• الساعة الآن 05:35 PM
  • 20℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

التعليم التائه بين الصيف والشتاء

news-details

 

 

التعليم هو الركيزة الأساسية لتحقيق نهضة شاملة في كافة المجالات وخلق جيل واع وقادر على النهوض بمستقبل الوطن والدول الطموحة هي تلك التي تضع قضية النهوض بالتعليم على أولويات برامجها وسياساتها لان بناء الإنسان يبدأ من التعليم الصحيح باعتباره أحد أولويات التنمية التي يجب ترتكز في جانب منها على بناء شخصية الإنسان ..

 

التعليم  في اليمن اصبح كارثة من الكوارث فقد تدهور بشكل مخيف وصار التسرب منه مرعب إلى درجة أن الشوارع تمتلئ بالأطفال أكثر من المدارس وحتى الطلاب الموجودين في المدارس في حكم المتسربين لان التعليم سيء جدا ومسئولينا في ابراجهم العاجية في مهمة تنظير فقط او شاهد ماشفش حاجة وهم ربما يعلمون أو لا يعلمون أن بلدنا يعاني الأمرين من مخرجات التعليم السيئة ابتداء من انهيار منظومة القيم والأخلاق إلى فقدان القيمة الاهم وهي الولاء الوطني التي غابت تماما إلى جانب ظهور ثقافات دخيلة على مجتمعنا اليمني العربي المسلم وتحول المشهد إلى فوضى في كافة المجالات بسبب انهيار التعليم بمنظومته المكونة من المنهج المدرسي السيء الذي يتم إعداده بعناية في مطابخ المخابرات الأمريكية باعترافهم هم والمعلم الذي تركناه واهملناه بدون راتب وبدون تاهيل وتدريب إلى المباني المدرسية التي تحولت الى مجرد سجون ثم إلى الإدارة التعليمية التي مازالت تعبث ايما عبث بالتعليم وحتى مايسمى التعليم العالي والجامعي صار مجرد دكاكين دون أدنى ضوابط أو معايير وكل هذا الأمر مقصود لتخريب وتدمير منظومة التعليم في بلادنا وصولا إلى النتيجة التي نشاهدها الان أجيال تائهة  تخرجت إلى الشوارع ومن "كذب جرب" .

 بالتأكيد أن التعليم السيء هو سبب تخلفنا وانهيار منظومة القيم والأخلاق ويحتاج إلى إعادة نظر بشكل كامل في مناهجه وآلياته ووسائله من خلال رؤية جديدة تتناسب مع التطورات الهائلة التي شهدها العالم في مجال التعليم وطرقه وأساليبه بمشروع وطني حقيقي لتطوير التعليم  يتضمن برنامجا زمنيا للتطبيق يشتمل على مشروعات تطويرية للبيئة التعليمية تنطلق من الطالب محور العملية التعليمية ثم المعلم والمبنى المدرسي والادارة المدرسية ونظام التعليم بمختلف مراحله ومستوياته ومن ثم تطوير المناهج الدراسية لمواكبة العصر بعيدا عن الحلول الجزئية أو المنفردة حتى لا تكون العملية ناقصة وبالتالي سيكون الفشل هو النتيجة الحتمية ..

 

الحل ليس في المراكز الصيفية السابقة التي فشلت بل إنها تحولت إلى دجاجة تبيض ذهبا للبعص وفرصة لتدمير التعليم  أو الدورات الصيفية الحالية التي من المتوقع أن تفشل وربما تصير كسابقتها فرصة للكسب والفائدة للبعض ونفقات عبثية على اعتبار أن من يدير هذا الدورات هم من يدير التعليم الفاشل وبالتالي فالنتيجة حتما ستكون واحدة لان الحل الحقيقي هو في مشروع وطني للنهوض بالتعليم  على أسس علمية بالاستفادة من تجارب الدول المتطورة والمتقدمة وان يتم اختيار كوادر هذا المشروع وفق معايير الكفاءة المهنية والخبرة والقدرة مالم فإن أجيالنا ستظل تائهة بين تعليم الشتاء والصيف ووطننا سيظل جريحا بينهما ..

 

هل يمكن دراسة وضع التعليم في اليمن الواقع والافاق المستقبلية بمشاركة خبراء واكاديميين وتربويين متخصصين للخروج بحزمة معالجات تبدأ من أعلى الهرم في هذا القطاع وصولا إلى إصلاح المنظومة التعليمية بشكل عام ؟ وهل وصلت الرسالة ام أن الأمر سيبقى كما هو وستتغلب لوبيات الفساد وسيظل تعليمنا تائه ومريض وطقوس رديئة لنظام تعليمي سيء السمعة جدا جدا ومن يقول غير ذلك انما يضحك على نفسه أو يضحك علينا وليس الحل في تعليم متناقض بين الصيف والشتاء ينتج أجيال تائهة بل في منظومة تعليمية واحدة متكاملة على أسس علمية مهنية ومنهجية ؟؟؟ ..

 

شارك الخبر: