• الساعة الآن 03:24 PM
  • 21℃ صنعاء, اليمن
  • -18℃ صنعاء, اليمن

ما الذي ستخسره أميركا إذا انفصلت تكساس؟

news-details

 

ولاية تكساس تمتلك اقتصادًا قويًا يحتل المرتبة التاسعة عالميًا، متفوقًا على دول كبيرة مثل روسيا وإسبانيا وأستراليا، مساهمًا بشكل كبير في القوة الاقتصادية والازدهار العام للولايات المتحدة. وتعتبر تكساس المركز الرئيسي لإنتاج الطاقة في البلاد، حيث تنتج وتكرر معظم النفط والغاز في البلاد، بالإضافة إلى قيادتها في مجال الطاقة المتجددة كالرياح والشمس.

وقبل نحو 170 عامًا، كانت تكساس دولة مستقلة لمدة 10 سنوات، حيث اعترفت بها الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا. فيما بعد، قررت تكساس الانضمام إلى الولايات المتحدة بعد الحرب الأهلية، لتصبح الولاية رقم 28 في البلاد.

تكساس تشكل لاعبًا رئيسيًا في الساحة السياسية، حيث تمتلك ثاني أكبر عدد من الأصوات الانتخابية ومقاعد في الكونغرس الأمريكي. ولها تأثيرا بشكل كبير في قضايا الحدود مع المكسيك، وسياسات الهجرة، والأمن القومي.

ومؤخرًا، نشب خلاف بين حاكم تكساس والمحكمة العليا بسبب رفضه لقرارها بإزالة الأسلاك الشائكة المستخدمة لمكافحة الهجرة غير الشرعية. وانضمت 25 ولاية أمريكية، التي تمثل نصف عدد الولايات، لدعم تكساس، مما أثار توترًا يهدد بنشوب حرب أهلية في حال تدخل القوات الفيدرالية لإزالة الأسلاك رغم المعارضة القوية من قبل الولاية.

تكساس هي أيضا حجر الزاوية في السياسة الأميركية. ويمنحها نطاقها وعدد سكانها نفوذاً كبيراً في المشهد السياسي. ومع ذلك، بغض النظر عمن سيتولى منصبه، تظل تكساس وفية لأصولها وأصيلة كما كانت دائماً. وهذا هو أحد الأسباب التي تجعل الناس ينتقلون إلى تكساس بأعداد كبيرة.

 

تكساس.. تاريخ من محاولات الانفصال

وتصاعد الخلاف بين حاكم ولاية تكساس الأمريكية، جريج أبوت، والحكومة الفيدرالية حول استخدام الولاية للأسلاك الشائكة لوقف تدفق المهاجرين.

وزاد من حدة المواجهة على الحدود تحدى أبوت حكم المحكمة العليا الذي أيد أحقية عملاء حرس الحدود الأمريكيين بإزالة الأسلاك الشائكة التي وضعها الحرس الوطني في ولاية تكساس.

وسجلت معدلات الهجرة أرقامًا قياسية، حيث يقول مسؤولون أمريكيون إن حوالي 300 ألف شخص حاولوا عبور الحدود في ديسمبر 2023.

وإزاء هذه التوترات، ظهرت حركة انفصالية في تكساس، يطلق عليها اسم "تيكسيت"، والتي قال زعيمها الفعلي لمجلة "نيوزويك" مؤخراً إنه يعتقد أن تكساس يمكن أن تصبح دولة مستقلة في غضون ثلاثة عقود.

 

ليست محاولة جديدة

حركة استقلال تكساس ليست جديدة، ففي تسعينيات القرن الماضي، زعمت مجموعة تدعى "جمهورية تكساس" أن الولاية لم يتم قبولها بشكل قانوني في الولايات المتحدة، وبالتالي فهي تشكل أمة خاصة بها يمكنها الاستقلال.

ودخلت الحركة في عام 1997 في مواجهة مع الشرطة، استمرت أسبوعًا بين قوات الأمن وزعيم الحركة الانفصالي ريتشارد ماكلارين، الذي كان قد أخذ زوجين كرهائن في غرب تكساس. يعتقد الرجل، أن ولاية تكساس قد تم ضمها بشكل غير قانوني من قبل الحكومة الفيدرالية. ولا يزال في السجن.

في عام 2005، أنشأ دانييل ميلر، وهو مستشار تقني مقيم في هولندا، حركة تكساس القومية، بهدف تعزيز القضية الانفصالية من خلال وسائل أكثر سلمية.

ومنذ ذلك الحين، أصبح وجهًا للحركة، وجادل بأن ولاية تكساس يجب أن تتحرر من القبضة الخانقة التي تفرضها عليها الحكومة الفيدرالية و"أنصار العولمة الذين نكرههم"، وفقًا لقوله.

ويقول ميلر، إن تكساس هي "أمة بلا دولة"، لا تختلف عن الأكراد، المجموعة العرقية التي موطنها الأصلي سوريا وتركيا والعراق في العصر الحديث والتي سعت لسنوات إلى إقامة دولة مستقلة.

ووفق وسائل إعلام أمريكية، تستمر الحركة في اكتساب المزيد من الزخم وسط تزايد الاستقطاب السياسي وانعدام الثقة في المؤسسات الأمريكية.

وتضم صفحة حركة تكساس القومية على فيسبوك حاليًا 210 آلاف متابع، كما أن قائمة طويلة من شخصيات الحزب الجمهوري في تكساس يؤيدون الحركة.

 

شارك الخبر: