أكدت دراسة حديثة أن التدخين الإلكتروني يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بقصور القلب. وأظهرت الدراسة التي استمرت أربع سنوات أن أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية أكثر عرضة بنسبة الخمس تقريبًا للإصابة بالحالة المرضية القاتلة.
وقال الخبراء إن الأمر مثير للقلق جداً بالنظر إلى الأعداد الكبيرة من الشباب الذين يدخنون إلكترونياً. وقصور القلب هو حالة يصبح فيها القلب متصلبًا جدًا أو ضعيفًا جدًا بحيث لا يتمكن من ضخ الدم بشكل فعال كما ينبغي.
ويعاني أكثر من مليون بالغ في المملكة المتحدة ونحو 6.5 ملايين شخص في الولايات المتحدة من أعراضه المنهكة.
وتتبع الباحثون 175 ألف شخص بالغ في الولايات المتحدة، ووجدوا أن أولئك الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية كانوا أكثر عرضة بنسبة 19% للإصابة بقصور القلب.
وقال الدكتور ياكوبو بن الحسن، المؤلف الرئيسي للدراسة الجديدة، من MedStar Health في بالتيمور: "المزيد والمزيد من الدراسات تربط السجائر الإلكترونية بالآثار الضارة وتكتشف أنها قد لا تكون آمنة كما كان يعتقد سابقًا"، وفقا لديلي ميل.
وأضاف "مع المزيد من الأبحاث، سنكشف الكثير عن العواقب الصحية المحتملة ونحسن المعلومات للعامة."
سيتم عرض النتائج في المؤتمر العلمي السنوي للكلية الأمريكية لأمراض القلب اليوم.
وشملت الدراسة 175667 بالغًا أمريكيًا، بمتوسط عمر 52 عامًا. وأصيب نحو 3242 منهم بقصور في القلب خلال فترة المتابعة التي استمرت أربع سنوات.
ارتبط استخدام السجائر الإلكترونية بزيادة ذات دلالة إحصائية في خطر الإصابة بالنوع الأكثر شيوعًا من قصور القلب، والمعروف باسم قصور القلب مع الكسر القذفي المحفوظ (HFpEF) - حيث تصبح عضلة القلب متصلبة ولا تمتلئ بالدم بشكل صحيح بين الانقباضات.
ومع ذلك، لم يثبت أنه يزيد من خطر انخفاض الكسر القذفي (HFrEF) - حيث تصبح عضلة القلب ضعيفة ولا يضغط البطين الأيسر بقوة كما ينبغي أثناء الانقباضات.
وتعد هذه النتائج جزءًا من الأدلة المتزايدة حول الأضرار الصحية المحتملة طويلة المدى الناجمة عن التدخين الإلكتروني.
ورغم أن مسؤولي الصحة يعتبرونها عمومًا أقل ضررًا من التدخين، إلا أن الأبحاث السابقة وجدت أن السجائر الإلكترونية تسبب نفس الارتفاع في ضغط الدم ومعدل ضربات القلب التي تظهر بعد تدخين التبغ.
ووجدت دراسة أجريت الشهر الماضي أنها تسبب تغيرات في الخلايا مماثلة لتلك التي يحدثها التدخين، مما قد يؤدي إلى تحولها إلى خلايا سرطانية.
وتشير الأرقام إلى أن واحداً من كل خمسة أطفال جرب التدخين الإلكتروني على الرغم من أنه غير قانوني لمن هم أقل من 18 عاماً، بينما تضاعف عدد الأطفال الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية ثلاث مرات في السنوات الثلاث الماضية.
وقد دفع ذلك الحكومة البريطانية إلى تقديم مشروع قانون يهدف إلى مكافحة آفة التدخين الإلكتروني لدى الأطفال.
بموجب مشروع قانون التبغ والسجائر الإلكترونية، تم وضع صلاحيات جديدة لتقييد نكهات السجائر الإلكترونية والتعبئة والتغليف التي يتم تسويقها عمدًا للأطفال.
وقال جيمس ليبر، المدير الطبي المساعد في مؤسسة القلب البريطانية (BHF): "هذه هي أكبر دراسة حتى الآن تظهر صلة واضحة بين التدخين الإلكتروني وزيادة فرصة الإصابة بقصور القلب، وهو مرض موهن يمنع قلبك من العمل بشكل صحيح".
هناك حاجة إلى مزيد من الأبحاث لفهم كيف يزيد تدخين السجائر الإلكترونية من خطر الإصابة بقصور القلب، ولكن هذه النتائج المهمة تضيف إلى الأدلة المتزايدة على أن التدخين الإلكتروني له تأثير ضار طويل المدى على القلب والأوعية الدموية.