شبكة النقار | خاص | د. إسكندر غالب
قدم أنصارالله عبر وسطائهم ضمانات للحشود القبلية التي اعتصمت في ميدان السبعين للمطالبة بإيقاف حكم إعدام بحق مواطنين من #خولان الطيال، ومن أجل إطلاق سراح الشيخ أبو زيد الكميم المعتقل في سجون صنعاء، قدم وسطاء الحوثي للمعتصمين القبليين ضمانات بحل القضيتين مقابل فض الإحتشادات، قدموها بطريقة العدال القبلي، وهو ما جعل مشائخ القبيلتين يقبلون ويتفائلون، لكنهم لم يتوقعوا أن الأمر مجرد تلاعب وكذب وذر رماد، هذا ما أدركوه خلال الأيام الأخيرة.
بعد انقضاء المدة التي حددتها لجنة الوساطة برئاسة الشيخ المقدشي رئيس لجنة الوساطة مع #قبائل_الحداء الذين اعتصموا للمطالبة بإطلاق سراح الشيخ أبو زيد الكميم، بعد انقضائها، تفاجأوا بعدم التجاوب معهم، وحينما ذهبوا لـ(مكتب السيد) وهو المعني بإرسال لجنة الوساطة، قالوا لهم بأن العدال الذي تم كان قبلي، ولا شأن للحكومة به، ولن يطلقوا أيّ معتقل بسبب التظاهرة، مع تأكيدهم بمنع أي احتشادات بميدان السبعين.
وبالمثل تعامل الحوثيون مع ضمانة الشيخ الشائف لقبائل #خولان ، من أجل إيقاف حكم الإعدام بحق 11 شخص من خولان. ذهب المنتظرون للتنفيذ للإجتماع بمكتب المشاط وهو المعني بلجنة الوساطة، وتفاجأوا بردهم الذي قالوا فيه: لا شأن لنا بالوعود والضمانات، قضيتكم مع القضاء، تواصلوا بالقاضي والجهة المختصة، ويمنع تكرار الإحتشاد في #ميدان_السبعين.
هذا الأسلوب السياسي، يتبعه تجاهل حقيقي للقضايا، وتنصل عن الضمانات والوعود، وتحذيرات بعدم تكرار الإحتشادات، مع إجراءات لاحقة للحيلولة دون حدوث أي اعتصامات جديدة، تمامًا كما حدث في كثير من النماذج السابقة، وهذه بمجملها تعتبر محاولات غريبة إلى حد ما بنظر مراقبين، ففي البداية يستخدمون شخصية قائدهم كنوع من إيهامهم بأن الرجل يتابع قضايا الناس، ويعدهم بالحل، ومع دخول الوسطاء تصير القضية بعد ذلك وساطة وضامن وأطراف أخرى. وهو بالفعل ما حدث مع النموذجين الأخيرين.
إنها حالة من ذر الرماد على العيون، وملافاة ممنهجة أمام لجوء الناس للمطالبة بحقوقهم عبر الشارع، وهي تحجيم متبع للحيلولة دون توسع كرة الثلج القبلية، فلو نجحت مطالبة حقوقية عبر الشارع سيتخذها الناس أسلوبًا فعالًا للحل، ولكنها في المقابل وسائل غير مجدية بطرق تلاعبية غير صادقة.