خاص | النقار
سكت المقالح احتجاجا على اعتقال قطران، ولن يعود إلى التغريد إلا عندما يتم إطلاق سراحه. هكذا يقول ناشطون مقربون من الرجل، على اعتبار أن سلطة صنعاء يزعجها كثيرا الاحتجاج على أفعالها بالصمت والسكوت اللذين آثرهما المقالح كي يحرجها أكثر.
لكن متى كان لهذه السلطة أن تصاب بالحرج من فعل شيء حتى يؤثر فيها سكوت هذا أو صراخ ذاك؟!
ها هو المقالح معتكف في منزله عن كل شيء، مترقبا متى. ومتى هذه بالنسبة لسلطة صنعاء لا وجود لها، خصوصا عندما تتترجم إلى سؤال موجه نحوها. فهي تنطلق من قاعدة نحوية مفادها أن كل أدوات الاستفهام لا محل لها من الإعراب.
فهل من الممكن أن يعتقد المقالح بأن الصمت أجدى إزاء سلطة كهذه، تعتقل من تشاء وتلفق ضدهم من التهم ما تشاء؟! وهل يعتقد أن سكوته قد يجعلها ترعوي عن غيها فتفرج عن قطران؟!
صحيح تماما أنه لا جدوى من سكوت المقالح ولا من صراخ حاشد، فكلا الأمرين سواء في نظر سلطة صنعاء. لكن الصراخ على الأقل ينفس عن صاحبه ولا يجعله يعيش دويا وضجيجا في أعماقه قد ينقلب إلى مرض يعانيه. كما أن الصراخ قد يجعل تلك السلطة في حالة متوترة، أفضل من جعلها تعيش الهدوء والطمأنينة وراحة البال وكأن شيئا لم يكن، خصوصا وأن المقالح هو صاحب كتاب "الصرخة في زمن الصمت" ويعرف أن كل ما تطلبه سلطة صنعاء من أصحاب الأصوات هو أن يبلعوا ألسنتهم ويسكتوا. فعلى الأقل لا يلبوا لها أمنيتها تلك.
ثمة رواية أخرى متداولة هي أيضا حول سكوت المقالح وعزوفه عن التغريد على صفحته في منصة إكس، وهي أن الرجل تلقى تهديدا صريحا من قيادي رفيع في أنصار الله، الجماعة المحسوب عليها والتي لطالما دافع عنها منذ أن كانت ماتزال تراوح مكانها في صعدة. قد تكون هذه الرواية أقرب إلى الواقع من تلك الحالمة التي تعتبر الصمت سيؤثر في سلطة صنعاء وسيجعلها تقوم بإطلاق سراح قطران وبقية المعتقلين في سجونها. وهنا يبدي الكثيرون بطبيعة الحال تعاطفهم الكبير مع محمد المقالح وليس لهم أن يحملوه ما لا يطيق مع سلطة غشوم لا تضع اعتبارا لأحد أو لشيء.