• الساعة الآن 10:10 PM
  • 16℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

روايات عن أكل "العشب ولحم الحمير".. ماذا يحدث في غزة؟

news-details

"النوم هو الشيء الوحيد الذي يمكن أن يلهي أطفالي عن الشعور المؤلم بالجوع".. كلمات تعكس بها الفلسطينية هنادي الجمارة (38 عاما) بعضا من تفاصيل الحياة القاسية التي يعيشها سكان قطاع غزة المحاصر، وذلك في وقت حذرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن "خطر المجاعة مرتفع ويتزايد كل يوم" هناك.

وفي تقرير لشبكة "سي إن إن" الأميركية، قالت الأم لسبعة أطفال، إنها أصبحت "تتسول الطعام" في شوارع مدينة رفح الطينية، لتطعم أبناءها وزوجها مريض السرطان والسكري.

وفي شمال غزة، أوضح أخصائي العلاج الطبيعي، محمد حمودة، أن كثيرين من أقاربه وأصدقائه لا يزالون في شمال قطاع غزة. وأضاف الأب لثلاثة أطفال في تصريحات للشبكة الأميركية: "يأكلون العشب ويشربون المياه الملوثة".

يذكر أن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، أكد، الأربعاء، أن المنظمة تواجه "تحديات خطيرة" لتوصيل المستلزمات الطبية إلى القطاع. وأضاف: "نواجه صعوبة شديدة حتى في الوصول إلى المستشفيات جنوبي غزة".

وأردف: "ترد تقارير بوقوع قتال عنيف قرب المستشفيات في خان يونس، مما يعرقل بشدة وصول المرضى والموظفين والمستلزمات إلى المرافق الصحية".

قتال عنيف في خان يونس والأمم المتحدة تدعو لمواصلة 

وأشار أدهانوم غيبريسوس إلى أن موظفي المنظمة على الأرض يتحدثون عن تزايد نقص الأغذية بين المرضى وموظفي القطاع الصحي في غزة.

وقال: "خطر المجاعة مرتفع ويتزايد كل يوم، مع استمرار الأعمال العدائية وتقييد وصول المساعدات الإنسانية.. كل شخص يتحدث مع فرقنا يطلب الأغذية والمياه".

 

"موت القنابل أفضل"

تطرق إلى التحذير من المجاعة أيضًا، برنامج الأغذية العالمي، حيث أكد، الثلاثاء، أن كميات قليلة جدا من المساعدات الغذائية تجاوزت جنوبي قطاع غزة إلى شماله منذ بداية الصراع، وأن خطر حدوث مجاعة في مناطق بالقطاع الفلسطيني "لا يزال قائما".

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدثة باسم البرنامج في الشرق الأوسط، عبير عطيفة، قولها إنه "من الصعب الوصول إلى الأماكن التي نحتاج إليها في غزة، وخاصة في شمال غزة".

وتابعت: "كميات قلية جدا من المساعدات تجاوزت الشطر الجنوبي من قطاع غزة.. أعتقد أن خطر وجود جيوب من المجاعة في غزة لا يزال قائمًا إلى حد كبير".

وفي تصريحاتها لشبكة "سي إن إن"، قالت الجمارة: "نحن نموت ببطء.. أعتقد أن الموت بالقنابل أفضل لنا.. نموت الآن من الجوع والعطش".

وحول وضع أطفالها حاليا، قالت: "إنهم ضعفاء ويعانون من إسهال دائم ووجوههم أصبحت صفراء. ابنتي البالغة من العمر 17 عاما، تبلغني بأنها تشعر بالدوار، وزوجي لا يتناول الطعام".

وفي ظل الأوضاع المأساوية للسكان شمالي القطاع، قال حمودة إنه بلغه من أصدقاء له في جباليا، أن بعض الأشخاص في ظل عدم وجود الطعام، "قاموا بوقت سابق من هذا الشهر بذبح حمار ليأكلوا لحمه".

وفي تقرير لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، قالت سيدة تدعى عبير (43 سنة) وتعيش في خيمة بمدينة رفح جنوبي القطاع قرب الحدود مع مصر: "نعيش 11 شخصا في خيمة ضيقة جدا". وتابعت أنه على الرغم من ذلك "من يملك خيمة هو محظوظ جدا".

 

لحظة دمرت كل شيء

نزحت عبير مع بداية الحرب رفقة أسرتها إلى مدينة خان يونس شمالي رفح، وظلوا هناك حتى مطلع ديسمبر الماضي، حيث نزحوا مجددا تحت القصف إلى رفح، وحصلوا على خيمة من وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، وباتت منزلهم منذ ذلك الوقت.

وتشير إحصائيات الأمم المتحدة أن 1.7 مليون شخص في قطاع غزة نزحوا منذ السابع من أكتوبر، وباتت الخيام تكتظ بالنازحين في مدينة رفح، ووصل عددهم إلى مليون شخص.

ووصفت عبير الأوضاع السيئة والخيام المهترئة في ظل دخول فصل الشتاء، إنها "درست وعملت وقامت ببناء منزل مع زوجها وأنجبت أطفالا، وكل ذلك دُمر في لحظة واحدة".

أما نور الحلو (44 عاما) الأم لثلاثة أطفال، فقد نزحت إلى رفح من مخيم جباليا قرب مدينة غزة شمالي القطاع، وقالت في تصريحات لمركز بتسليم الحقوقي الإسرائيلي: "نعيش في خيمة مساحتها 20 مترا نصبناها من الخيام والبطانيات. نحن 32 شخصا بداخلها، من بينهم 14 طفلا. وفي الليل ننام قريبين من بعضنا البعض، ويكون النوم صعبا بسبب الزحام والبرد والمطر".

وتحدثت عن أزمة المياه النظيفة أيضًا، حيث ترسل أطفالها لملء العبوات من مدرسة مجاورة لا يوجد فيها ماء يكفي للشرب أو الغسيل أو الاستحمام، وقالت: "لم نغتسل لمدة شهر ونصف بسبب قلة المياه".

وأشارت في حديثها إلى طابور انتظار طويل على دخول المرحاض، ولفتت أيضًا إلى نقص مستلزمات النظافة الشخصية الخاصة بالنساء، فقالت: "نستخدم قطع قماش ونغسلها بعد ذلك، لكن الأمر صعب جدا بسبب نقص المياه أيضًا".

وما يزيد من محنة السكان، التهديد الذي تتعرض له المساعدات التي تديرها وكالة أونروا التابعة للأمم المتحدة، بعدما اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها البالغ عددهم 30 ألفا، بالتورط في هجمات حماس في 7 أكتوبر.

وعقب الاتهامات التي وجّهتها إسرائيل إلى موظفي الأونروا، علّقت 13 دولة تمويلها للوكالة، في انتظار أن تقدّم توضيحات حول ذلك.

وحذر رؤساء وكالات إنسانية تابعة للأمم المتحدة في بيان مشترك، الأربعاء، من أن قطع التمويل عن وكالة "الأونروا" سيكون له "عواقب كارثية" على غزة.

من جانبها، أكدت أونروا أنها فصلت الموظفين المتهمين، بينما توفي اثنان منهم، مؤكدة أنها فتحت تحقيقا في الاتهامات.

شارك الخبر: