• الساعة الآن 06:57 AM
  • 13℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

الخبز والرز الأكثر هدرا في السعودية

news-details

تشير أرقام رسمية صادرة عن الأمم المتحدة إلى أن ثلاث دول خليجية هي السعودية والكويت والإمارات تتصدر البلدان الخليجية الأكثر إهداراً للطعام، في وقت يعتبر الهدر الغذائي من أكبر التحديات التي تواجه العالم، وهو ما ينذر بأزمات عدة ومنها تفاقم الجوع.

ووفق الأمم المتحدة فإن حوالى ثلث الغذاء المنتج للاستهلاك البشري يهدر كل عام.

يأتي ذلك بعد تأكيد تقارير سعودية رسمية بأن الهدر الغذائي يكلف البلاد 10.6 مليارات دولارسنوياً سنوياً، وهو ما اعتبرته صحف محلية بجانب وزارة البيئة والزراعة والمياه أمراً مثيراً للقلق.

وفي البلدان المكتظة بالبشر مثل الهند والصين يشهد الهدر الغذائي نسباً أعلى بكثير نظراً إلى حجم السكان الذي فاق مليار، مع ارتفاع مستوى الفقر في تلك الدول. وعلى رغم أن هذه البلدان تنتج كميات ضخمة من الغذاء، إلا أن عدم القدرة على تأمين وتوزيع هذا الغذاء بشكل فعال يؤدي إلى تفاقم مشكلة الهدر الغذائي وانعكاساته السلبية على الصحة العامة واقتصاد البلدان.

هل السعودية الأولى عالمياً؟

وأظهر تقرير نشره موقع الأمم المتحدة أن ما يقدر بثلث إجمالي الأغذية المنتجة عالمياً يفقد أو يهدر، ومن بين أكبر الدول التي تهدر الغذاء في العالم هي دول مجلس التعاون الخليجي، وصنف التقرير السعودية واحدة من أعلى المعدلات بالعالم.

وقال نائب المحافظ للشؤون التنظيمية في هيئة الأمن الغذائي محمد العمري لـ"اندبندنت عربية"، "إن السعودية ليست أعلى البلدان في فقد وهدر الغذاء، فكثير من الدول المتقدمة سبقتنا في ارتفاع معدلات الفقد والهدر مثل أستراليا والنمسا وكندا وهولندا ونيوزيلندا وغيرها".

وفي وقت تؤكد فيه وزارة البيئة والمياه والزراعة في إطار توعيتها بحجم الهدر والفقد الغذائي بأن الفرد في المملكة يهدر ما يقارب من 184 كيلواغراماً سنوياً، يرى العمري أن هناك ارتفاعاً في مستوى الوعي المجتمعي تجاه هذه القضية من خلال البرامج التي نفذتها الهيئة العامة للأمن الغذائي سواء من خلال الحملات التوعية المباشرة وفي المناسبات الوطنية والدينية مثل حملة "لتدوم" على منصة "إكس"، التي شارك فيها المؤثرون كالعلماء والمشايخ وأئمة الجوامع والمدارس والأفلام والمقاطع التوعوية وغيرها.

وضع ضمن برامج رؤية السعودية 2030 برنامج للحد من الفقد والهدر في الغذاء، أسند تنفيذ هذا البرنامج إلى الهيئة العامة للأمن الغذائي ليكون أحد برامج استراتيجية السعودية للأمن الغذائي، وصمم البرنامج على أربع مراحل دراسة خط الأساس وبرامج وطنية توعوية للمجتمع ودراسة قدرات إعادة تدوير مخلفات الطعام وإنشاء مرصد وطني للحد من الفقد والهدر.

ويضيف العمري أنه خلال السنوات الماضية حصل انخفاض في معدل الهدر الغذائي وتعمل الهيئة حالياً على دراسة مستوى هذا الانخفاض بعد مرور خمس سنوات على دراسة خط الأساس والعمل الذي تلاها، وتركيز الجهود لتحقيق المستهدف وهو الوصول إلى خفض معدلات الفقد والهدر في الغذاء لـ50 في المئة بحلول عام 2030.

أين يتركز الهدر بالسعودية

ولفتت وزارة البيئة والمياه الزراعة إلى أن معدل الفقد والهدر في الغذاء بالسعودية يساوي 33.1 في المئة، 14.2 في المئة فقد، و18.9 في المئة هدر، أي بما يزيد على 4 مليون طن سنوياً، ويهدر الفرد نحو 184 كيلوغراماً من الغذاء سنوياً، أي بنسبه 18.9 في المئة سنوياً.  

والفرق هنا بين الفقد والهدر هو أن الفقد ما يحصل للأغذية سواء نباتية أو حيوانية المصدر على طول سلاسل الإمداد من المزرعة والمسلخ، مروراً بعمليات النقل والتداول والتخزين والتصنيع والتغليف وقبل وصوله إلى المستهلك، أما الهدر فهو ما يهدر من الطعام على مائدة المستهلك سواء في المنازل أم المطاعم أم الفنادق وغيرها.

الخبز الأعلى هدراً

وأظهرت بيانات نشرتها الهيئة العامة للأمن الغذائي بالسعودية بأن الخبز أعلى الأغذية إهداراً في السعودية بمعدل 917 ألف طن، يليه الرز بـ557 ألف طن، ثم الدواجن 444 ألف طن، والطماطم بـ234 ألف طن، ثم البطاطس بـ201 ألف طن، وأخيراً التمر بـ137 ألف طن.

وبالنسبة إلى اللحوم فقد تصدرت الدواجن قائمة الأعلى هدراً وفقداً، فيما بلغ حجم فقد الأسماك 69 ألف طن، ثم لحم الغنم بـ22 ألف طن، والأقل هدراً من اللحوم هو لحم الإبل بمعدل 13 ألف طن، و41 لحوم أخرى.

المدن السعودية الأكثر هدراً

وفي تصريح سابق كشف زيد الشبانات، وهو يشغل منصب مدير البرنامج السعودي للحد من الفقد والهدر الغذائي لقناة "الإخبارية" المحلية، عن المناطق الأكثر إهداراً للطعام في السعودية، وتصدرت العاصمة الرياض والمنطقة الغربية التي تضم منطقتي مكة المكرمة والمدينة المنورة القائمة.

الدول النامية أكثر هدراً

ولربما أن ثمة من يعتقد أن مشكلة الهدر والفقد الغذائي خاصة بالبلدان الأكثر ثراء، إلا أن تقديرات موقع "ستاتيستا" تشير إلى عكس ذلك، إذ إن المشكلة تنتشر في الدول النامية أيضاً، فبحسب آخر إحصاء أنتجه الموقع لعام 2020 تصدرت الصين بمعدل 91.65 مليون طن متري، ثم الهند بمعدل 68.66 مليون طن متري من الهدر الغذائي كل عام، ويعتبر متوسط ​​حجم الإنتاج للفرد في هذه البلدان أقل من 70 كيلوغراماً بالمقارنة مع أستراليا التي صنفت في آخر القائمة في قائمة الدول الـ25 في الإحصاء، وينتج الفرد فيها 102 كيلوغرام من مخلفات الطعام كل عام بمعدل هدر 2.56 مليون طن متري سنوياً، ومن أهم العوامل المؤثرة هنا كون البلدين الصين والهند لديهما أكبر عدد من السكان على مستوى العالم.

شارك الخبر: