خالد العراسي
من ينكر وجود أي خيانة من الداخل ويقول ان الاختلالات سببها الفساد والعمل وفق المصالح الشخصية والغباء والغرور والغجرية والعنجهية فقط عليه ان يقرأ ما سأقوله هنا جيدا
عندما نلاحظ حالة التدمير الذاتي التي تمر بها اغلب مؤسسات الدولة نلاحظ انها تتم وفق برنامج ممنهج ومدروس ولا يتم ذلك وفق خطوات عشوائية فمثلا نجد اغلب الكفاءات ما بين مهمشة ومقصية وفي المقابل تمكين اشخاص فاشلين هذه الخطوة وحدها كفيلة بتدمير كل مؤسسات الدولة وهي خطوة مدروسة بعناية ومرتبة ومعمول حسابها
عندما كنت اكتشف بعض الاشياء المذهلة واذهب الى احد القيادات لابلاغه بها وكنت اعتقد انه سينهض ولم يغمض له جفن الا بعد انهاء ذلك التصرف المريب الذي يخدم العدوان اراه يتعامل مع الموضوع بشكل طبيعي وكأنه سبق ان مر عليه ويستمر الموضوع لمدة طويلة الى ان ابلغ غيره وغيره وغيره حتى يصل الامر الى من لا يتهاون مع امر كهذا
وبالنسبة للفساد المهول بمليارات كلما ابلغت عن بعض جوانبها ووقائعها واثبت ذلك بالادلة والوثائق يقول لي المشرف على رئيس الجهة التي ابلغت عنه "تعال نصلح بينكم" كيف تصلح بيننا يا خبير او بيننا وريثة هذه، ثروة وطن تنهب جهارا نهارا تقول تصلح بيننا؟! وطبعا يصلح بيننا يعني يوقع لي زايد ناقص بكل عملية واغمض عيني وما اكلم احد لكن هيهاااااات حرام لو اكل تراب
اكتشفت ان هناك حسابات بنكية يتم تغذيتها من اغلب الجهات الايرادية بمبالغ مرة كل عام على اساس ان هذه المبالغ سيتم صرفها وانفاقها في دعم الجبهات ودعم المجاهدين بينما كانت كثير من الاشياء تثير الشك حول هذا الموضوع فاولا الشخص الذي يتابع كل الشيكات في كل الجهات اصلاحي ولا هو داري اين المسيرة وثانيا دعم المجاهدين ودعم الجبهات له طرقه ومساره وثالثا بامكان المخلصين من القيادات معرفة كم هي المبالغ التي تدفقت الى هذه الحسابات واين تم انفاقها وعندها سيعرفون الخلل وهذا مجرد مثال واحد لعشرات الامثلة التي تشير الى ان خدمة العدوان تتم بطرق ممنهجة ومدروسة
قضية بيع نواقل نفط ومازوت وديزل في عرض البحر قبل وصولها الى سواحلنا لا يمكن ان تكون تمت بسبب اطماع وفساد شخصي وان لم تكن هذه هي الخيانة بحد ذاتها فماذا عساها ان تكون؟
هناك شخصيات لو تحدثنا عنها لاصبتم بصاعقة لانكم ترونهم ملائكة بينما كانوا هم من وجهو الطعنات الى ظهر المسيرة القرانية ،تلك الطعنات التي تحدث عنها السيد القائد في لقاء تلفزيوني مع البعض اثناء دورة ثقافية محصورة وفي محاضرة مغلقة اخرى
هناك اشياء لا يجب كشفها للعامة لكن العمل على تصحيحها جاري على قدم وساق والذي سيتم هو فرض حزمة من الاجراءات التصحيحية وتقييد صلاحيات كبار النافذين وقصقصة اجنحة وتقليص مهام للبعض تمهيدا لاقتلاعهم دون ان يدرك الاخرين الاسباب وبحيث يبدو الامر طبيعي جدا
المواجهة الداخلية حتمية ولا يمكننا مواجهة العدوان قبل التصحيح الداخلي لان الضعف الداخلي يؤثر على سير المعركة بشكل سلبي جدا والتصحيح سيزيدنا قوة وصمود وثبات لا سيما بعد ان بدأ الخلل الاداري بالتدفق الى بعض الامور العسكرية وهذا هو السبب الرئيسي في التهاون بمسألة المفاوضات والهدنة والتمديد وشروط وقف اطلاق النار فاصلاح البيت الداخلي هو الزاد للمعركة مع العدوان.