• الساعة الآن 10:19 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

5 انعكاسات سلبية على صحتك جراء تناول الأطعمة فائقة المعالجة

news-details

اتّضح أنّ الكثير من الأطعمة "اللذيذة" المقرمشة التي يعشقها الكبار قبل الصغار، تقع ضمن فئة الأطعمة فائقة المعالجة، استنادًا إلى مكوناتها الدقيقة.

وخضع هذا النوع من الأطعمة إلى العديد من الدراسات في الآونة الأخيرة.

وتمثّل الأطعمة فائقة المعالجة طريقة جديدة نسبيًا لتصنيف الأطعمة، إذ أطلق الباحثون في جامعة ساو باولو بالبرازيل عام 2009، على هذا النوع من الأطعمة اسم "نوفا" (NOVA). ولا يعتمد ذلك على نوع الطعام، ما إذا كان لحوم، أو حبوب، أو خضار، وسوى ذلك، بل كيفية معالجته.

يقسّم نظام "نوفا" الأطعمة إلى أربع مجموعات، تتراوح بين الطبيعية والمعالجة بشكل طفيف، والأطعمة فائقة المعالجة التي تستخدم التركيبات الصناعية وتقنيات التصنيع.

وقالت الدكتورة ماريون نستله خبيرة السياسة الغذائية، والأستاذة الفخرية لدى كلية بوليت غودارد للتغذية ودراسات الغذاء والصحة العامة، في جامعة نيويورك، للمراسلة الطبية في CNN ميغ تيريل في بودكاست Chasing Life، في الآونة الأخيرة إن "تعريفي التشغيلي للأطعمة فائقة المعالجة، مفاده أنه لا يمكنك صنعها في مطبخ منزلك، بسبب عدم امتلاك الآلات والمكونات".

تحتوي الأطعمة فائقة المعالجة على إضافات مثل معززات النكهة، والألوان، والمكثفات، وهي في الأساس مكونات لا تستخدمها عادةً في طبخك. إنها جاهزة للاستخدام، وسهلة التحضير (فقط تسخنّها وتقدّمها) وفي كثير من الحالات يصعب مقاومتها. لكن صناعة المواد الغذائية تعارض نظام "نوفا"، لافتة إلى أنه لا يوجد إجماع علمي متفق عليه حول تعريف الأطعمة المعالجة الفائقة.

وأوضحت نستله أنه نتيجة التقاء العوامل التاريخية، والتنظيمية، والاقتصادية، قامت شركات الأغذية في ثمانينات القرن الماضي "بعمل كبير بغية اكتشاف النكهة، والملمس ومجموعة الألوان الأكثر لفتًا لنظر لناس، وبدأت بإنتاج الأطعمة الأكثر جاذبية للجمهور، ما أكسبها الكثير من المال".

ولفتت إلى أن عشرات الآلاف من المنتجات الجديدة وصلت إلى رفوف المتاجر منذ ذلك الحين، موضحة أن "تلك التي تفوز، تحقق أرباحًا كبيرة".

أشارت نستله إلى أن "أكثر من 1500 دراسة رصدية، أظهرت نتيجة متسقة مفادها أن تناول الأطعمة فائقة المعالجة، يرتبط بالسمنة المفرطة، ومرض السكري من النوع 2، وأمراض القلب، وبعض أنواع السرطان، وتداعيات مرض كوفيد-19 السيئة، والوفيات الإجمالية".  وتابعت أنّ "أي مشكلة صحية سيئة قد تخطر ببالك ناجمة عن النظام الغذائي ترتبط على وجه التحديد بالأطعمة فائقة المعالجة".

وحللت أحدث دراسة، نُشرت في مجلة BMJ الأربعاء، بيانات أكثر من 30 عامًا، ووجدت أنّ تناول الأطعمة فائقة المعالجة كان مرتبطًا بزيادة خطر الوفاة لأي سبب بنسبة 4٪، ضمنًا زيادة خطر الوفاة بسبب التنكس العصبي بنسبة 9٪. وربطت دراسات أخرى الأطعمة فائقة المعالجة بأمراض القلب، والسكري من النوع الثاني، والسرطان، واضطرابات الصحة العقلية مثل القلق والاكتئاب.

أشارت نستله إلى أن هذه الدراسات كانت قائمة على الملاحظة، ولم تكن مصممة لإثبات العلاقة السببية، أي أن الأطعمة فائقة المعالجة تسببت بهذه النتائج الصحية السيئة.

ولفتت إلى أنّ "ذلك ممكنًا عندما يكون لديك تجربة سريرية خاضعة للرقابة"، مشيرة إلى أن هناك واحدة تعتمد هذا المعيار.

أظهرت إحدى التجارب السريرية العشوائية أن الأطعمة فائقة المعالجة تسببت بزيادة الوزن لدى الأشخاص.

 لإجراء هذه التجربة، طلب الدكتور كيفين هول، باحث كبير في المعهد الوطني للسكري وأمراض الجهاز الهضمي والكلى، من 20 متطوعًا قضاء أربعة أسابيع في المركز السريري للمعاهد الوطنية للصحة في بيثيسدا بولاية ماريلاند الأمريكية، حيث تناولوا لمدة أسبوعين، نظامًا غذائيًا يتكون من 80٪ من الأطعمة الصحية فائقة المعالجة (مثل الزبادي، وخبز القمح الكامل). وفي الأسبوعين الآخرين، تناولوا نظامًا غذائيًا لا يحتوي على أي أطعمة فائقة المعالجة. وتمت مطابقة الأنظمة الغذائية بالسعرات الحرارية، والسكر، والدهون، والألياف، والعناصر الغذائية الأخرى. ولم يعرف المشاركون ما الذي كانت تقيسه الدراسة بالضبط.

وقال هول: "طلبنا من الناس تناول كمية كبيرة أو قليلة من الطعام الذي يرغبون به، والتمتع بالشهية ذاتها". ووجد الباحثون أنه عند اتباع المشاركين نظامًا غذائيًا فائق المعالجة، تناولوا حوالي 500 سعرة حرارية أكثر يوميًا مما كانوا يتناولونه، عندما كانوا يتبعون نظامًا غذائيًا منخفض المعالجة.

هذا الفرق في السعرات الحرارية يُترجم بسرعة على الميزان. اكتسب المشاركون ما يقرب من كيلوغرام واحد خلال الأسبوعين اللذين تناولوا فيهما النظام الغذائي فائق المعالجة، وخسروا ما يقرب من كيلوغرام واحد مع النظام الغذائي الذي يعتمد على الحد الأدنى من المعالجة. وأظهر فحص الدم لديهم علامات أقل للالتهاب عندما كانوا يتناولون النظام الغذائي قليل المعالجة.

وقال هول إن السبب الذي دفع الناس إلى استهلاك المزيد من السعرات الحرارية عندما يتبعون نظامًا غذائيًا فائق المعالجة، غير واضح. وقال: "أحد الأمور التي نهتم بها حقًا الآن هو معرفة ماهية الآليات".

 

يصعب تجنب الأطعمة فائقة المعالجة

توجد الأطعمة فائقة المعالجة في كل مكان، وغالبيتنا يستهلكها من دون أن يدرك ذلك، حتى عندما نعتقد أننا نأكل طعامًا صحيًا نسبيًا، مثل رقائق البطاطس المخبوزة، أو شطيرة زبدة الفول السوداني، أوالجيلي.

باستخدام بيانات من المسح الوطني لفحص الصحة والتغذية، وجد الباحثون أن الأطعمة فائقة المعالجة تشكل أكثر من نصف كمية النظام الغذائي للبالغين الأمريكيين. وبالنسبة للأطفال في الولايات المتحدة، فإن هذه النسبة أعلى من ذلك، حيث تبلغ 67%.

ولفت هول إلى أنه "لإنشاء قائمة معالجة بأقل قدر ممكن، كانت التكلفة أعلى بنسبة 40% تقريبًا من القائمة فائقة المعالجة".

 

 الأطعمة فائقة المعالجة ليست جميعها سيئة

يمكن لبعض الأطعمة فائقة المعالجة أن توفر عناصر غذائية مهمة، مثل خبز القمح الكامل، والزبادي. وتبين أن آخرين، في دراسة هول، لم يزيدوا من تناول السعرات الحرارية.

وقال هول: "كانت الوجبات الخفيفة محايدة من حيث عدد السعرات الحرارية التي تناولها (المشاركون)." "وهذا يوضح أنه ليس كل الأطعمة فائقة المعالجة تؤدي بالضرورة إلى هذا التأثير".

يجري فريق هول دراسة جديدة لمعرفة الأطعمة فائقة المعالجة الضارة والمحايدة، أو حتى الصحية.

شارك الخبر: