استعرض تقرير نشرته صحيفة تقرير "الغارديان" البريطانية الحركة الطلابية التي تؤيد الفلسطينيين في الجامعات الأمريكية، حيث سردت قصص ووجهات نظر الطلبة المشاركين فيها.
جاء ذلك ردًّا على العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، والتي أشعلت حركة قوية مؤيدة للفلسطينيين في حرم الجامعات الأمريكية، بينما يسلّط اعتقال أكثر من 100 من طلبة جامعة كولومبيا، المزيد من الضوء على تلك الحركة، وفقًا للصحيفة.
ومن خلال المقابلات مع بعض الطلبة، أبرزت الصحيفة الخلفيات المتنوعة والالتزامات القوية التي تقود هذه الحركة، وأوجه التشابه بينها وبين الحركات السابقة، لا سيما الجهود الهادفة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية، والمساواة، والحرية.
وأضافت أن احتجاجات الطلبة تشمل مجموعة متنوعة من التكتيكات، بما في ذلك التجمعات والاعتصامات، ومؤخرًا إقامة مخيمات تضامنية، وصولاً إلى الهدف النهائي وهو الضغط على الجامعات للتخلّي عن الشركات التي تربطها علاقات بالجيش الإسرائيلي.
ويعتقد الطلبة المحتجون أن جهودهم المستمرة منذ أشهر تستحق العناء بالنظر إلى النجاحات التي حققتها الاحتجاجات في الماضي، عندما استجابت الجامعات الأمريكية لحملات سحب الاستثمارات الطلابية من الشركات التي استثمرت في جنوب أفريقيا في عهد الفصل العنصري، إضافة إلى سحب الاستثمارات من الشركات التي تعاملت مع الحكومة السودانية بسبب مشاركتها في حرب أهلية دموية شهدها إقليم دارفور قبل نحو عقدين من الزمن.
وبحسب الصحيفة، فإنه من بين الطلبة الذين يقودون الحركة الاحتجاجية الطالبة رانيا أمين المولودة في المغرب، والتي خاضت إضرابًا عن الطعام لمدة 34 يومًا، وانتهى الأمر بها إلى قضاء 6 أيام في المستشفى.
استثمارات لصالح الجيش الأمريكي
وأوضحت أن ما فعلته أمين وهي طالبة في جامعة ماكجيل في مونتريال في كندا، هو جزء من نظام الإضراب عن الطعام الذي لا يزال مستمرًّا في تلك الجامعة، فمنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، نظم طلبة جامعة ماكجيل، مسيرات واحتجاجات، مطالبين إدارة الجامعة بالتوقف عن الاستثمار في الشركات التي تزود الجيش الإسرائيلي بالأسلحة وغيرها من المواد.
وبينت أن الوثائق الموجودة على الموقع الإلكتروني للجامعة أظهرت، أن لديها استثمارات في شركات من بينها شركة لوكهيد مارتن، التي تبيع الطائرات المقاتلة لإسرائيل.
وقارنت "أمين" الاحتجاجات الطلابية الحالية بالحركات المناهضة للفصل العنصري التي شهدتها الجامعات في الثمانينيات من القرن الماضي، والتي أجبرت العديد من الجامعات على سحب استثماراتها من الشركات العاملة في جنوب أفريقيا.
أما الطالبة أرييلا روزنزويغ من جامعة "براون" في "رود ايلاند"، فقالت للصحيفة، إن المسؤولية التي تقع على عاتقها كونها يهودية، هي أن تبدي معارضتها للقمع والإبادة الجماعية في غزة وفلسطين، مؤكدة رفضها استغلال تراثها اليهودي لتبرير الاستمرار في هذا العنف والقتل، بحسب تعبيرها.
أزمة إنسانية مستمرة
ومن خلال نشاطها، بما في ذلك تنظيم الاحتجاجات والإضرابات عن الطعام في حرم جامعتها، تهدف روزنزويغ إلى رفع مستوى الوعي وإشراك المجتمع الجامعي الأوسع في المناقشات حول الأزمة الإنسانية المستمرة في فلسطين.
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، أُلقي القبض على أكثر من 60 طالبًا من جامعة "براون"، حيث انتشر الرعب على نطاق واسع في الجامعة بعد تعرض أحد طلابها واثنين من أصدقائه لإطلاق النار خارج حدود الحرم الجامعي، وتحديدًا في "فيرمونت" عندما كانوا يرتدون الكوفية الفلسطينية، ويتحدثون باللغة العربية، حيث يُعتقد أن دوافع عنصرية تقف خلف الهجوم.
من جهتها، الطالبة اللبنانية الإيرلندية كاثرين إلياس من جامعة كولومبيا، تحدثت للصحيفة عن علاقتها الشخصية العميقة بالقضية الفلسطينية، والنابعة من تجاربها في العيش والعمل في فلسطين، حيث كوّنت منظورًا مختلفًا جذريًّا بعد مشاهدتها الوضع في الأراضي الفلسطينية على الواقع بما في ذلك نقاط التفتيش، والعنف، والفظائع التي يعيشها الفلسطينيون تحت الاحتلال كل يوم.
وبصفتها عضوًا في تحالف سحب الاستثمارات العنصرية في جامعة كولومبيا، شاركت إليسا بنشاط في الاحتجاجات والدعوة إلى سحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقات مع الجيش الإسرائيلي.
أما تجربة الطالب إفيري إيد فتتمثل في تأثره الشديد بشدة بتجربته في الضفة الغربية وإسرائيل، حيث شهد الحقائق الوحشية لنظام الفصل العنصري ومعاناة الفلسطينيين على أرض الواقع، كما يقول.
وبدافع من هذه التجارب، شارك إيدي في إضراب عن الطعام في جامعة "ييل" لحث إدارة الجامعة على سحب استثماراتها من شركات الصناعات العسكرية التي لها علاقات مع إسرائيل.
وختمت الصحيفة قائلة، إنه على الرغم من معاناته واعتقاله مع طلبة آخرين في الحرم الجامعي، يؤكد إيدي استمرار التزامه بالنضال من أجل فلسطين حرة، معتقدًا أنها تمثل صراعًا أوسع ضد الظلم.