• الساعة الآن 06:41 AM
  • 14℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

عُقدة أنصار الله من الكلمة.. لماذا يهاجم الذباب الحقائق في المنصات؟

news-details

خاص – النقار

من يقنع ناشطي أنصار الله أن تأسيس منصات التواصل الاجتماعي كان غرضه الأول هو التواصل الاجتماعي؟! أي إنه فضاء مفتوح لمعرفة ما يريده الآدمي وقول كل ما يريده متى ما أراد.

من يقنع ذباب صنعاء الإلكتروني أن مطاردتهم الناس الذين ينتقدون الجماعة لا تقل صهينةً عن سياسات ومعايير "الفيس بوك" الذي يلاحق مناصري غزة ضد إسرائيل؟

من يقنعهم أننا في القرن الحادي والعشرين، وأن القضايا أصبحت في متناول الأيدي وحرية الكلمة باتت أمراً مفروغاً منه، ولا يجدر بعاقل أو مجنون قمع "الكلمة" في فضاء مفتوح هو منصات الإنترنت؟

ما الذي يزعج أنصار الله في كلمات يقولها نشطاء على منصة "إكس"؟ هل لأنهم يقولون ما لا تريد الجماعة سماعه؟ أم لأن الجماعة تتعامل مع الحقيقة على أنها ملك لها؟ ما هي الحقيقة التي بجعبة أنصار الله إذن؟ هل يعني ذلك أن الجماعة تطارد "الحقيقة" من أجل "الحقيقة"؟! وأي حقيقة.

ما يفعله نشطاء أنصار الله من تعدٍّ على حق الناس في التحدث عن فسادهم، هو مضحكة من مضحكات العصر، لأنهم لا يدافعون عن أنفسهم، وفقط يقومون بشتم النشطاء ومهاجمتهم بأقذع الألفاظ، رغم أن حق الرد مكفول لهم، وحق التوضيح حول ملفات الفساد التي تتكشف يوماً بعد آخر هو حق طبيعي حتى وإن زيّفوا الحقائق واتخذوا من اللف والدوران سبيلاً، إلا أنهم يكتفون بالشتائم فحسب.

وبعيداً عن الفساد حتى، يُتهم أنصار الله باللعب السياسي غير النظيف من خلال ورقة الحرب الإسرائيلية الدموية على قطاع غزة، وهي وجهات نظر يقولها الكثيرون على المنصات، إلا أن أنصار الله يقابلون وجهات النظر هذه بعقول خفيفة دائماً، رغم أن لديهم القدرة على الرد وتفنيد ما هو حاصل والدفاع عن أنفسهم. لكن الجماعة تعتقد أنها غير مضطرة للدفاع عن نفسها، وبما أنها كذلك، فقد كانت الجماعة غير مضطرة أيضاً للسيطرة على السلطة، فمن الذي جعلها مضطرة للسيطرة؟ لم تدرك الجماعة حتى اليوم بعد أكثر من تسع سنوات من العبث في الدولة، أن السلطة يقابلها حق الناس في المعارضة والنقد والمعرفة، وأن ما تقوم به الجماعة من صبيانية ضد الناس يوصف بالعجز عن مواجهة الحقائق والعجز عن القيام بمهام دولة محترمة أو حتى دولة معقولة.

أنصار الله يحشدون مواليهم ويجمعون الموظفين والمغلوبين على أمرهم كل يوم جمعة لتشكيل المليونيات، فكم عدد اليمنيين في الشوارع الذين لا يذهبون يوم الجمعة إلى هذه المسيرات؟ اسألوا الجماعة نفسها عن ذلك. الناس الذين يذهبون إلى مصالحهم يوم الجمعة وتكتظ بهم الشوارع ولا يفضلون الذهاب إلى المسيرات، هل هم مواطنون خارجون عن الملة؟ أم لا يؤمنون بقضية غزة وفلسطين ويقفون في صف الإسرائيلي؟! أم لأنهم يدركون أن الجماعة لا تسمن ولا تغني من جوع؟ الحقيقة كلها في هذه، أن الجماعة لا تسمن ولا تغني من جوع.

على الجماعة أن تكف عن تصرفاتها الصبيانية ضد النشطاء الذين يتمسكون بعقولهم ويؤمنون بما تراه أبصارهم من واقع مُخزٍ، ولا استعداد لديهم لبلع المشروع الطائفي حتى لو جفَّت أرياقهم.

شارك الخبر: