• الساعة الآن 09:49 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

اتقوا حالة تكونون فيها أنتم العبرة ‏محمود ياسين

news-details

 


لا أدري أي مرافعة تبقت لإقناعكم اطلاق سراح عبد الوهاب.
لا أظن الأمر صائبا من وجهة نظر حقوقية أن نعتمد على: خلاص يكفي ما حدث والمداهمة والتنكيل والتشهير عقوبة كافية، ذلك أننا بحاجة لقوانين تحكمنا وتحمينا جميعا وليس اتباع الأسلاف والأعراف، والمفزع أنكم وقد أسقطتم قوانين الاعتقال والاحتجاز والعقوبة والحقوق وحصانة القاضي ولم تستبدلوها بالأعراف في التعامل مع إنسان كان يوما قد دافع عنكم وأنتم قلة مستضعقون.
الآن هو معارض وناشط حقوقي.
عبد الوهاب متعب ويعاني الضغط والسكر وهو الآن مضرب عن الطعام ، ومن غير الأخلاقي ولا حتى المجدي أن تعتمدوا على منهج "اجعله عبرة"، فحكم الناس بترهيب العبرة والهلع سيفضي بكم كل يوم لصناعة عبرة تضمنون بها إذعان الناس، وأنه من غير الحكيم حتى أن تحكم شعبا بلا مخالب يدافع بها عن نفسه، ويأمل أن بوسعه التحرك وحماية كرامته في مربعات القضاء والحقوق ونصرة الناشطين في وسائط التواصل، بدون أمل وجدران قضائية يستند إلبها الناس ويأملون منها ولو بعض الحماية سيتحولون لعبوات أثناء ما تظنون أنكم حولتموهم لعبرة.
التعويل على وضع حد لكل من "تسول له نفسه" مراجعتكم ونقدكم ورفض أساليبكم بعضها أو كلها هي منهجية وحشية في إدارة حياة الناس، وليست مجدية في زمن كهذا، ولن تكون فاعلة، وعبد الوهاب نموذجا، فنحن لن نسكت ولن ندعه هكذا ولو ضحية لفوضاكم الإدارية المريعة حيث لا يعود هناك من أحد فيكم  الا وهو مقتنع باطلاق سراحه ولكنه لا يدري كيف، وتقف أمامه منهجية فصل الأمن ومنح المنظومة الامنية صلاحيات مطلقة متخففة تماما من أي اعتبارات سياسية أو إنسانية.
ونعود مجددا لنخبركم والحالة هذه: أطلقوا سراح عبد الوهاب ، يكفي ماحدث له للآن، وأيا يكن ما سيحدث له فلن نعتبر خوفا وهلعا، لكنها ستكون عكسية، وحالة تكونون فيها أنتم العبرة، والمثال المجسد لفكرة الثمن الفادح الذي تدفعه السلطات المثقلة بالنرجسية، وهي تجرد نفسها من أي بادرة ثقة بينها وبين الناس، وتجرد الوعي الجمعي من أي حس ضروري بالأمان ولو من قبيل "لن يكونوا متهورين لهذا الحد". يكفييييييي.

شارك الخبر: