يعاني نحو نصف عدد البالغين الأمريكيين من ارتفاع ضغط الدم، وفقًا لما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم عاملًا رئيسيًا يساهم في الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية التي تعد من الأسباب الرئيسية للوفاة في جميع أنحاء العالم. وفي أمريكا، يعاني 1 من كل 5 بالغين من ارتفاع ضغط الدم بلا أن يدركوا ذلك.
ما مدى شيوع ارتفاع ضغط الدم، وما أهمية تشخيصه؟ كيف يتم علاجه؟ ما هي عوامل نمط الحياة التي بوسعها المساعدة على تقليل ارتفاع ضغط الدم؟ وبالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيصهم حديثًا بارتفاع ضغط الدم، ما هو أهم أمر عليهم تعديله؟
للإضاءة أكثر على الموضوع شرحت خبيرة الصحة لدى CNN، الدكتورة لينا وين، التي تشغل منصب طبيبة طوارئ وأستاذة مساعدة ملحقة في جامعة جورج واشنطن. وعملت سابقًا كمفوضة الصحة في بالتيمور، أن قياس ضغط الدم يتم بالملليمتر الزئبقي. الرقم الانقباضي (الرقم العلوي) يقيس الضغط في الشرايين عندما ينبض القلب، والانبساطي (الرقم السفلي) يقيس الضغط في الشرايين بين نبضات القلب.
ما هو ارتفاع ضغط الدم؟
وعرّفت ارتفاع ضغط الدم عمومًا عندما يسجل 130/80 ميليمتر زئبقي وما فوق، وهو ما يُعرف بالمرحلة الأولى لارتفاع ضغط الدم. وتتمثل المرحلة الثانية بثبات ضغط الدم على 140/90 ملم زئبقي وما فوق. أما ارتفاع ضغط الدم الشديد فهو عندما يبلغ 180/120 ملم زئبقي. تختلف العلاجات التي يقدمها مقدم الخدمة الطبية الخاص بك، اعتمادًا على ضغط دمك والأعراض المصاحبة له.
ما تأثير ارتفاع ضغط الدم على الصحة؟ أوضحت وين أنه قد يتسبّب بتلف أعضاء متعددة في الجسم، منها تلف الشرايين وأمراض القلب. كما قد يؤدي إلى انسداد الشرايين التي تزود الدماغ بالدم أو انفجارها، فيصاب المريض بالسكتة الدماغية. ويسبّب أيضًا أمراض الكلى المزمنة. ومن يعانون من ارتفاع ضغط الدم المزمن أكثر عرضة لحالات أخرى مثل الإصابة بالخرف. وإذا لم يعالج قد يكون قاتلاً.
في أمريكا، يعتبر ارتفاع ضغط الدم مساهمًا رئيسيًا بأكثر من 691 ألف حالة وفاة في عام 2021، بحسب ما ذكرته المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.
أعراض ارتفاع ضغط الدم
يعاني بعض الأشخاص من أعراض مثل ألم الصدر، والصداع، وضبابية الرؤية. وهذه الأعراض تدلّ على تلف الأعضاء، وبالتالي تُعتبر علامات متأخرة لارتفاع ضغط الدم. أما غالبية الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم لا يعانون من أعراض مرافقة له. لهذا من المهم التأكد دائمًا من فحص ضغط الدم.
هل هو شائع؟
ويُعتبر ارتفاع ضغط الدم بين الأمراض الأكثر شيوعًا، ويؤثر على نحو 48٪ من البالغين في الولايات المتحدة، حيث نسبة الرجال المصابين بارتفاع ضغط الدم أعلى من النساء.
وهذه الحالة أكثر شيوعًا لدى البالغين من البشرة السوداء غير اللاتينيين مقارنةً بالبيض غير اللاتينيين، واللاتينيين، والآسيويين. وتُعتبر أسباب هذه الاختلافات معقدة وتشمل مجموعة من العوامل البيولوجية والاجتماعية. بالإضافة إلى أن من لديهم تاريخ عائلي من ارتفاع ضغط الدم هم أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة، والأشخاص الأكثر تقدما في العمر أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم.
بحسب منظمة الصحة العالمية، يعاني نحو 1.28 مليار بالغ في العالم، تتراوح أعمارهم بين 30 و79 عامًا، من ارتفاع ضغط الدم. ولا يُدرك قرابة نصف هذا العدد أن لديهم إصابة بهذه الحالة، ويتم تشخيص وعلاج 42٪ فقط من المصابين بالمرض.
كيف نعالج ارتفاع ضغط الدم؟
هناك أنواع عديدة من الأدوية المعتمدة لعلاج ارتفاع ضغط الدم، تشمل مدرات البول التي تساعد الجسم على التخلص من الصوديوم والماء الزائد، وحاصرات بيتا التي تقلل من معدل ضربات القلب، وبالتالي تخفف من عبء عمل القلب، وحاصرات قنوات الكالسيوم ومثبطات الإنزيم المحول للأنجيوتنسين التي تساعد على استرخاء الدم وفتح الأوعية.
وهناك حبوب تجمع بين الأدوية ضمن فئات مختلفة. يبدأ بعض الأشخاص بتناول دواء واحد ثم يتحولون إلى دواء آخر. ويحتاج البعض الآخر إلى دواءين أو أكثر.
ويُنصح المرضى الذين تم تشخيص إصابتهم بارتفاع ضغط الدم بتغيير جوانب نمط حياتهم التي تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم لديهم.
نمط الحياة الصحي
إليكم 5 عادات صحية يجب الالتزام بها:
أولاً، ما هو مستوى نشاطك البدني؟ هل يتوافق مع توصية مراكز مكافحة الأمراض (CDC) بممارسة 150 دقيقة على الأقل أسبوعيًا من التمارين ذات الشدة المعتدلة على الأقل. ثانيا ما هو نظامك الغذائي الحالي؟ هل هو صحي ويشمل أطعمة كاملة ضمنًا الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة، أم أنه يحتوي على كميات كبيرة من الدهون المشبعة والأطعمة فائقة المعالجة؟ثالثا، ما مدى استهلاكك للدخان والكحول وتعاطي المواد الأخرى؟ كل هذه العناصر قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما يمكن أن تجعل السيطرة على ارتفاع ضغط الدم أكثر صعوبة، ويمكن أن تؤدي إلى تفاقم الآثار السلبية لارتفاع ضغط الدم.رابعًا، ما هو مستوى التوتر لديك؟ ربطت الدراسات بين ارتفاع مستويات التوتر وارتفاع ضغط الدم، وكذلك أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية.خامساً، هل تتمتع بوزن صحي؟ تشكلّ السمنة عامل خطر لارتفاع ضغط الدم. ومن ينتمون إلى فئة الوزن الزائد أكثر عرضة أيضًا للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويؤدي خفض الوزن من خلال تغيير نمط الحياة و/أو من خلال الأدوية، إلى التحكم بشكل أفضل في ضغط الدم.تشخيص الحالات والأولويات
قد يتمكن الشخص الذي تم تشخيص إصابته بارتفاع ضغط الدم قليلاً من البدء بتغيير نمط حياته بمفرده. من ناحية أخرى، من المهم بالنسبة لشخص يعاني من ارتفاع ضغط الدم أن يتناول الأدوية على الفور. وهذا هو التدخل الوحيد الأكثر أهمية الذي يتعين عليهم القيام به.
وهناك ضرورة للتحكم بارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل، تفاديًا لتراكم الضرر الذي يلحقه ارتفاع ضغط الدم بالجسم مع الوقت.