لا يخجل العليمي أن يظهر في لقاء ما بسفير ما في بلد ما، كما لو كان يؤدي مهامه من داخل قصر رئاسي واستتب له الأمر وأحكم قبضته على كل المقاليد كرئيس معتبر، أو على الأقل كشخص لائق بأن يقال له فخامة الرئيس.
المشهد ذاته يتكرر في كل لقاءاته. في خلفية الصورة ثلاث لوحات واحدة على يمينه وأخرى يساره والثالثة خلفه تماما وتحت كل منها كتب بخط المسند كلمة من خمسة أحرف: ا ل ي م ن. فاليمن ذاك اختُزل بالنسبة للعليمي في لوحات ثلاث بحروف متقطعة تضمها غرفة في مقر إقامة بالرياض التي عاد إليها للتو من مؤتمر المنامة.
تلك خلفية المشهد، أما فحواه فهو البحث عن طريقة يستطيع من خلالها العودة إلى عدن.
يستمر المشهد في الضبابية والانفلات من كل ما هو متعلق برئيس دولة، كأن يحمل ملفا للخارجية السعودية بتعيين معين عبد الملك سفيرا لدى الرياض بديل للزنداني الذي أصبح وزير خارجية وترك المنصب شاغرا، فيأتيه الرد بأن معين مازال غير لائق دبلوماسيا، أو أن يتهاتر مع رئيس حكومته بن مبارك حول إبقاء طاقم رئيس الوزراء السابق في مناصبهم وعدم القبول بتغييرهم، وهكذا.
أداء لا يمنحك الأمل في شيء ولا الثقة في أن الأمور يمكن أن تتغير نحو الأفضل. يقابله شعور بالغبن في قلب كل يمني وهو يرى من يمثله في كرسي رئاسة الدولة بكل هذا الهزال.
تقلب آخر الأخبار في مواقع التواصل الاجتماعي فيفاجئك خبر كهذا: "العليمي في الرياض يناقش مع السفير المصري لدى اليمن أحمد فاروق، الجهود المنسقة مع الأمم المتحدة لإطلاق عملية ساسية شاملة، إلى جانب هجمات الحوثيين على المنشآت النفطية اليمنية، وخطوط الملاحة والممرات الدولية".
لكن الخبر الأبرز اليوم هو ما أورده موقع الحدث ضمن عواجله: "الرئيس الأمريكي جو بايدن يهنئ الرئيس رشاد العليمي بالعيد الوطني 22 مايو ويؤكد التزام بلاده بمواصلة دعم عملية السلام في اليمن ومساعدة البلاد على العودة إلى الاستقرار والازدهار".
وليس مهما أن تأتي تهنئة كتلك وبعيد وطني كالوحدة، فيما رئيس الدولة مازال يراوح مكانه منذ أيام في العاصمة السعودية عاجزا عن العودة إلى عاصمته التي خرج منها على وقع احتجاجات شعبية غاضبة بسبب تردي الخدمات وانهيار منظومة الكهرباء. ليس مهما كل ذاك طالما أن العليمي محافظ على تلك الصورة الخلفية في غرفة ما وبلد ما وتاريخ ما ربما خارج منطق التاريخ.