كان للأخ والصديق العزيز فخامة الرئيس مهدي المشاط كبوَتان في يومين متتابعين كان يستحسن تجنبهما في هذا الظرف الحساس الذي تحصى فيه أنفاس السلطة في صنعاء ليس من الأطراف السياسية الداخلية والخارجية فحسب ، بل أيضاً من الشعب والمواطنين البسطاء في ظل فقر ومعاناة وغليان غير مسبوق في تاريخ بلادنا المعاصر.
- الكبوة الأولى في خطاب ( المبيدات ) وبعيداً عن الأخطاء في المعلومات التي أدلى بها الأخ الرئيس ،لم يكن ينبغي ومن الأساس الخوض في هذا الموضوع الفني التخصصي وتركه للمختصين سواء الزراعيين منهم أو الكيميائيين أو القانونيين فهذا الموضوع ليس لرئاسة الجمهورية أي حق في التدخل فيه بقرارات سياسية ،كما لم يكن من المفترض أن يظهر الرئيس انحيازه المطلق مع التاجر ضداً عن كل تقارير الفنيين المحليين والدوليين وأوامر القضاء .
-الكبوة الثانية : في خطاب عيد ٢٢ مايو وفي هذا موضوعين :
١-في موضوع القضية الجنوبية ومحاولة نفي خصوصيتها كقضية مستقلة بذاتها واعتبارها إشكالية ضمن إشكاليات الشمال الأخرى المرتبطة بالنظام السابق في تلميح غير موفق للقفز عليها وتجاوزها وهو مايستفز جميع الجنوبيين الوحدويين قبل الإنفصاليين .
٢-استجداء المملكة العربية السعودية في المضي قدماً في الإستحقاقات المتفق عليها مابعد الهدنة ( بشكل أخص الإستحقاقات المالية ) رغم معرفة القاصي والداني أن أحداث غزة ومساندة صنعاء لها قد غير المعادلة بالكامل ،فقد أصبحت المعادلة اليوم ( ايقاف الحرب من قبل صنعاء مقابل عدم سماح المملكة للغرب باستخدام أراضيها لمهاجمة صنعاء ) وأن أكثر من هذا السقف أصبح متعذراً في المدى المنظور وهو ماجعل صنعاء تبدو ضعيفة إلى درجة الإستجداء العلني في خطاب رسمي رغم معرفتها بعدم الإستجابة بل ومعرفتها أن يديها مغلولة عن عمل أي شيء تجاه ذلك حالياً وإلى أجل غير مسمى .
الكبوة الأولى أظهرت صنعاء انها غير مكترثة برعيتها في مناطق نفوذها وتتعامل على مستوى رئاسة الجمهورية بخفة في أمورهم الحياتية وفي مصائرهم ، والكبوة الثانية أظهرت صنعاء أنها تسعى للقفز على القضايا والإشكاليات الوطنية لا حلها ،بل وتستفز وبتعمد شركاء الوطن والوحدة ، وأخيراً استجداء السعودية في خطاب علني أظهر صنعاء أنها أيضاً لا تفقه شيئاً في التعامل الدولي وفي قراءة ودراسة النتائج قبل القيام بأي أفعال .
خلاصة :
الكبوات التي تسببت بها خطابات الأخ الرئيس كان يمكن تجنبها فقط لو تم تجاوز الحديث عنها في العلن ، "فالسكوت من ذهب " دائماً ، او على الأقل سيكون كذلك خلال هذه المرحل الحساسة ، ومع ذلك فإن الحديث كشف عن خلل أعمق من مجرد كلمات الخطابات وأظهرت ان الإصلاحات الجذرية قد تأخرت كثيراً جداً .
وما شاء الله كان.