• الساعة الآن 10:41 PM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

أسباب ودوافع الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة

news-details

من أنحاء غزة كافة، سحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي قواتها العسكرية، وأعلنت الإذاعة الرسمية للجيش الإسرائيلي انتهاء المناورة البرية في القطاع، وذلك بعد القضاء على 19 كتيبة لحركة "حماس" من أصل 24.

وكانت إسرائيل قد اجتاحت كل أراضي الجزء الشمالي من القطاع إضافة إلى مدينة خان يونس جنوباً وأجزاء واسعة من مخيمات محافظة دير البلح وسط القطاع، وبصورة مفاجئة ومن دون أي مقدمات على الأرض، جرت عمليات انسحاب قوات الجيش.

حراس محور فصل الشمال

ولم يبق أي جندي إسرائيلي في أرض غزة، سوى في شارع "970"، وهذا هو الطريق الذي دشنه الجيش ليفصل فيه شمال غزة عن جنوبها، ويوجد في ذلك الممر القليل من جنود "لواء ناحل"، وهذا الفريق المسؤول عن تأمين المحور الذي يمنع عودة النازحين إلى شمال القطاع.

لكن ما الدوافع وراء هذا الانسحاب الكامل للجيش الإسرائيلي؟ وهل هي لدفع عجلة صفقة تبادل أسرى جديدة، أو استجابة لشرط "حماس"، أم إنها لإراحة القوات والاستعداد لعملية عسكرية جديدة؟ وهل هي تلبية للضغط الدولي أو فعلاً جاءت لأن المناورة البرية انتهت؟

استعداد لرفح وأميركا تنفي

وفقاً للرواية الإسرائيلية الرسمية، فإن وزير الدفاع يوآف غالانت أعلن أن مغادرة القطاع تأتي للاستعداد لعمليات عسكرية جديدة، وأن الحرب البرية قد تستمر حتى تصل تل أبيب لوضع لا تسيطر فيه "حماس" على القطاع.

بقي في قطاع غزة منطقتان لم يجتحهما الجيش الإسرائيلي، وهي محافظة رفح التي يوجد بها أربع كتائب لحركة "حماس"، وأيضاً نحو 1.3 مليون نازح، إضافة إلى مدينة دير البلح ومخيم النصيرات التابع للمحافظة نفسها في وسط القطاع، وفي تلك المنطقة يوجد نحو 900 ألف نازح وكتيبة عسكرية واحدة لـ"حماس".

لكن البيت الأبيض اعتبر على لسان المتحدث باسمه جون كيربي، أنه ليس بالضرورة أن يعني انسحاب الجيش الاستعداد لعملية عسكرية وشيكة لهذه القوات.

نفي البيت الأبيض الاستعداد لعملية عسكرية وشيكة يدفع إلى الاعتقاد أن الجيش الإسرائيلي انسحب من القطاع لانتهاء المناورة البرية، وأنه سيذهب إلى المرحلة الثالثة من الحرب والتي تتمثل في تنفيذ ضربات عسكرية جوية ومحدودة ووفق عمليات استخباراتية، وأنه قد يستخدم هذا الأسلوب في رفح ودير البلح.

نتيجة خسائر

لكن في إسرائيل، تعتقد وسائل إعلام عبرية أن انسحاب القوات جاء بعد تكبد الجيش الذي يوجد في القطاع، خسائر فادحة، إذ قبل تراجع القوات تمكنت عناصر "حماس" من نصب مكمن قتل فيه 14 جندياً، كما فجرت عدداً كبيراً من الدبابات وناقلات الجند.

ويعتقد الباحث في الشؤون العسكرية الإسرائيلية روبي مرداي أن الانسحاب من ميدان القتال جاء لتقليص الخسائر البشرية، بخاصة أن الجنود ينتشرون في القطاع حالياً ولا مهام لديهم، وهذا سبب إضافي لأن يكون الجنود في حال إرهاق شديد بعد ستة أشهر من القتال.

ويقول مرداي "القيادات في الجيش تدرك ألا جدوى من بقاء أعداد كبيرة من ألوية الجيش داخل قطاع غزة، والاستمرار لفترة أطول لا يؤدي إلا لتعريض حياة مزيد من الجنود للخطر".

تلبية لضغوط دولية

بغض النظر عن ذلك، فمن المؤكد أن إسرائيل انسحبت لأهداف عدة وحقق تراجعها مكاسب لها، إذ بهذه الخطوة أظهرت للولايات المتحدة وبريطانيا أنها استجابت لمطالبهما في تغيير آليات القتال في قطاع غزة.

وبحسب القناة "14" العبرية، فإن الرئيس الأميركي جو بايدن هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعواقب وخيمة إذا لم يغير طريقة حربه في غزة، وحذره من إعادة أميركا النظر في طريقة دعمها تل أبيب إذا لم تتحسن ظروف المدنيين في غزة على وجه السرعة.

حسن نية لدفع صفقة التبادل

وفي بعد آخر لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة، فإن المراقبين السياسيين يعتبرون أنه جاء كبادرة حسن نية لإتمام مفاوضات تبادل الأسرى، وأيضاً استجابة لشرط "حماس" المتمثل في عدم الذهاب لأي صفقة إلا بعد انسحاب القوات الإسرائيلية إلى خارج حدود القطاع.

وبحسب موقع "واللا" الإسرائيلي، فقد استجاب المستويان العسكري والسياسي في إسرائيل لمطلب "حماس" في المفاوضات بانسحاب الجيش من القطاع، وهذا دفع المفاوضات غير المباشرة بين الطرفين في العاصمة المصرية القاهرة، قدماً.

ومنذ السبت السادس من أبريل (نيسان) الجاري توجهت وفود من "حماس" وإسرائيل والولايات المتحدة إلى القاهرة لبحث مسودة مقترح هدنة إنسانية، تتضمن وقف إطلاق النار وعودة النازحين وإطلاق سراح الرهائن.

وبحسب خليل الحية، نائب رئيس "حماس" ورئيس الوفد المفاوض في القاهرة، فإن حركته "ما زالت تتمسك بموقفها الذي قدمته للوسطاء، والذي يستند إلى وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب قوات الجيش من غزة، وعودة النازحين إلى أماكن سكناهم، وحرية حركة الناس وإغاثتهم وإيوائهم، وصفقة تبادل أسرى جادة".

وفي تلميح من نتنياهو يقول "نحن على بعد خطوة واحدة من النصر، ومن المتوقع الذهاب لوقف إطلاق النار، ولن يكون ذلك إلا بعودة الرهائن، إسرائيل دفعت ثمناً مؤلماً، وعلى رغم ذلك ما زالت تتعرض لضغوط دولية كبيرة". مضيفاً "لن أوقف الحرب بصورة نهائية إلا بعد القضاء على (حماس) في قطاع غزة بكامله، بما في ذلك رفح".

شارك الخبر: