من يريد المستقبل، عليه ان يتعاطي مع الماضي باعتباره تاريخا تؤخذ منه العظة والعبرة.
أما وانك تريد ان تستحضر الماضي وتطبقه على ارض الواقع في زمن مختلف، فانت كمن يحكم على نفسه بإدارة عجلة التاريخ الى الوراء .. (عجلة التاريخ لا تدور إلا إلى الامام)
تفجير المنازل هو جزء من الماضي الذي ذهب ولن يعد، والسعي لاستعادته بهذه الصورة التي رأيناها في رداع البيضاء، هي استحضار للماضي الذي يفخخ الحاضر.
في قرانا سمعنا كثيرا عن ظاهرة نهب وهدم واحراق المنازل في عهود الأئمة والاتراك، بل انه حصل احراق لقرى بعد نهب ما تحتويه منازلها، كان ذلك خلال القرنين الماضيين.
مثل هذا السلوك الهجمي حفر ندوب في المجتمعات توارثتها الاجيال، بغضا وكرها.
اعادة مثل هذا السلوك في القرن الواحد والعشرين لا يعني سوى استعادة ما توارثته الاجيال من بغض وكراهية تجاه من يقوم بهذا السلوك الهمجي الذي لن يكون الا وابلا على من يمارسه.
اليوم لدينا دستور وقوانين ينبغي الاحتكام لها، وان لم يحتكم لها الحاكم، فإنه يشجع المواطن للتمرد عنها، وحينها سيواجه كل عنف بعنف مضاد بعيدا عن الدستور والقانون.
القوانين والدستور منظومة متكاملة، وتطبيقها يبدأ من الحاكم ليكون قدوة للمواطن، وبغير ذلك سنسير في سرداب غير منتهي المتاهات.
اذا اردتم انتم وغيركم المستقبل اقتفوا سلوك الدولة.