• الساعة الآن 07:34 PM
  • 19℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

مجلس الأمن يصوت اليوم على قرار بوقف الهجوم على رفح

news-details

أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه سيطر على محور فيلادلفيا الاستراتيجي الذي يقع على طول الحدود بين غزة ومصر، فيما يصوت مجلس الأمن، يوم الخميس، على مشروع قرار لوقف الهجوم على رفح.

وينص مشروع القرار الذي تقدمت به الجزائر، على مطالبة مجلس الأمن بإصدار قرار يلزم إسرائيل، "السلطة القائمة بالاحتلال، أن توقف فورا هجومها العسكري، وأي عمل آخر في رفح".

ويطالب مشروع القرار "بوقف فوري لإطلاق النار تحترمه جميع الأطراف، ويطالب أيضا بالإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، ويطالب كذلك الأطراف بالامتثال لالتزاماتها بموجب القانون الدولي فيما يتعلق بجميع الأشخاص الذين يحتجزونهم".

وعلق روبرت وود، نائب السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، يوم الأربعاء، على نص تقدمت به الجزائر يدعو الى "وقف فوري" لإطلاق النار ووقف الهجوم الإسرائيلي في رفح"، بأن أي مشروع قرار جديد لمجلس الأمن الدولي بشأن الحرب في غزة "قد لا يكون مفيدا".

ووزعت الجزائر مشروع قرار على مجلس الأمن الدولي يدعو لإنهاء الهجوم الإسرائيلي على رفح إضافة إلى "وقف فوري" لإطلاق النار، يوم الثلاثاء، وذلك بعد ضربة إسرائيلية يوم لأحد، استهدفت مخيما للنازحين في رفح وأوقعت وفق وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة 45 قتيلا.

وقال وود في تصريح صحفي، "لقد قلنا منذ البداية إن أي (نص) إضافي على صلة بالوضع حاليا قد لا يكون مفيدا، ولن يغير الوضع على الأرض".

وأضاف "لا نعتقد أن قرارا جديدا سيغير الوضع ميدانيا"، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة التي لا تتردد في استخدام حق النقض في المجلس لحماية حليفتها إسرائيل، تؤيد دائما المفاوضات للتوصل إلى هدنة في المنطقة.

وفي واشنطن، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي، إن النص الجزائري "غير متوازن" ولا يشير إلى أن حركة "حماس هي المسؤولة عن هذا النزاع، معتبرا أن رئيس المكتب السياسي لحماس في غزة يحيى السنوار، "قادرا على وضع حد للحرب" بقبول اتفاق هدنة.

ولم تثمر المحادثات غير المباشرة التي جرت مطلع مايو/آيار، بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية ومصرية وأمريكية، عن التوصل لاتفاق تهدئة يشمل الإفراج عن الرهائن المحتجزين في قطاع غزة لقاء إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين في السجون الإسرائيلية.

 

"فيلادلفيا شريان الحياة"

وقال المتحدث باسم الجيش دانييل هاغاري الأربعاء، إن القوات الإسرائيلية فرضت في الأيام الأخيرة "سيطرة عملياتية" على ممر فيلادلفيا، واصفاً إياه بأنه "شريان حياة" لحركة حماس التي تقوم "بتهريب الأسلحة بانتظام إلى قطاع غزة".

ومحور فيلادلفيا أو صلاح الدين، هو منطقة يبلغ عرض أجزاء منها نحو 100 متر (330 قدماً)، ويمتد على طول حدود غزة مع مصر، ويبلغ طوله 13 كيلومتراً (8 أميال)، ويقع في المنطقة العازلة بموجب معاهدة السلام التي وقعتها مصر وإسرائيل عام 1979.

 

ما هو محور فيلادلفيا الذي تسعى إسرائيل السيطرة عليه؟

وقال هاغاري إن الجيش عثر هناك على نحو 20 نفقاً تستخدمها حماس لتهريب الأسلحة إلى غزة، مضيفاً أن القوات تجري تحقيقاً وتقوم بتدمير الأنفاق التي عثر عليها في المنطقة.

ونفى مصدر مصري رفيع المستوى مساء الأربعاء ما جاء في التصريحات الإسرائيلية، واصفاً إياها بـ"الأكاذيب"، التي "تعبر عن حجم الأزمة التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية".

واتهم المسؤول المصري إسرائيل بتوظيف تلك الادعاءات لتسويغ عمليتها العسكرية في رفح جنوبي القطاع، وإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية، وفق ما أوردت قناة "القاهرة الإخبارية".

ونقلت القناة عن المصدر قوله إنه "لا توجد أية اتصالات مع الجانب الإسرائيلي بشأن الادعاءات بوجود أنفاق على حدود قطاع غزة مع مصر"، وذلك في وقت يشهد تصاعد التوترات بين الجانبين المصري والإسرائيلي.

 

التهريب "مستحيل فوق الأرض وتحتها"

وقد أفادت صحيفة نيويورك تايمز بأن المتحدث العسكري الإسرائيلي قال في وقت لاحق في مؤتمر صحفي إنه لا يستطيع التأكد من أن جميع الأنفاق التي عثر عليها الجيش الإسرائيلي، تعبر إلى مصر.

وأكدت مصر سابقاً أنها دمرت الأنفاق الحدودية، وذلك في عام 2013 ، قائلة إنها كانت تستخدم لنقل مقاتلين وأسلحة خلال الحرب التي خاضتها مصر لسنوات في مواجهة مسلحين في شمال سيناء.

وفي يناير/كانون الثاني الماضي، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، إن مصر دمرت تلك الأنفاق نهائياً وعززت ضبط الحدود، في خطوة "يستحيل معها أي عملية تهريب لا فوق الأرض ولا تحتها".

واتهم رشوان إسرائيل بتوظيف الادعاءات لتسويغ احتلالها غير الشرعي لمحور فيلادلفيا.

وكان مستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي قد أشار في مقابلة مع هيئة الإذاعة الإسرائيلية، إلى أنه يتعين على إسرائيل أن "تضمن مع المصريين عدم حصول تهريب عبر أنفاق" تحت الحدود.

رفح: هل يعد توغل إسرائيل المحتمل خرقا لمعاهدة كامب ديفيد مع مصر؟

وتصر إسرائيل على ضرورة سيطرتها على رفح لتحقيق النصر في حربها ضد حماس في غزة، والتي جاءت بعد هجوم الحركة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول على جنوب إسرائيل، والذي أودى بحياة نحو 1200 إسرائيلي واحتجاز 252 آخرين في القطاع.

وأدت الغارات والعمليات الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 36 ألف فلسطيني في أنحاء غزة منذ بداية الصراع، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع.

وتصاعدت التوترات بين مصر وإسرائيل منذ أن سيطرت القوات الإسرائيلية على الجانب الفلسطيني من معبر رفح قبل ثلاثة أسابيع، كجزء من هجومها ضد حماس.

وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، قُتل جندي مصري في حادث تبادل إطلاق نار بين قوات مصرية وإسرائيلية في المنطقة الحدودية.

ومنذ وصول حماس إلى السلطة في القطاع الفلسطيني عام 2006، أبقت مصر قنوات مفتوحة رغم إحكام السيطرة على الحدود.

وعملت مصر كوسيط في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل والحركة الفلسطينية في سبيل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين مقابل السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل.

 

هجوم مستمر على رفح

على الرغم من التنديدات الدولية بقصف طال مخيماً للنازحين في رفح الأحد الماضي، ما أودى بحياة نحو 45 فلسطينياً، يواصل الجيش الإسرائيلي هجومه على المدينة المكتظة منذ السابع من مايو/ أيار، بهدف القضاء على آخر معقل لحماس.

وشهدت رفح الواقعة جنوبي قطاع غزة الأربعاء غارات وقتال شوارع بين الجيش الإسرائيلي وحركة حماس، وذلك غداة تمركز دبابات إسرائيلية وسط المدينة.

وأفاد شهود لوكالة فرانس برس بأن مروحيات أطلقت نيراناً كثيفة على القطاعين الشرقي والأوسط من مدينة رفح الفلسطينية، تدعمها المدفعية والقنابل الدخانية.

ومنذ السادس من مايو/أيار، وجه الجيش الإسرائيلي إنذاراً للفلسطينيين بإخلاء الأحياء الشرقية من رفح قبل دخول دباباته، ما أدى إلى فرار نحو مليون فلسطييني من المدينة التي تكتظ بأكثر من 1.4 مليون فلسطيني، معظمهم نازحون من مناطق أخرى.

جدير بالذكر أن مستشار الأمن القومي لرئيس الوزراء الإسرائيلي، تساحي هنغبي قال إنه يتوقع أن تستمر الحرب ضد حركة حماس في غزة حتى نهاية هذا العام على الأقل.

شارك الخبر: