قالت وزارة الخارجية الصينية، أمس الثلاثاء، إن حركتي "حماس" و"فتح" الفلسطينيتين أعربتا خلال محادثات في بكين عن رغبتيهما في السعي لتحقيق مصالحة عبر الحوار.
ولم تفلح الحركتان الفلسطينيتان الغريمتان في حل خلافاتهما السياسية منذ أن طرد مسلحو "حماس"، "فتح" من قطاع غزة في حرب قصيرة في عام 2007. وجرت المحادثات على خلفية حرب إسرائيل الحالية في غزة.
وقال المتحدث باسم الوزارة لين جيان في مؤتمر صحافي دوري "وصل ممثلون عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) وحركة (حماس) إلى بكين منذ أيام قليلة لإجراء حوار عميق وصريح".
مواصلة مسار المحادثات
وأضاف أن الجانبين "اتفقا على مواصلة مسار المحادثات لتحقيق التضامن والوحدة الفلسطينية في وقت قريب".
كما قال، إن الجانبين وجها الشكر لبكين على جهودها "لتعزيز الوحدة الداخلية الفلسطينية واتفقا على إجراء مزيد من الحوار".
وأشادت حركة "حماس" في بيان أصدرته، الثلاثاء، بالموقف "الصيني الداعم للقضية الفلسطينية، والرافض للإبادة التي يتعرض لها شعبنا، إضافة إلى التأكيد على المساعي الصينية الحسنة لوحدة الصف الفلسطيني (...) وتحقيق آمال وتطلعات شعبنا".
وتقول وزارة الصحة في غزة، إن أكثر من 34500 فلسطيني قتلوا حتى الآن في الحرب التي اندلعت بعد هجوم "حماس" على بلدات إسرائيلية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول).
وتشير إحصائيات إسرائيلية إلى أن هجوم "حماس" أدى إلى مقتل 1200 إسرائيلي.
وقالت "حماس"، إن وفدها برئاسة، رئيس مكتب العلاقات الدولية موسى أبومرزوق، أجرى محادثات مع نائب وزير الخارجية الصيني دنغ لي في العاصمة بكين، الأحد.
اتفاق وقف لإطلاق النار
وأضافت أن المحادثات استعرضت الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار و"الواقع الإنساني المأسوي" الناجم عن القصف والهجوم الإسرائيليين، إلى جانب الدور الذي يمكن أن تلعبه الصين في زيادة المساعدات الإنسانية لغزة.
وجاء في بيان "حماس" "في الختام، أكد الجانبان استمرار المشاورات، والعمل على إنجاز الوحدة الوطنية الفلسطينية، واستعداد الصين لتقديم كل ما يلزم".
لا تعليق من "فتح"
ولم يصدر تعليق حتى الآن من حركة "فتح" التي يتزعمها الرئيس محمود عباس والتي تمارس حكماً ذاتياً محدوداً في الضفة الغربية التي تحتلها إسرائيل.
وقال مصدر مقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الثلاثاء، إن إسرائيل تنتظر رد "حماس" على مقترحات حول اتفاق لوقف القتال في غزة وإطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين قبل إرسال وفد إلى القاهرة لمواصلة المحادثات.
وقال جون كيربي المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، إن الولايات المتحدة ترحب بأي جهود صينية تؤدي إلى الاستقرار والأمن في المنطقة أو التوصل لاتفاق لإطلاق سراح الرهائن الذين احتجزتهم "حماس".
وأضاف "إذا كانت هذه هي النتيجة، أي أن تكون الصين قادرة على المساعدة في إقناع (حماس) بقبول هذا الاتفاق وإطلاق سراح هؤلاء الرهائن، فإن ذلك بالطبع سيصب في مصلحة الجميع".
وقال كيربي للصحافيين، إنه ليس لديه علم بإجراء الولايات المتحدة اتصالات مع الصين في ما يتعلق بمحادثاتها مع الحركتين الفلسطينيتين.