كشفت صحيفة "واشنطن بوست"، الأحد، أن الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، أسرّ لمقربين، أنه يمكن أن ينهي حرب روسيا على أوكرانيا من خلال الضغط على كييف، للتخلي عن بعض الأراضي.
ووفقا لأشخاص مُطلعين على ما تصفه الصحيفة بـ "خطة" ترامب الخاصة بأوكرانيا، فإن الرئيس السابق، ينوي التغاضي عن انتهاك الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، لحدود معترف بها دوليا، بالقوة.
وقال أشخاص ناقشوا الأمر مع ترامب أو مستشاريه، تحدثوا للصحيفة دون الكشف عن هويتهم، إنه بموجب "مقترح ترامب" تتنازل أوكرانيا عن شبه جزيرة القرم ومنطقة دونباس الحدودية لروسيا.
تعليقا على ذلك، قالت الصحيفة إن من شأن هذا النهج، الذي لم يتم الكشف عنه سابقا، "أن يعكس بشكل كبير سياسة الرئيس بايدن، التي ركزت على الحد من العدوان الروسي وتقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا".
وكان كبير موظفي الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أندريه يرماك، قال إنه "يجب على الجمهوريين الأميركيين ومرشحهم للبيت الأبيض، دونالد ترامب، أن يتذكروا أنهم حزب رونالد ريغان وأنهم يدعمون أوكرانيا بينما تستعد القوات الروسية لهجوم كبير في مايو أو يونيو" وفق ما نقلت عنه مجلة "بوليتيكو".
وردا على سؤال من المجلة عما إذا كان يخشى إعادة انتخاب ترامب، أو أن حزمة المساعدات التي قدمها الرئيس جو بايدن لأوكرانيا بقيمة 60 مليار دولار لن يتم تمريرها في نهاية المطاف في مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون، حيث تم تأجيلها لعدة أشهر من طرف الموالين لترامب، قال يرماك إنه لا يعتقد أن الجمهوريين سوف ينسون رئاسة ريغان في الفترة من 1981 إلى 1989 وحملته في الحرب الباردة ضد "إمبراطورية الشر" في موسكو.
تفاخر
في سعيه للعودة إلى السلطة، تفاخر المرشح الجمهوري المفترض في كثير في مناسبات عديدة، بأنه قادر على التفاوض على اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا في غضون 24 ساعة إذا تم انتخابه، حتى قبل توليه منصبه بصفة كاملة.
ورفض ترامب مرارا الكشف عن خطته لإنهاء الحرب الروسية على أوكرانيا المستمرة منذ أكثر من عامين، وأودت بحياة عشرات الآلاف من الجنود والمدنيين "سريعا".
وكانت وسائل إعلام عديدة، نقلت شهر مارس الماضي، قول رئيس الوزراء المجري اليميني المتطرف، فيكتور أوربان، بعد اجتماع مثير للجدل مع ترامب في فلوريدا، إن الرئيس الأميركي السابق "لن يعطي فلسا واحدا" لأوكرانيا إذا أعيد انتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
وتشهد العلاقات بين أوربان والدول الأعضاء الأخرى في الاتحاد الأوروبي خلافات ترتبط بمجموعة من القضايا منها رفضه إرسال أسلحة إلى كييف وحفاظه على العلاقات الاقتصادية مع موسكو منذ غزو القوات الروسية لأوكرانيا في عام 2022.
وقال أوربان إن عودة ترامب إلى البيت الأبيض هي وحدها القادرة على إحلال السلام في أوكرانيا.
وأضاف في منشور على منصة أكس "كان رئيسا للسلام، لقد نال الاحترام في العالم، وهيأ الظروف للسلام... خلال فترة رئاسته كان هناك سلام في الشرق الأوسط وسلام في أوكرانيا.. نحن بحاجة لعودته أكثر من أي وقت مضى! شكرا على الدعوة، سيدي الرئيس!"
واشنطن بوست كشفت أيضا أن ترامب، قال في مجالس خاصة، إنه يعتقد أن كلاً من روسيا وأوكرانيا يريدان حفظ ماء الوجه، ويريدان مخرجًا، وأن الناس في أجزاء من أوكرانيا "سيكونون على ما يرام إذا كانوا جزءًا من روسيا".
ويحاول بعض أنصار ترامب إقناعه بعدم التوصل إلى مثل هذه النتيجة.
وقال السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري عن ولاية كارولينا الجنوبية)، الذي كان منتقدًا لترامب في السابق، ثم تحول إلى حليف، متحدثا عن بوتين "لا يمكنه الفوز في نهاية هذا".
وأعلنت روسيا في السابق أنها ضمت أراضي أوكرانية خارج منطقة دونباس وشبه جزيرة القرم، بينما قال زيلينسكي إنه لن يقبل التنازل عن أي منطقة.
وقالت إيما أشفورد، زميلة بارزة في مركز ستيمسون، وهو مركز أبحاث غير حزبي، إن تبادل الأراضي مقابل وقف إطلاق النار من شأنه أن يضع أوكرانيا في وضع أسوأ دون ضمانات بأن روسيا لن تعيد تسليح نفسها وتستأنف الأعمال العدائية، كما فعلت في الماضي. وقالت عن اقتراح ترامب "هذه صفقة فظيعة".
وخلال السنوات الثماني التي قضاها كحامل لواء الحزب الجمهوري، قاد ترامب تحولا صارخا في التوجه السائد للحزب ليصبح أكثر تشككا في التدخل الأجنبي مثل المساعدات العسكرية لأوكرانيا.
وأثنى ترامب باستمرار على بوتين، وأعرب عن إعجابه بحكمه الديكتاتوري وبذل قصارى جهده لتجنب انتقاده، وكان آخرها بسبب وفاة المعارض السياسي أليكسي نافالني في السجن.
ولم يدعو ترامب إلى إطلاق سراح إيفان غيرشكوفيتش، مراسل صحيفة وول ستريت جورنال المحتجز في روسيا لمدة عام دون اتهامات أو محاكمة.
وفي مكالمة هاتفية مع زيلينسكي في ذلك العام، وصفها ترامب بأنها "مثالية" آنذاك، ضغط الرئيس الأميركي على زيلينسكي للتحقيق مع بايدن والنظرية الفاشلة التي تقول إن أوكرانيا، وليس روسيا، هي التي سعت للتدخل في انتخابات عام 2016.