كشف الناشط والإعلامي في جماعة أنصار الله خالد العراسي عن قضايا بملايين الدولارات، ساخرا من إعلان الهيئة العامة للرقابة على المناقصات والمزايدات عن ضرورة تغيير لجان المناقصات في كل الجهات الحكومية، حيث أنها بهذا الاعلان كالذي يحوم حول المشكلة ولا يريد الاقتراب منها رغم معرفتها، حسب قوله.
وقال العراسي في منشور على فيسبوك رصدته "النقار": "بالأمس أعلنت الهيئة العامة للرقابة على المناقصات والمزايدات عن ضرورة تغيير لجان المناقصات في كل الجهات الحكومية. قرأت الإعلان وضحكت لأننا بهذا الإعلان كالذي يحوم حول المشكلة ولا يريد الاقتراب منها رغم معرفتها"، منوها بأن "مشكلتنا ليست في لجان المناقصات بالجهات الحكومية بقدر ما هي في تجاوز القوانين والأنظمة واللوائح".
وأضاف: "فمثلا مصنع الغزل والنسيج في طريقه إلى إعادة تشغيله، وهذه المرة لم ينتظر المتآمرون إلى أن يتم تشغيل المصنع ليعملوا على عرقلته، فقد بدأ التآمر منذ بدء تنفيذ إجراءات إعادة التشغيل، ومنها على سبيل المثال لا الحصر إجراءات شراء منظومة طاقة شمسية للمصنع بالأمر المباشر وبدون مناقصة لا عامة ولا محدودة، وبمبلغ يقارب مليون دولار، وبفارق سعر مائة وعشرين ألف دولار عن سعر آخر مقدم وبمواصفات أقل كفاءة".
وتابع العراسي: "مع العلم أن الفارق كان أكبر وتقلص بعد أن أبلغت ادارة المصنع وزير المالية بأن هناك عروض باسعار اقل وبضاعة أفضل فقام التاجر بسحب العرض السابق وموافاة المصنع بعرض آخر يوجد لدي صورة من العرضين مع العروض الخاصة بالشركات الأخرى، وذلك بسبب فرض وزير المالية بشكل غير مباشر بأن يتم الشراء من تاجر معين"، مشيرا إلى أنه "لو عملوا بالقانون وبمناقصة عامة وإعلان بالصحيفة واجراءات قانونية وتنافس شريف لما حدثت هذه الكارثة وغيرها من الكوارث التي تمت".
وسرد مثالا آخر لفساد سلطة صنعاء وهو "كارثة إمداد عدد (١٠٥) مستشفيات بالطاقة الشمسية بمبلغ سبعة ملايين دولار على حساب (صندوق تنمية الحديدة) وأيضا بالأمر المباشر من وزير المالية وبدون مناقصة وبدون اجراءات قانونية وأيضا بشكل حصري على تاجر واحد"، موضحا أن "الغريب في الموضوع هو أنه كان يتم إمداد المستشفى بعشرة أضعاف حاجته وطلبه وكأن الموضوع عبارة عن تصريف بضاعة. ورغم الكم الهائل من ألواح الطاقة الشمسية المركبة لكل مستشفى، إلا أن الشكاوى بدأت وتؤكد أن المنظومة لم تفد، فلا وفرت كهرباء بالقدر المطلوب ولا وفرت ديزل، وهناك كوارث أخرى أيضا تمت وبنفس الطريقة... منها مشروع جزيرة كمران الذي تم الانتهاء منه قبل ستة أشهر والى الان لم يرى النور ولم يتم ربطه بالشبكة ولم يشتغل، ومثله مثل غيره من المشاريع التي تعاني من تعثر واختلالات... وهناك كوارث اخرى ستتم قريبا جدا ويجري الإعداد لها حاليا وهي مشاريع ومشتريات بملايين الدولارات وأيضا بالأمر المباشر وفي أحسن الاحوال بمواصفات مفصلة على تاجر معين".
وأكد العراسي أن "كل المشاريع والمشتريات المنفذة على حساب وتمويل كلي أو جزئي من وحدة التدخلات المركزية أو صندوق تنمية الحديدة مليئة بالفساد الوخيم والاختلالات الفنية الكبيرة (يعني فساد وتدمير متعمد) ولكم أن تتخيلوا أن إجمالي مشاريع ومشتريات الطاقة الشمسية من تاجر واحد بلغت مائة وخمسة وعشرين مليون دولار (125,000,000$)، ويتم الإعداد والتحضير لمنحه حاليا مشاريع بمبلغ مساو. والكارثة القادمة في محافظة الحديدة بمبلغ ضخم جدا".
واختتم الناشط العراسي منشوره بالقول إن "كل هذه الكوارث والموظفين يستلمون نصف مرتب شهري هزيل كل ستة إلى سبعة أشهر بمعدل راتب في العام ببركة وزير المالية".