• الساعة الآن 02:45 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

سلطة صنعاء وجانب من سيرة ذاتية

news-details

 

السؤال الذي أصبح أكثر إلحاحا هو: ما الذي لا يحدث في صنعاء؟! أما الذي يحدث فلم يعد بحاجة للسؤال عنه. ذاك هو لسان حال الناس في العاصمة التي لم تعد عاصمة من شيء في ظل تلك السلطة/الجماعة.

إنها سلطة لم تدع شيئا إلا وفعلت نقيضه، ولم تقل شيئا إلا وقامت بضده. وهاكم جانبا من سيرتها الذاتية:

سلطة قدمت إلى الحكم تحت شعار "عجبت لمن لا يجد قوت يومه كيف لا يخرج شاهرا سيفه"، ثم تحولت إلى أول محارب لذلك الشعار وزجت في السجن بكل مناد به أو بشيء منه، بل وأصبحت عدوا لكل من يقول أنا جائع.

سلطة جاءت باسم إسقاط الجرعة فأسقطت الرواتب والحقوق وكل مقومات الحياة عن الناس وفرضت عليهم الجوع نظاما والبطالة منهجا والجهل نمط حياة.

سلطة تدين ما تسميه قمع الحريات والاحتجاجات في مدن أمريكية وغربية، في الوقت الذي لا تسمح فيه لحرية واحدة ولا لاحتجاج واحد بالتنفس، بل تمارس خنقها المميت لكل شيء يتنفس.

سلطة تدين اقتحامات الجنود الصهاينة لمنازل المواطنين في فلسطين المحتلة وهدمها واعتقال أصحابها، وهي تمارس ضد مواطنيها نفس الأساليب ونفس الأعمال.

سلطة تدعو الطلاب في الجامعات الأمريكية والأوروبية للالتحاق بجامعتها والدراسة فيها مجانا في الوقت الذي تطرد فيه طلابها وتجبرهم على دفع رسوم باهظة.

سلطة تقول إنها تحترم القضاء وتقدسه، في الوقت الذي تقتحم فيه منازل القضاة وتروع أطفالهم وأهاليهم وتمتهن كرامتهم وتعتقلهم وتلفق ضدهم التهم بعد التهم.

سلطة تدعو الحكومات في البلدان الأخرى إلى الإفراج عن المعتقلين السياسيين وأصحاب الرأي، في الوقت الذي تمتلئ سجونها بالمئات والآلاف منهم.

سلطة تدعو إلى نهضة زراعية واكتفاء ذاتي وتمارس حربها الشعواء على المزارعين وبشتى الطرق والأساليب.

سلطة تدعي محاربة الفقر وظاهرة التسول وتقوم بتعبيد وشق كل الدروب المؤدية إلى الفقر وإلى التسول.

سلطة تقاطع البضائع الأمريكية والإسرائيلية وتسمح لتجارها بإغراق الأسواق بالمبيدات والنتجات الإسرائيلية والمنتهية والمسرطنة.

كل هذا بطبيعة الحال ليس سوى غيض من فيض، حيث لا يمكن حصر إبداعات وفكريات هذه السلطة التي ما أنزل الله بها من سلطان.

شارك الخبر: