خاص | النقار
هل جملة "افتحوا المعابر عن فلسطين"، والتي ترددها سلطة صنعاء على الدوام في وجه مصر والأردن فضلا عن الكيان الصهيوني، هي يا ترى نفس جملة "افتحوا المعابر عن الحوبان" والتي لا تريد تلك السلطة أن تسمعها على الإطلاق؟!
سؤال يبدو محرجا أو لا محل له من الإجابة، فالظروف من وجهة نظر سلطة صنعاء مختلفة والحيثيات ليست واحدة هنا وهناك.
كثيرا ما راحت سلطة صنعاء تشرح أسبابها التي تدعوها دائما إلى استمرار إغلاق الطرقات والمعابر في تعز وغيرها من المحافظات، بلسان حال يقول إن تعقيدات المشهد تفرض إبقاء الوضع على ما هو عليه.
لكأنها بذلك تريد أن تقول لمن هو خارج المشهد بأن تلك التعقيدات فقط هي التي تمنعها عن فتح المعابر وإلا فإن رغبتها الشديدة هي في أن تكون المعابر والطرقات مفتوحة، فتعتقد أنها قد أعطت بتلك المبررات أسبابا منطقية يتفهمها كل من قد يطرح عليها المسألة.
المفارقة أنها قد تسمع من المصريين أو الأردنيين نفس المبررات التي تحول دون فتحهم المعابر للفلسطينيين فتسخر منها كثيرا ولا تقبلها بأي حال من الأحوال، بل ترى أنها تهرب وتخل وإمعان في خنق الشعب الفلسطيني الذي هو مخنوق أصلا بفعل الاحتلال الصهيوني الغاصب. وبحسب منطق سلطة صنعاء بأن من هو خارج المشهد لا يعرف نوعية وطبيعة التعقيدات التي يعيشها ويكابدها أصحاب المشهد أنفسهم، فإن من غير المنطقي أن يظل الشارع العربي يجلد المصريين والأردنيين بسبب كونهم مستمرين في إغلاق المعابر عن الفلسطينيين وتحويل الوطن الممزق والمحتل إلى سجن كبير، تماما مثلما أنه من غير المنطقي في نظر سلطة صنعاء أن يظل الشارع اليمني يجلدها بسبب إغلاقها المعابر والطرقات في هذه المحافظة أو تلك.
لكن في الوقت نفسه مثلما أنه لا تبريرات أولئك قد تعفيهم في نظر الشعب العربي من محيطه إلى خليجه من مسؤوليتهم التاريخية تجاه الفلسطينيين فكذلك تبريرات سلطة صنعاء لا يمكن أن تعفيها من مسؤوليتها التاريخية في نظر الشعب اليمني تجاه مواطنين يمنيين تقطعت أوصالهم بفعل ذلك الحصار الناجم عن قطع الطرقات والمعابر.
فهل تدرك سلطة صنعاء ذلك؟ أم أنها ستستمر في مزايدة فاضحة مفادها الالتفات إلى أصوات الفلسطينيين وصم آذانها عن أصوات مواطني الداخل الذين لا تختلف معاناتهم عن معاناة أولئك في شيء، حصارا وتجويعا وتقتيلا وشرذمة؟!