• الساعة الآن 04:55 AM
  • 17℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

تفاصيل تحرك إسرائيلي لتقسيم قطاع غزة

news-details

 

كشف مسؤولون عسكريون إسرائيليون لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، أن جيش الإسرائيلي "يمهد طريقا يقسم قطاع غزة إلى جزء شمالي وآخر جنوبي"، ضمن خططه للحفاظ على سيطرته الأمنية على القطاع.

وقالت الصحيفة إن "الطريق الذي يمتد من جنوب مدينة غزة لحوالي 5 أميال، بداية من الحدود الإسرائيلية وحتى ساحل البحر المتوسط، يعتبر جزءا من جهود إسرائيل لإعادة تشكيل تضاريس القطاع وتسهيل حرية حركة للجيش وإحكام قبضته على المنطقة".

ويسمح الطريق بتحرك القوات الإسرائيلية بشكل سريع في قلب القطاع عبر طريق آمن، في وقت يسيطر فيه الجيش الإسرائيلي على الطرق الرئيسية بين شمالي وجنوبي قطاع غزة.

لكن الصحيفة نقلت عن محللين أيضًا، أن الطريق يمكن استخدامه كحزام عسكري يمر بقلب القطاع، "يساعد على منع عودة حوالي مليون نازح فروا إلى الجنوب"، وسط القصف ودعوات الإخلاء الإسرائيلية خلال الأشهر الأولى من الحرب.

وأوضحت صور بثتها القناة 14 الإسرائيلية، السبت، أن الجيش الإسرائيلي "يخطط لتدمير المنازل والمباني على طول جانبي الطريق، ويعمل على توسعته ليكون أكثر فائدة للقوات". ورفض الجيش التعليق على تلك الصور.

وأفاد أحد المسؤولين العسكريين بأن القوات الإسرائيلية ستتولى حراسة الطريق منعا لتعرضه لهجمات مسلحة.

ويمثل الطريق جانبا من استعدادات الجيش الإسرائيلية لمرحلة ثانية من الحرب، يخطط فيها للانسحاب من المناطق المأهولة والتركيز على الغارات التي تستهدف حركة حماس (المدرجة على قائمة الإرهاب الأميركية)، وفق الصحيفة.

كما تأتي الخطوة في وقت تعمل فيه إسرائيل على بناء منطقة عازلة بطول حوالي كيلومتر داخل حدود غزة، يُمنع الفلسطينيون من دخولها، بحسب الصحيفة.

وطالما واجهت إسرائيل انتقادات بسبب فكرة المنطقة العازلة، حيث حذرت الولايات المتحدة في أكثر من مناسبة من فكرة تغيير حدود غزة أو تقسيم أراضيها.

الطريق الرابط بين الشرق والغرب في القطاع، من المقرر أن يتم استخدامه حتى اكتمال العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، والتي بحسب مسؤولين إسرائيليين قد تستمر لأشهر أو حتى سنوات.

يذكر أن إسرائيل قالت في أكثر من مناسبة، إنها "لا تسعى لاحتلال غزة بشكل دائم"، لكن الهدف هو ضمان ألا يشكل القطاع أي تهديد مستقبلي على إسرائيل.

وأشعل فتيل الحرب هجوم غير مسبوق على إسرائيل شنته حركة حماس في 7 أكتوبر، قُتل خلاله أكثر من 1160 شخصا، وأسر 250 شخصا ونقلوا إلى غزة، وفقا لحصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادا إلى بيانات إسرائيلية رسمية.

وردا على هجوم حماس، تعهدت إسرائيل بـ"القضاء على حماس" التي تحكم قطاع غزة منذ عام 2007.

وخلفت العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة أكثر من 29 ألف قتيل، معظمهم نساء وأطفال، حسب سلطات الصحة في القطاع، بالإضافة إلى دمار هائل وأزمة إنسانية كارثية، وفق الأمم المتحدة.

فشل مجلس الأمن الدولي من جديد في التصويت لصالح مشروع قرار يدعو لوقف إطلاق النار بشكل فوري في قطاع غزة لأسباب إنسانية وإيصال المساعدات بعد أن استخدمت الولايات المتحدة الثلاثاء حق النقض.

ونقلت "وول ستريت جورنال" أيضًا عن المسؤولين الإسرائيليين، أنه "لا نية لإعادة النازحين الفلسطينيين (إلى مناطقهم) على الأقل حتى نهاية العمليات العسكرية في الشمال، وإبرام صفقة تعيد جميع المختطفين لدى حماس"، البالغ عددهم نحو 134 شخصا، وفق الجيش.

وحول المدة التي ستواصل فيها القوات الإسرائيلية استخدام الطريق، قالت الكولونيل المتقاعدة في الجيش الإسرائيلي، ميري آيسين، إنه يمكن وصف الأمر بأنه "مؤقت طويل الأمد، ربما يستمر طوال عام 2024".

وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، جاكوب ناغل، للصحيفة الأميركية، إن هذا الممر "سيفصل الجزء الشمالي في غزة بشكل واضح عن بقية القطاع".

وأضاف أنه "من غير المحتمل أن يتم بناء جدار محاذي للطريق"، لكنه أوضح أنه ربما يتم إنشاء "نقاط عبور مختلفة" بين شمالي وجنوبي القطاع مع حراسة أمنية.

 

شارك الخبر: