وافق البرلمان البريطاني على قانون مثير للجدل يسمح بإرسال عدد من طالبي اللجوء في بريطانيا إلى رواندا حيث ستتم مراجعة طلبات اللجوء.
وقال رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك إنه سيتم تطبيق هذه السياسة في القريب، إذ ستقلع الطائرات التي ستحمل طالبي اللجوء إلى رواندا بحلول شهر يوليو/تموز المقبل، على حد قوله.
ووفقا للاتفاقية بين بريطانيا ورواندا، والتي تمتد لخمسة أعوام، فإنه يمكن للمهاجرين البقاء في رواندا إذا ما وافقت السلطات على طلباتهم اللجوء هناك.
أما في حال الرفض، فإن المهاجرين يمكنهم التقدم بطلبات لجوء إلى رواندا على خلفية مختلفة أو اللجوء إلى بلدان أخرى .
لكن لن يسمح لطالبي اللجوء الذين تم ترحيلهم إلى رواندا بالعودة إلى بريطانيا.
وقال وزراء بريطانيون إن الخطة ستعمل على ردع المهاجرين الذين يصلون إلى بريطانيا في قوارب صغيرة عبر القنال الإنجليزي.
وكان من المفترض أن تغادر أول طائرة تحمل طالبي اللجوء إلى رواندا في يونيو/حزيران 2022، لكن تم إلغاء الرحلة بسبب تحديات قانونية.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2023 قضت المحكمة العليا في بريطانيا بالإجماع على عدم قانونية خطة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا، مشددة على أنها قد تهدد بإعادة طالبي اللجوء إلى بلدانهم حيث قد يواجهون مخاطر، وهو ما يخالف الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان التي تجرم التعذيب والمعاملة غير الإنسانية.
كذلك أعرب البعض عن قلقهم حيال سجل حقوق الإنسان في رواندا.
واستشهدت المحكمة العليا في حكمها بأدلة تم تداولها في جلسة لمحكمة بريطانية تشير إلى أن السلطات في رواندا حرضت على قتل معارضين للحكومة.
وأدى هذا إلى قيام الشرطة البريطانية بتحذير مواطنين روانديين يعيشون في بريطانيا من "خطط مؤكدة" للحكومة الرواندية لقتلهم.
وعقب قرار المحكمة العليا ببطلان خطط الحكومة البريطانية الخاصة بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا نشرت لندن معاهدة جديدة مع رواندا توفر احتياطات أمان إضافية وأقرت قانون يعتبر رواندا بلدا آمنا لطالبي اللجوء.
لكن هل يمكن أن تشمل تلك الخطة دولا أخرى غير رواندا؟
صحيفة التايمز نشرت تقريرا، قالت إنه يستند إلى وثائق بريطانية حكومية مسربة، جاء فيه أن لندن يمكن أن تبرم اتفاقيات مماثلة لنقل طالبي اللجوء إلى بتسوانا، وساحل العاج ،وكوستاريكا وأرمينيا.
لكن يبدو أنه لم يتحقق أي تقدم في المباحثات مع الدول الأربع، والتي كانت على رأس لائحة حكومية لمناطق يمكن نقل طالبي اللجوء إليها.
وكانت كوستاريكا قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الجاري أنها "لن تقبل المهاجرين الذين ترحلهم بريطانيا".
وقال رئيس كوستاريكا في منشور على موقع التواصل الاجتماعي إكس " لقد أخطرنا بريطانيا بأن كوستاريكا لن تستقبل مهاجرين أجانب".
كذلك نفى المتحدث باسم السفارة الأرمينية في لندن وجود خطة لإبرام اتفاقية مع بريطانيا مماثلة للاتفاقية معرواندا.
وقال المتحدث لقناة أي نيوز الإخبارية " بينما نواصل النقاش السياسي مع بريطانيا، لكن لا توجد محادثات جادة فيما يتعلق بالقضية التي وردت في تقرير صحيفة التايمز".
كما قالت المتحدث باسم سفارة بارغواي في لندن إن الأنباء عن اتفاق محتمل "عارية عن الصحة".
وبحسب صحيفة التايمز فإن الحكومة البريطانية تبحث أيضا إبرام اتفاقيات مع دول أخرى في أمريكا الجنوبية مثل بارغواي وبيرو والبرازيل والأكوادور.
نفي أفريقي
في عام 2022 نفت حكومة غانا بقوة أن تكون منخرطة في مباحثات مع بريطانيا بشأن خطط لاستقبال لطالبي لجوء.
وقالت الحكومة في بيان صحفي" تود وزارة الخارجية أن تشير بوضوح إلى أن غانا غير منخرطة في نقاشات مع بريطانيا بشأن تلك الخطة ولا تعتزم في المستقبل المشاركة في هذا الأمر. موقف الحكومة لم يتغير. وتنصح الحكومة بتجاهل أي تقارير تشير إلى موقف مختلف".
وشملت تلك القائمة "الاحتياطية" دولا أفريقية أخرى مثل الرأس الأخضر والسنغال وتنزانيا وسيراليون.
وقال معهد سياسة الهجرة إن دولا سوفيتية سابقة مثل مولدوفا وجورجيا قد اعتبرت أهدافا محتملة لخطط مماثلة من قبل الاتحاد الأوروبي.
أخبار زائفة
كذلك أفادت صحيفة الصن البريطانية بأن ألبانيا يمكن أن تكون وجهة لاستقبال طالبي اللجوء في بريطانيا.
لكن وزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية في حكومة ألبانيا، أولتا زاكا سرعان ما نفت تلك التقارير قائلة " من المؤسف أن تنتشر في وسائل الإعلام البريطانية أخبار زائفة حول ( مركز خارجي) في البلقان أي ألبانيا، لاحتجاز المهاجرين الذي يعبرون القنال الإنجليزي قادمين من فرنسا".
"ألبانيا فخورة بأنها ستستقبل 400 لاجئ أفغاني وهو ما يرجع إلى نيتها الحسنة لكها لن تكون أبدا مركزا لتنفيذ السياسات المعادية للهجرة من قبل الدول الكبيرة والغنية. لقد أمرنا سفارتنا في بريطانيا أن تطلب توضيحا حيال تلك الأنباء الزائفة".
هل تم تنفيذ خطط مشابهة في دول أخرى؟
خلال الفترة ما بين عامي 2013 و2018 تم إرسال نحو أربعة آلاف من طالبي اللجوء الإريتريين والإثيوبيين من إسرائيل إلى رواندا وأوغندا في إطار خطة " ترحيل طوعي" سرية.
وعلى عكس الترحيل الجبري في الحالة البريطانية فإن الخطة الإسرائيلية تم تقديمها بوصفها سياسة اختيارية على الرغم من أن عددا من طالبي اللجوء قالوا لبي بي سي إنه شعروا وكأنه لم يكن أمامهم أي خيار.
وقال، بهابيلوم مينغيش، وهو رجل أريتيري أرسل إلى رواندا، إنه خير بين العودة إلى بلاده أو نقله إلى مركز احتجاز أو الحصول على مبلغ 3500 دولار أمريكي وبطاقة سفر إلى رواندا.
ومن مظاهر الاختلاف الأخرى بين خطتي بريطانيا وإسرائيل بشأن طالبي اللجوء أن لندن جعلت الاتفاق مع رواندا معلنا بشكل كبير، بينما لم تبرم إسرائيل أي اتفاق رسمي مع رواندا.
تحدثت بي بي سي سي مع عدد من طالبي اللجوء الذين غادروا إسرائيل والذين قالوا إنهم عادوا مرة أخرى إلى أوروبا.
ويقول مينغيش " إرسالنا إلى رواندا لم يوقفنا".
ولم تواصل إسرائيل تلك السياسية الخاصة بترحيل اللاجئين.