من أولويات ما يجب على الشعب اليمني الاهتمام بتحقيقه؛ للخروج من الدوامة التي أصبح يعيشها: هو العمل على بناء دولة؛ لأنه لا يمكن لشعب أن يعيش حياة كريمة مهما كان إلا بتنمية، ولا تتحقق تنمية إلا باستقرار ولا استقرار إلا بوجود الدولة.
فالدولة هي التي تقوم بحماية المواطن، وهي التي تتكفل بتعليمه وصحته ورعايته وتوفير سبل العيش الكريم له ولأسرته.
وأعني بذلك دولة يحكمها النظام والقانون، دولة تبنى على أساس معيار الخِبرة والكفاءة وحاكمية الشعب، لا حاكمية الفرد أو المذهب أو الحزب أو الأسرة أو القبيلة أو الجماعة.
لأن حكم الفرد أو المذهب أو الأسرة أو القبيلة هي التي دمرت البلد وأضاعت الشعب على مدى تاريخ اليمن، كما أشار إلى ذلك الدكتور أحمد شرف الدين رحمة الله تغشاه.
لقد نهضت بعض الشعوب العربية من حولنا، وبنت دولا ونهضت اقتصاديا ونحن في صراع محموم فيما بيننا، لم نحقق لبلدنا أي إنجاز على مدى تاريخ اليمن؛ إنما نتغنى بالماضي، وبأننا أصل العرب، ولم نحقق للحاضر شيء.
نحن أكثر شعوب المنطقة تعرضا للغزو والاستعمار؛ وما ذلك إلا لأن لدينا قابلية الاستعمار والاستحمار؛ لجهلنا وغبائنا؛وتفرقنا.
طوال أعمارنا وأعمار أجدادنا وأعمار من قبلنا ونحن متقاتلون على السلطة، ولم نتمكن حتى "نحن كزيدية" من وضع آلية للانتقال السلمي للسلطة، بل جعلنا الفوضى "شاهرا سيفه "احد شروط صحة امامة "االامام " فلا جعلناها ملكية وراثية الابن عن الأب كبقية الممالك، ولا جعلناها جمهورية ديمقراطية خاضعة لاختيار الشعب!! وإنما إما ملكيات في شكل جمهوريات ،او جمهوريات في شكل ملكيات!!
وكل مذهب أو حزب أو قبيلة أو طائفة تشهر السيف أو الدبابة وتجند الأتباع حولها لتستأثر بالسلطة، لا لتقدم الأصلح للشعب، وإنما لكونها ترى أنها الأحق بالغنيمة والسلطة.
وهكذا ضاع اليمن وضاعت أعمارنا - نحن ومن قبلنا- ونحن نتقاتل بحثا عن دولة يقودها رجل يحمل هم وطن وإرادة إصلاح وضع بلد وتغيير حال شعب إلى الأفضل،
وإلى الآن لم نستطع العثور عليه.
مأساة وفشل ؟