كشف الناشط والإعلامي في أنصار الله خالد العراسي عن فوضى وتلاعب فاضح من قبل جهات نافذة في استغلال الأرقام الضريبية التي تكون خاصة بأشخاص محددين والقيام بيعها أو تأجيرها لممارسة أعمال تجارية وإجراء صفقات واستيراد بضائع، دون علم أصحابها أو بتواطؤ منهم.
وقال العراسي في منشور على فيسبوك رصدته "النقار"، مرفقا إياه بوثيقة مرفوعة من مدير عام الشؤون القانونية بمصلحة الضرائب إلى رئيس المصلحة حول تسديد ضريبة البيانات الجمركية بأسماء مكلفين من دون علمهم: "يوجد أشخاص يتم استخدام أرقامهم الضريبية دون علمهم وعندما يتم مطالبتهم بدفع رسوم ضريبية يقولون بأن هذه البضائع التي دخلت بأرقامهم الضريبية ليست لهم ولا علاقة لهم بها ،على أساس أن المخلص الجمركي هو من استخدم البطاقة دون علمه أو بسبب التفويض..."، مشيرا إلى أن "الأعذار كثيرة".
وأضاف: "الموضوع شائك، وهناك أرقام ضريبية خاصة بأشخاص توفوا ومع ذلك تم تفعيلها، وهناك بطائق باسماء وهمية وهناك بطائق بأسماء أشخاص وهم لا يعلمون عنها شيئا، وهناك بطائق يستخدمها صاحبها لمدة عام وينتهي منها ويبحث عن بطاقة أخرى باسم آخر، والاهم من هذا كله هو وجود كثير من البطائق الضريبية بأسماء ناقلين وتحول الناقل الى واجهة للمستورد الحقيقي".
وتابع العراسي: "والمشكلة أن جميع هذه البطائق يتم تجديدها بشكل طبيعي جدا دون دفع المبالغ المستحقة للدولة نتيجة الأعمال التجارية (الاستيراد) التي تمت طوال العام، لدرجة أن هناك كثيرا من التجار الكبار تتدفق إليهم قاطرات بضائعهم بدون أن يكون لديهم أرقام ضريبية".
وأوضح ساخرا: ما بش معاك عمل وتشتي زلط مثل الرز وتعمر وتفتهن وترتاح؟ اقطع بطاقة ضريبية وأجرها أو بيعها لمكتب تخليص جمركي أو لتاجر استيراد وعترجع مليونير خلال عام واحد، أما حق الدولة فما بش قلق فهناك تهاون كبير جدا وما بش من يتابع. طيب ما هو الذي بايستفيد منه التاجر لما يدخل بضائع ببطاقة غيره؟ يستفيد أولا أن اسمه لم يدخل ضمن كبار المكلفين بحسب حجم تجارته ويستفيد أنه لا يدفع ضريبة الأرباح ويستفيد أنه لا يدفع أي فوارق ضريبية متبقية في تصفية الحساب نهاية كل عام...".
وأكد أنه "مع كل هذا الإجرام المدروس والممنهج.. لم يتم إحالة قضية واحدة فقط إلى نيابة ومحكمة الضرائب. فرغم سهولة الحلول إلا أن الاشكالية عالقة منذ أعوام وفي أحسن الأحوال يدقوا مخلص جمركي ككبش فداء بينما صاحب الرقم الضريبي وصاحب البضاعة هما الأهم في هذه العملية، أما المخلص فلا يتم إدخال أي بضاعة باسمه ومهمته محدودة ومعروفة"، موضحا أن "نبش هذا الملف سيتسبب بفضح أسماء كثيرة وشخصيات كبيرة".
واختتم العراسي منشوره بالتأكيد على ضرورة وضع حل لهذا التلاعب الفاضح وأن "أول خطوة يجب أن تتم بشكل سريع وعاجل هي حصر الأرقام الضريبية وإشعار أصحابها أنهم يتحملون مسؤولية أي بضائع تدخل باسمهم ومن لا يستلم الإشعار ويكتب التعهد بشكل رسمي فيعتبر اسما وهميا أو شخصا متوفيا ويجب الغاء بطاقته الضريبية فووورا"، مضيفا: "هذا إجراء عاجل يجب أن يتم ثم يليه النبش والمحاسبة والتحري والتدقيق لكل عمليات الاحتيال واستعادة كل المبالغ التي حرمت منها خزينة الدولة".