله جيش جيد التسليح ومدرب بشكل جيد، ويتلقى دعما من إيران. كما أن إسرائيل، قوة عسكرية متطورة ومعها الولايات المتحدة كحليف.

ومن المرجح أن تكون أي حرب واسعة النطاق مدمرة لكلا الجانبين.

وقال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، إنها ستكون "كارثة تتجاوز الخيال".

والمشكلة بالنسبة لإسرائيل تكمن في كيفية وقف صواريخ حزب الله وإعادة شعبها إلى المناطق الشمالية المهجورة من البلاد.

والمشكلة بالنسبة لحزب الله هي كيفية إيقاف الصواريخ الأسرائيلية عندما تتعرض غزة وشعبها وحليفته حماس للقصف من قبل القوات الإسرائيلية في غزة.

وكلما طال أمد هذا الوضع، زادت مخاطر سوء التقدير، والضغوط التي تتعرض لها الحكومة الإسرائيلية لحملها على إيجاد حل لهذا الوضع.

لقد غيرت هجمات حماس غير المسبوقة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، الحسابات الأمنية في إسرائيل. ويقول العديد من أولئك الذين لديهم منازل بالقرب من الحدود – وبعض أولئك الذين يشغلون مناصب في السلطة – إن نوع الاتفاق الذي أُبرم مع حزب الله في الماضي لم يعد كافياً.

وفي الجهة المقابلة من السياج الحدودي اللبناني يعيش توم بيري في كيبوتس المالكية. الذي أخبر بي بي سي أنه كان مع أصدقائه عندما سقط صاروخ أطلقة حزب الله على واجهة منزله في وقت سابق من هذا الشهر.

وقال: "أعتقد أن تحذير الأمين العام كان صحيحاً بأن الحرب ستكون كارثة على المنطقة.. لكن لسوء الحظ، يبدو أنه ليس لدينا خيار آخر. لا يوجد اتفاق يدوم إلى الأبد، لأنهم يريدون الموت لنا. نحن محكوم علينا بالحروب إلى الأبد، ما لم تتمكن إسرائيل من القضاء على حزب الله".

ويقول إن قادة إسرائيل فقدوا كل مصداقيتهم بعد هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وليس لديهم استراتيجية لتحقيق السلام.

ويضيف: "إنهم جميعا بحاجة إلى الاستقالة. أكبر فشل لجيشنا وقادتنا وبلدنا كان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول. لسنا بحاجة إلى هؤلاء القادة".

ومن المرجح أن تزداد المطالبات بالتغيير السياسي عندما تنتهي الحرب.

ويعتقد كثيرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يلعب على عامل كسب الوقت، فهو عالق بين المطالب المتزايدة بوقف إطلاق النار في غزة، والدعم المتزايد لتنفيذ حرب في الشمال.

شارك الخبر: